في الأعماق البعيدة للكون، تبرز كوكب غامض يحمل اسم GJ 581 b، وهو من بين عالم الكواكب الخارجية الذي يثير فضول علماء الفضاء والباحثين في ميدان الفلك. يتألق هذا الكوكب في السماء اللامعة بتلألؤ خافت، ويرافق نجمًا يحمل تسمية GJ 581، الذي يتسم بسطوعه المحدود البالغ 10.57 درجة.
تم اكتشاف هذا الكوكب البعيد في عام 2005، حيث أضاف إلى قائمة العوالم الغامضة والمثيرة التي تدور حول نجوم أخرى في هذا الفضاء اللانهائي. يتميز GJ 581 b بنوعه الفريد، حيث يصف بأنه يشبه كوكب نبتون في نظامنا الشمسي، إلا أنه يبعد عنا بمسافة تبلغ حوالي 21.0 سنة ضوئية.
إحدى السمات المميزة لهذا الكوكب هي كتلته الهائلة، إذ يعادل كتلة GJ 581 b حوالي 15.8 مرة كتلة الأرض، مما يجعله واحدًا من العمالقة الغازية في عالم الكواكب. ولكن هنا يظهر التنوع، حيث يتم قياس قطره بنسبة 0.366 من قطر المشتري، مما يكشف عن تكوين فريد ومختلف.
يدور GJ 581 b حول نجمه المشع بمدار ضيق، حيث يبلغ نصف قطر المدار حوالي 0.04061 وحدة فلكية. يستغرق الكوكب وقتًا قصيرًا نسبيًا لاكتمال دورته الشمسية، إذ تصل فترة الدوران إلى حوالي 0.014784395 سنة. يلاحظ أن مداره يتسم بالدوران المنتظم، حيث يتجنب الانحراف البعيد عن مساره، ويظهر أن الكوكب يتبع مسارًا مستقرًا حول نجمه.
من الجدير بالذكر أن GJ 581 b تم اكتشافه باستخدام أسلوب الكشف عن السرعة الشعاعية، حيث يتم قياس تأثير حركة الكوكب على حركة نجمه الأم. تلك التقنية المعقدة تسمح للعلماء بتحديد خصائص الكواكب البعيدة بدقة، مما يفتح أفقًا جديدًا لاستكشاف الكون وفهمه.
إن GJ 581 b يشكل لغزًا فلكيًا يحمل الكثير من الألغاز والتحديات، ويثير العديد من الأسئلة حول تكوينه وخصائصه. هذا الكوكب البعيد يعكس جمال وتعقيد الكون الذي نعيش فيه، ويظل محط اهتمام الباحثين ورواد الفضاء، السعيدين لفهم أسرار هذا العالم اللامتناهي.