في أعماق السماء اللامتناهية تتوسع كوننا، محملاً بأسرار ومفاجآت لا تنتهي، ومن بين تلك الأسرار المهيبة تبرز كواكب الفضاء بأشكالها وأحجامها المتنوعة، وإحدى تلك الكواكب الفاتنة التي تعبق بالغموض والجمال هي “HATS-7 b”.
يطل “HATS-7 b” علينا من بعيد، حيث تقع على بعد يصل إلى 785 سنة ضوئية من الأرض. يتلألأ هذا العالم الساحر في سماء الفضاء بلمعان لطالما جذب العلماء والمستكشفين إلى التفكير العميق حول أسراره.
تميزت “HATS-7 b” بخصائص فريدة تجعلها تلتقط أنظار الباحثين والعلماء حول العالم. بدايةً من نوعها، فهي تصنف كعملاق غازي، حاملةً بين طيات جوها ألغازاً تنتظر الكشف عنها. يعود اكتشاف هذا العالم الساحر إلى عام 2015، حيث أضاءت نجمة ذات تألق يبلغ 13.347 السماء بلمعانها لتفضح للإنسانية وجود هذه الكوكب البديع.
عندما نلقي نظرة على خصائص “HATS-7 b”، نجدها تحمل عبءاً ثقيلاً يفوق تخيّلنا، ففيما يتعلق بالكتلة، فإنها تضاهي 38.1396 ضعف كتلة الأرض، مما يجعلها تجسداً للقوة الجاذبية الهائلة التي تحكم ملكات الكواكب. أما بالنسبة للشكل والحجم، فيتمثل ذلك في مضاعف 0.563 من حجم المشتري، العملاق الغازي الذي يعتبر مرجعاً لقياس الأحجام الكونية.
تدور “HATS-7 b” حول نجمها الأم بمدار يبلغ نصف قطره 0.04012 وحدة فلكية، وتستغرق فترة دوران واحدة حول هذا النجم في زمن يعادل 0.008761123 يوم، ما يعكس سرعتها الرهيبة وتحديداً بوتيرة دوران فائقة.
لكن الجوانب الفنية لا تكتفي بهذا الحد، فالشذوذ في مدار “HATS-7 b” يتجلى في قيمة الانحراف المداري التي تبلغ 0.17، ما يضفي عليها لمسة من التعقيد والغموض. وكما يرى الباحثون، فإن طريقة اكتشافها كانت من خلال تقنية العبور الكوكبي، حيث يراقب العلماء تغيرات ضوء النجم المضيء عندما يمر الكوكب أمامه.
تلك هي “HATS-7 b”، كوكب يتربع عرشه في سماء الفضاء، يحمل معه الكثير من الألغاز والجمال، مرسوماً بألوان الغموض والتحدي، ينتظر بلا شك المزيد من استكشافات الإنسان وتسليط الضوء على أسراره العميقة في رحلة استكشاف تستمر دوماً.