في أعماق السماء تتوسع ألسنة الكون لتروي قصصًا مذهلة عن كواكب بعيدة، ومن بين هذه الكواكب المثيرة التي تدور في الفلك، نجد HATS-11 b، هذا العملاق الغازي الذي يستحوذ على اهتمام المستكشفين الفضائيين وعشاق الفلك على حد سواء.
تتألق HATS-11 b في سماء الفضاء على بُعد مذهل يصل إلى 3081.0 سنة ضوئية، حيث يظهر كنقطة براقة في لوحة لا نهائية من الظلام. يبلغ لمعانه، الذي يُقاس بوحدة الكتلة الشمسية، حوالي 14.06، مما يضيء سماء الليل ببريق لا مثيل له.
تم اكتشاف HATS-11 b في عام 2016، حيث أضاءت نجمة هذا العالم البعيد بوجود كوكب ضخم يعبر أمامها بانتظام، ما أدى إلى اكتشافه بواسطة طريقة العبور. وبهذا الاكتشاف الرائع، تم فتح نافذة جديدة إلى فهمنا لتنوع الكواكب وتكوينها في أرجاء الكون.
عندما نتنقل إلى الخصائص الفيزيائية لـ HATS-11 b، نجد أنه يعتبر عملاقًا غازيًا من نوعه، حيث يتميز بكتلة تعادل 0.83 ضعف كتلة المشتري، العملاق الغازي الأشهر في مجموعتنا الشمسية. ولتكملة هذا التميز، يتمتع HATS-11 b بشعاع يعادل 1.609 ضعف شعاع المشتري، ما يعكس ضخامته اللافتة في سماء الفضاء.
تتميز مدارات HATS-11 b بالتعقيد والإثارة، حيث يتحرك في فلكه بنصف قطر يبلغ 0.0507 وفترة دوران تبلغ 0.009856262 سنة، ما يجعله ينقلب حول نجمه الأم بسرعة لافتة. ولكن الجاذبية ليست العنصر الوحيد الذي يبرز في ميزانية هذا العملاق، فقد اكتسب سحرًا إضافيًا من خلال ارتفاع قيمة التمدد الكروي بنسبة 0.34، ما يضيف لمسة من الفرادة إلى هيكله السماوي.
لا يكمن جمال HATS-11 b فقط في خصائصه الفيزيائية، بل يمتد أيضًا إلى عملية اكتشافه الرائعة، حيث أتاحت لنا تلك الطريقة الفريدة لاستكشاف أسرار الكواكب البعيدة. وعلى ضوء هذه النافذة المفتوحة نحو الفضاء، يظل HATS-11 b شاهدًا صامتًا على أسراره، مشعًا بجماله الغامض في سماء الكون.