القمر الصناعي “Grace Follow-on-2” يمثل إحدى الابتكارات الفضائية الرائدة في مجال مراقبة وفهم حركة المياه على سطح الأرض. يعتبر هذا القمر الصناعي جزءًا من برنامج “Grace Follow-on”، الذي تديره وكالة الفضاء الأمريكية NASA بالتعاون مع المركز الألماني لأبحاث الجيوفيزياء GFZ (German Research Centre for Geosciences).
يتمتع القمر الصناعي بتصنيف دقيق في سجل الأمم المتحدة، حيث يظهر باسم “Grace Follow-on-2″، ويندرج تحت العلم الأمريكي في السجل. الجهة المشغلة والمالكة له هما NASA ومركز الأبحاث الألماني GFZ على التوالي، ويُستخدم بشكل أساسي من قبل الحكومة.
يتميز القمر الصناعي بأغراض محددة، حيث يركز بشكل رئيسي على مراقبة الأرض والتحقق من التغيرات في تخزين المياه تحت الأرض، وكمية المياه في البحيرات الكبيرة والأنهار، ورطوبة التربة، وألواح الجليد والأنهار الجليدية، وارتفاع مستوى سطح البحر نتيجة لإضافة المياه إلى المحيط. تمثل هذه المعلومات القيمة أداة حيوية لفهم الظواهر البيئية والتغيرات المناخية.
يتمتع القمر الصناعي بمواصفات فنية متقدمة، حيث يتحرك في مدار منخفض حول الأرض (LEO) بزاوية ميل تبلغ 88.9 درجة، مما يسمح له بتقديم رؤية شاملة للأرض. يسارع بواسطة صاروخ Falcon 9 الذي أطلق من موقع Vandenberg AFB في تاريخ 22 مايو 2018.
تظهر البيانات الفضائية للقمر الصناعي أن مدى الارتفاع يتراوح بين 484 كم في أدنى نقطة (Perigee) و504 كم في أعلى نقطة (Apogee)، مع تماثل دائري يتمثل في انحراف قليل من مداره (Eccentricity) بنسبة 0.00146.
ومن المتوقع أن يستمر القمر الصناعي في تقديم خدماته لمدة تصل إلى 5 سنوات، وهو مدة حياة متوقعة مشيرة إلى الفعالية العالية لهذا الجيل من الأقمار الصناعية.
من الجدير بالذكر أن القمر الصناعي Grace Follow-on-2 يأتي بعد النجاح البارز لمهمة Grace السابقة، حيث يستمر في رصد تحركات المياه على سطح الأرض، ويسهم بفاعلية في فهم التغيرات البيئية الهامة وتأثيرها على الكوكب.