عند النظر إلى الكواكب البعيدة في الفضاء، يظهر لنا عالم من المعرفة المدهشة حيث تتلاقى الأرقام والحقائق لتكوّن لوحة فسيحة عن عجائب الكون. واحدة من هذه الكواكب التي تثير الفضول وتجذب انتباه المستكشفين الفضائيين هي “GJ 3293 e”. تم اكتشاف هذه الكوكبة البارزة في عام 2017 باستخدام أسلوب الكشف بالسرعة الشعاعية.
تتميز GJ 3293 e بخصائص فريدة تضيف إلى سحرها الكوني. تقع هذه العملاقة الفضائية في بعد يبلغ حوالي 66 سنة ضوئية عن الأرض، مما يجعلها جارة بعيدة في المجرة اللامتناهية. يمكن قياس سطوع هذه النجمة باستخدام المقياس المغناطيسي للنجوم، ويبلغ سطوعها النجمي حوالي 11.945، ما يعكس اللمعان الخافت والجاذبية الساحرة لهذا الكوكب.
ما يميز GJ 3293 e أكثر هو أنها تصنف كـ “سوبر إيرث”، وهو تصنيف يشير إلى الكواكب الخارجية التي تتمتع بخصائص مشابهة لتلك الخاصة بالأرض، ولكن بأحجام وكتل أكبر. بحيث تكون كتلتها مضاعفة بنسبة 3.28 مرة مقارنة بالأرض، مما يخلق توازناً رائعاً بين الكتلة والجاذبية الكونية الخاصة بها.
كما أن لديها قطر يضاهي 1.63 مرة قطر الأرض، مما يجعلها تتميز بحجمها الاستثنائي. تدور GJ 3293 e حول نجمها الأم بمسافة تبلغ حوالي 0.08208 وحدة فلكية، مما يشير إلى المسافة الفاصلة بينها وبين نجمها. وتستغرق حوالي 0.036413416 سنة لإكمال دورتها الفلكية الواحدة، مما يظهر السرعة الرهيبة التي تتحرك بها حول محورها.
تتميز الكواكب البارزة دائمًا بخصائص فريدة في مداراتها، وهنا يبرز جوانب GJ 3293 e الرائعة أكثر. تظهر تميزها بشكل خاص في انحراف مدارها البسيط بنسبة 0.21، مما يعكس توازنها الفائق وثباتها في مسارها حول نجمها المضيء.
في النهاية، يبرز أسلوب الكشف الذي تم استخدامه في اكتشاف هذه الكوكبة البعيدة، وهو أسلوب الكشف بالسرعة الشعاعية، الذي يعتمد على تحليل التغييرات في طيف النجم المصاحب للكوكب. هذا الأسلوب يسمح للعلماء بفحص الحركة الدورانية للنجم والكوكب، مما يسهم في فهم أعماق هذا الكون الغامض والغني بالأسرار.