في إحدى أكثر الرحلات الفضائية إثارة، تم اكتشاف كوكب جديد يحمل اسم HATS-59 c في عام 2018. يتميز هذا الكوكب بمجموعة مذهلة من الخصائص الفلكية التي تلقي الضوء على أسرار الكون البعيد. يبلغ المسافة بين الأرض وHATS-59 c حوالي 2097.0 سنة ضوء، ما يعزز الغموض والبُعد الذي يحيط بعالمه.
بدايةً، يندرج HATS-59 c ضمن تصنيف الكواكب العملاقة الغازية، حيث يتميز بهيكله السماوي الذي يتألف أساسًا من غازات خفيفة، مما يختلف تمامًا عن تركيبة الكواكب الصخرية. يظهر الكوكب بلمعان خافت يُعبّر عنه بدرجة سطوع ضوء النجم الأم HATS-59، حيث يبلغ مقدار اللمعان النجمي 14.033 درجة حسب المقياس المطلوب.
تتميز HATS-59 c بسمات طبيعية فريدة تضيف إلى جاذبيته الفلكية، فهو يمتلك كتلة تعادل 12.7 ضعف كتلة المشتري، وهو نقطة مقارنة تُستخدم لتوضيح الكتلة الفائقة لهذا الكوكب العملاق. بالمثل، يظهر نصف قطر HATS-59 c بمعامل قدره 1.1 مقارنة بنصف قطر المشتري، مما يُبرز التنوع الهائل في الأحجام الكوكبية.
تتسارع الدراسات الفلكية بشكل كبير نحو فهم المزيد حول مدار HATS-59 c وتوجهه حول نجمه الأم. يتداول الكوكب حول نجمه بنصف قطر يبلغ حوالي 2.504 وحدة فلكية، مع فترة دوران تبلغ 3.9 أيام، مما يُظهر الحركة الدورانية السريعة والمقربة له من نجمه الأم.
لا يقتصر الاكتشاف على ذلك، بل تظهر تفاصيل إضافية حول خصائص المدار. يتسم HATS-59 c بإشارة انحراف بمقدار 0.083، وهو عنصر يظهر في القوانين الكونية لحركة الكواكب حول نجومها. تم استخدام أسلوب الكشف عن السرعة الشعاعية (Radial Velocity) لاكتشاف هذا الكوكب الرائع، وهو أحد الطرق المبتكرة في رصد الاضطرابات في حركة النجم الأم نتيجةً لجاذبية الكوكب.
إن اكتشاف HATS-59 c يعكس تقدم البحث الفلكي والتكنولوجيا الحديثة، حيث يفتح نافذة جديدة على عوالم بعيدة وأسرار الكون التي لم نكن ندركها من قبل. تلك الكواكب العملاقة الغازية تعدّ نقطة تحول في استكشافاتنا للفضاء الخارجي، وتشير إلى وجود أنظمة شمسية معقدة ومتنوعة تتنوع فيها الكواكب بأحجام وتكوينات فريدة، ما يعزز التساؤلات حول إمكانية وجود حياة خارج كوكبنا الأرض.