تعتبر الكواكب خارج نظامنا الشمسي من بين أكثر المواضيع إثارةً وإعجابًا في علم الفلك، ومن بين هذه الكواكب المدهشة تبرز HAT-P-23 b كجسم فضائي يثير الدهشة والفضول. يقع هذا العملاق الغازي في كوكبة الجدي، وتحديدًا في مجرة درب التبانة، حيث يظهر بوضوح بفضل تقنيات الرصد الفلكية الحديثة.
يبلغ متوسط المسافة بين HAT-P-23 b ونجمه الأم نحو 1190 وحدة فلكية، مما يعكس البُعد الشاسع الذي يفصل بين هذا العملاق الغازي والنجم الذي ينتمي إليه. يتميز النجم بسطوع يبلغ 11.937 في المغ الظاهر، وهو معيار يُستخدم لقياس كمية الضوء التي تصل إلينا من النجم. يعكس هذا السطوع النسبي إشارة إلى الطاقة التي يُشعها النجم، والتي تسهم في توضيح طبيعة النظام الفلكي.
HAT-P-23 b هو عملاق غازي من فئة “Gas Giant”، ما يعني أنه يتألف أساسًا من غازات ثقيلة وهلامية، دون وجود سطح صلب قاسٍ كما هو الحال في الكواكب الصخرية. يعتبر هذا النوع من الكواكب من بين أكبر الكتل وأكبر الأحجام في عالمنا الفلكي، وهو يتميز بطبيعته اللامعة والمذهلة عندما يتم رصده من بعيد.
تم اكتشاف HAT-P-23 b في عام 2010، وهو اكتشاف يعزز فهمنا للكواكب خارج نظامنا الشمسي. يعكس هذا الاكتشاف الجهود المستمرة للعلماء في استكشاف وفهم الكواكب البعيدة والغامضة، وكيفية تكوينها وتطورها في هذه الأنظمة النجمية البعيدة.
فيما يتعلق بخصائص HAT-P-23 b، يتميز بكتلة مضاعفة تقدر بنحو 1.34 مرة من كتلة المشتري، وهو العملاق الغازي الذي يُقارن بالعملاق في نظامنا الشمسي. يعكس نصف قطره زيادة بنسبة 1.09 مقارنة بنصف قطر المشتري، مما يبرز تباينًا في حجمه ويضيف لتعقيداته الفلكية المثيرة.
تدور HAT-P-23 b حول نجمه الأم بشكلٍ دائم في مدار ذو شعاع يبلغ 0.0232 وفترة دوران تقدر بحوالي 0.003285421 يوم، وهي فترة زمنية تعكس سرعته العالية وحركته المستمرة حول نجمه. تظهر نسبة الانحراف المداري بلغت 0.11، مما يُظهر بعض الاختلاف في مداره حول النجم.
تم اكتشاف HAT-P-23 b باستخدام أسلوب العبور “Transit”، الذي يعتمد على قياس التغييرات في السطوع عندما تمر الكوكب أمام وجهة النجم من وجهة الرصد على الأرض. يُعد هذا الأسلوب فعّالًا لاكتشاف الكواكب البعيدة وتحديد خصائصها بدقة.
في الختام، يمثل HAT-P-23 b نموذجًا فريدًا من نوعه في عالم الكواكب خارج نظامنا الشمسي، ويثير الفضول حيال تركيبه وسلوكه في هذا النظام النجمي البعيد. تلك الأمور المعقدة والتفاصيل الدقيقة تعكس جمال الكون وتحفزنا على استكشاف المزيد من أسرار الكواكب والفضاء اللانهائي.