في سماء الكون اللامتناهي تتلألأ نجوم عديدة، وبين هذا السحر الفلكي يظهر لنا عالم جديد، يُدعى GJ 3929 c. هذا الكوكب الساحر يقع على بُعد يناهز 52.0 سنة ضوئية منا، يتلألأ في سماء الليل بلمعان يبلغ تقديره 12.675 في قيمة التوهج الفلكي للنجم الذي يحيط به.
GJ 3929 c ينتمي إلى فئة الكواكب العملاقة من نوع “نبتوني”، حيث يتميز بخصائص تشبه تلك الموجودة في عملاقنا الغازي نبتون. اكتشف هذا العالم الساحر في عام 2022، حيث فتحت لنا السماء أبواب أخرى لفهم أسرار الكون.
وما يميز GJ 3929 c بشكل خاص هو كتلته الضخمة بمعامل يبلغ 5.71 مضاعفات لكتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة هائلة تشد الانتباه. تأتي هذه الكتلة بالنسبة للأرض، مما يجسد قوة جاذبيته الفائقة ويجعله محط اهتمام العلماء والفلكيين.
أما بالنسبة لقطره، فيبلغ 0.201 مرة قطر المشتري، مما يمنحه حجمًا ملحوظًا يبرز في سماء الليل. وتكملة لهذا التميز، فإن مداره المداري يتراوح عند 0.081 من مدار الأرض، مما يجعله يتجاوز تقلبات الكواكب المعتادة ويظهر بومضة فلكية فريدة.
تدور هذه العملاقة الغازية حول نجمها الأم بفترة مدارية قدرها 0.04106776 سنة، ويتميز مدارها بعدم وجود تفاوت في التسارع، حيث يكمن جمالها في انتظام حركتها المدارية.
رغم بعده البعيد عنا، استخدم العلماء طرق الكشف عبر السرعة الشعاعية للكواكب لرصد GJ 3929 c، مما أضاء على وجوده وخصائصه الفريدة. تقنية الكشف عبر السرعة الشعاعية كشفت عن تأثير الجاذبية الكوكبية على حركة النجم الأم، مما ساعد في تحديد معلومات دقيقة حول هذا العالم الساحر.
باختصار، يعد GJ 3929 c إضافة رائعة إلى فهمنا للكواكب خارج نطاق نظامنا الشمسي. يجسد بألوانه اللامعة وخصائصه الفريدة إحدى الألغاز الفلكية التي تشد فضول الإنسان، مما يفتح أفقًا جديدًا لاستكشاف أغوار الكون وفهم أسراره العميقة.