HAT-P-8 b: كوكب عملاق غازي في سماء الليل

في سماء اللامكان، يتلألأ إلينا جرم سماوي رائع يُعرف بـ “HAT-P-8 b”. يمثل هذا الكوكب العملاق الغازي نقطة مشرقة في عرض السماء الليلية، مضيئًا ببريقه الفريد الذي يأسر الأنظار. يبلغ مسافته عنا حوالي 690.0 سنة ضوئية، ما يجعله جزءًا من عالم الكواكب البعيدة التي تحمل في طياتها أسرار الكون اللامتناهي.

تتلألأ هذه الكوكبة الفريدة في خلفية الليل، ورغم بعدها الشاسع، يتسنى للمراقبين الأرضيين استنشاق سحرها واستكشاف أسرارها من خلال الأجهزة الفضائية المتطورة. بفضل تقنيات الاكتشاف الحديثة، تم رصد “HAT-P-8 b” لأول مرة في عام 2008، ما جعلها إحدى الكواكب الجديدة التي أضاءت سماء البحث الفلكي.

يتميز هذا الكوكب بطابعه الفريد كعملاق غازي، حيث يُصنف ضمن فئة الكواكب العملاقة التي تكتنفها طبقة سميكة من الغازات. تتسم هذه العمالقة بأحجام هائلة وكتل ضخمة، مما يختزل فيها جزءًا من ألغاز الكون اللامتناهي.

إذا نظرنا إلى خصائصه الفيزيائية، يكشف “HAT-P-8 b” عن أبعاد ملفتة للانتباه. يبلغ إشعاعه المضاعف 1.4 مرة من إشعاع المشتري، في حين تظهر كتلته بمعامل يصل إلى 1.28 مرة من كتلة المشتري نفسه. تعكس هذه القياسات الطابع الفريد لهذا الكوكب وتجسد التنوع الهائل في التكوين الكوني.

تتميز المدار الذي يسلكه “HAT-P-8 b” بالقرب الشديد من نجمه، حيث يبلغ شعاع المدار حوالي 0.04496 والفترة المدارية نحو 0.008487337 سنة، ما يجعله يندرج ضمن فئة الكواكب ذات المدارات القريبة. ومع ذلك، يظهر عدم وجود انحراف في المدار، حيث تسلك هذه الكوكبة مساراً ثابتاً حول نجمها الأم.

تم استخدام أسلوب العبور لاكتشاف “HAT-P-8 b”، حيث تمر هذه الكوكبة أمام نجمها، مما يتيح للمراصد الفضائية اكتشاف تلك التغيرات الدقيقة في الإشعاع، وبالتالي تحديد وجود هذا الجسم السماوي الضخم.

بهذا الاكتشاف، يظهر “HAT-P-8 b” كجوهرة في تاج الكواكب، تضيء سماء الليل ببريقها الخاص وتدعونا إلى التفكير في أسرار الكون العظيم وعجائبه اللامتناهية.