GJ 504 b: جمال وغموض الكواكب

في سماء اللامنتهى، حيث تتجلى ألوان الكواكب وتتناثر أنوار النجوم، نجد أنفسنا أمام إحدى اللآلئ الفضائية التي تتلألأ ببريقها الخاص، وهي الكوكب المعروف باسم GJ 504 b. يتميز هذا الكوكب بمواصفات فلكية مدهشة تضاف إلى سجل الكواكب السماوية التي تعكس عظمة الكون وتعقيداته.

توجد GJ 504 b على بعد حوالي 57.0 سنة ضوئية من الأرض، وهي المسافة التي تشكل جسرًا زمنيًا ينقلنا بين اللحظة الحالية ولحظة اكتشافه في عام 2013. يبرز جمال هذا الكوكب في سماء الليل بوضوح، فقد اكتشف بفضل أسلوب الرصد المباشر الذي أظهر تلك الكتلة الفضائية الضخمة والجاذبية القوية التي تحملها.

تتسم GJ 504 b بخصائص فريدة، إذ يُعد Gas Giant من الطراز الذي يجسد جمال الكواكب العملاقة ذات الغلاف الغازي. يتميز بقطر يزيد عن قطر المشتري بمعامل يبلغ 1.16، مما يجعله يبرز كنجم براق في عرض السماء. ولكن رغم ضخامته، يظل GJ 504 b متوازنًا بفضل كتلته الأربع مرات أكبر من كتلة المشتري، مما يجعله يحمل في طياته أسرارًا تشد الفضول البشري.

تدور هذه الكوكبة الفضائية حول نجمها الأم، حيث يبلغ نصف قطر المدار الذي يقطعه GJ 504 b نحو 43.5 وحدة فلكية، وتتمثل فترة دورانه حول النجم في 259.9 يومًا. تظهر أسطر مداره بخطوط فنية في السماء، تروي قصة ارتباطه الفلكي الطويل مع نجمه المضيء.

فيما يتعلق بأسلوب الاكتشاف، فقد تم رصده بواسطة طريقة التصوير المباشر، حيث استُخدمت تقنيات الرصد المتطورة لتسجيل لحظاته المذهلة في سماء الليل. تتجلى روعة هذا الاكتشاف في التفاصيل الدقيقة التي تم التقاطها، والتي تضفي جاذبية خاصة على هذا الكوكب الغامض.

في نهاية المطاف، يظهر GJ 504 b كلوحة فنية فلكية تروي قصة الكواكب البعيدة وتفاصيلها الفريدة في هذا الكون الواسع. إنها دعوة للاستكشاف والتأمل، حيث يمكن للإنسان الوقوف في وجه هذا الجمال الفلكي والتأمل في أسرار الفضاء الذي يستمر في سرد قصصه المثيرة في سماءنا المذهلة.