عند التحدث عن الكواكب الخارجية والفضاء البعيد، لا يمكن إلا أن نُذهِبَ في رحلة سحرية إلى عوالم مجهولة تُثير الفضول وتفتح آفاق الخيال. تحديدًا، نتجه اليوم نحو الكوكب المعروف باسم GJ 674 b، الذي يعد واحدًا من تلك الجموعات الساحرة المنتشرة في سماء الليل اللامعة.
في عالم المجرات والنجوم، يظهر GJ 674 b كنجمة ثاقبة في قمم السماء، حيث يبلغ مستوى اللمعان النجمي الخاص به 9.38 درجة. يتلألأ في بعد يصل إلى 15.0 سنة ضوئية عن الأرض، مما يجعله جارًا سماويًا يراقب بإعجاب من قبل المهتمين بأسرار الكون.
عند التأمل في هذا العالم البعيد، نجد أن GJ 674 b هو عملاق غازي يشبه بشكل لافت كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. فهو يعتبر واحدًا من تلك الكواكب العملاقة التي تتحلى بسمات الأزرق الساحرة والأفق اللامتناهي.
تم اكتشاف هذا الكوكب البعيد في عام 2007 من خلال استخدام أساليب الكشف عن السرعة الدورية للنجم باستخدام تقنية السرعة الشعاعية. وكان اكتشاف GJ 674 b لحظة تاريخية تجلب لنا معلومات قيمة حول التكوين الكوني وتوزيع الكواكب حول النجوم.
ما يجعل GJ 674 b أكثر إثارة هو الحقيقة المدهشة حول كتلته وأبعاده. إذ يبلغ معامل الكتلة مضاعفًا للأرض 11.09، مما يضفي عليه وزنًا هائلًا يعكس القوة الجاذبية الفائقة التي يمتلكها. بالإضافة إلى ذلك، يعادل نصف قطره 0.297 من نصف قطر كوكب المشتري، مما يبرز ضخامته وجاذبيته الفريدة.
أما عن مداره، فيتسم بالقرب الشديد حيث يبلغ نصف قطر المدار 0.039، مما يجعله يدور حول نجمه الأم بسرعة رهيبة وفي فترة زمنية تبلغ 0.012867898 سنة. يضاف إلى ذلك ارتفاع نسبة التمدد بنسبة 0.2، مما يعني أن GJ 674 b يختلف في مساره قليلاً خلال رحلته الدائرية.
فيما يتعلق بطريقة اكتشافه، تم الكشف عن GJ 674 b باستخدام أسلوب الكشف عن السرعة الشعاعية، حيث تتغير سرعة النجم الأم بناءً على حركة الكوكب حوله. هذه التقنية تعتبر واحدة من الوسائل المبتكرة لاكتشاف الكواكب البعيدة والتي تسهم في إثراء فهمنا لتركيب الكون وتنوعه.
إن GJ 674 b ليس مجرد كوكب بعيد في الفضاء، بل هو قطعة حية من اللغز الكوني تقدم لنا نافذة إلى عوالم لا نعرف عنها سوى القليل. يثير هذا الكوكب التساؤلات حول كيفية تكوينه وتأثيره على بيئته المحيطة، مما يجعله نجمًا متلألئًا في سماء العلم والاستكشاف الفضائي.