في أعماق السماء، تتوسط الكواكب الفضائية العديدة عجائب الكون، ومن بين هذه الكواكب يتألق HATS-52 b كجوهرة ساطعة في سماء الفضاء. يعتبر HATS-52 b إحدى الكواكب العميقة والبعيدة، حيث تتربع على بُعد يصل إلى 1811.0 سنة ضوئية من الأرض.
تتميز HATS-52 b بخصائص فريدة تجعلها تلفت انتباه العلماء والباحثين في علم الفلك. يظهر الكوكب بشكل جلي كعملاق غازي، إذ يُصنف ضمن فئة الكواكب العميقة الضخمة التي تحمل لقب “Gas Giant”. اكتشف هذا الجسم السماوي الرائع في سنة 2017، وكان لاكتشافه دور كبير في إثراء معرفتنا بأسرار الكواكب البعيدة.
تبرز معلومات محددة حول خصائص HATS-52 b، حيث يبلغ لمعانه النجمي 13.844 درجة، مما يجعله قابلًا للاستشعار بواسطة التلسكوبات الفضائية ويضفي عليه مظهرًا متألقًا في سماء الليل. وبالنظر إلى الأبعاد الفيزيائية لهذا العملاق الغازي، فإن كتلته تضاهي 2.24 ضعف كتلة المشتري، العملاق الغازي الأشهر في النظام الشمسي. وتأتي هذه المعلومة كقياس مضاعف للكتلة بالنسبة للمشتري.
وكما يعتبر الكوكب ضخمًا من حيث الشكل، إذ يبلغ نصف قطره 1.382 مرة قطر المشتري، مما يجسد تنوعًا فريدًا في هياكل الكواكب الغازية خارج نطاق النظام الشمسي. ويدور HATS-52 b حول نجمه الأم بنصف قطر مداري يبلغ 0.02498 وحدة فلكية، حيث يحتاج إلى 0.003832991 يوم لاكتمال دورة كاملة حول نجمه.
من الجوانب الملفتة أيضًا، أن الكوكب يتميز ببعض الاختلاف في مداره، حيث يظهر انحرافًا بنسبة 0.246 عن المدار المستديم، ما يجعله يندرج ضمن فئة الكواكب ذات التشوهات القليلة في حركتها.
تم اكتشاف HATS-52 b باستخدام طريقة العبور (Transit)، وهي أحد أساليب الكشف عن الكواكب البعيدة، حيث يتم رصد انخفاض طفيف في سطوع النجم الأم عندما يعبر الكوكب أمامه. هذه الطريقة الدقيقة للكشف تساهم في توسيع آفاق البحث الفلكي وفهم أعماق الفضاء اللامتناهي.
في نهاية المطاف، يظهر HATS-52 b كلوحة فنية تشكل عنصرًا هامًا في مساهمة البشر في استكشاف أسرار الكون، حيث تتراقص ألوانه وأشكاله في سماء الليل كشاهد على تعقيدات الكواكب البعيدة وتنوعها، ويبقى هذا الكوكب العميق بأسراره المثيرة على مرمى العلماء لاستكشافها وفهمها.