في قلب السماء، يتجلى القمر الصناعي GEO-Kompsat-2B كتحفة فضائية تعكس تطور الفضاء والتكنولوجيا في كوريا الجنوبية. إنه ليس مجرد جسم يدور في فلك السماء، بل هو نتاج الجهود العلمية والفنية المتميزة التي تمثلت في عمل مشترك بين الحكومة الكورية وإدارة الأرصاد الجوية الوطنية ومركز الأقمار الصناعية الوطني.
تأتي مهمة GEO-Kompsat-2B كمراقب دقيق لكوكب الأرض، حيث يتيح للحكومة الكورية الجنوبية الفرصة لمتابعة وفهم التغيرات الجوية والأحوال البيئية بطريقة فعالة ودقيقة. يندرج هذا القمر الصناعي تحت تصنيف الملاحة الجغرافية (GEO)، حيث يقوم بدوره في الدوران حول الكوكب على خط طول يبلغ 128 درجة.
فيما يتعلق بالبيانات الفنية، يظهر GEO-Kompsat-2B بوجهه المتألق مع متغيرات دقيقة تعكس الهندسة الفضائية المتقدمة. يتمتع بمسار دائري يمتد من ارتفاع منخفض عند الحضيض البالغ 35,782 كيلومتر إلى ارتفاع أعلى عند الأوج البالغ 35,792 كيلومتر، مع تحقيق التمايل البسيط بلغت 0.04 درجة. وكأنه يرقص في سماء الفضاء، يستمر القمر في دورته حول الكوكب بفترة دوران تبلغ 1436.13 دقيقة، مما يمنحه الفرصة لاحتساب ومراقبة الظروف الجوية بشكل مستمر.
تمت عملية إطلاق GEO-Kompsat-2B في 18 فبراير 2020، حيث جاءت هذه المهمة الفضائية إلى الوجود بفضل تعاون متقدم بين إدارة الأرصاد الجوية الكورية ومعهد البحوث الفضائية الكوري. تمت عملية الإطلاق في مركز الفضاء في غويانا باستخدام صاروخ Ariane 5، مما أضفى على هذا الإنجاز لمسة من الأهمية العالمية.
مع عمر متوقع يبلغ عشر سنوات، يعد GEO-Kompsat-2B رمزًا للتفاني والالتزام بمجال الأرصاد الجوية ورصد البيئة. يشير رقم COSPAR 2020-013B وNORAD 45246 إلى الهوية الفضائية لهذا القمر، ويظهر مصدر البيانات الفضائية المعتمد عليه في تحليل المدارات الفضائية، وهو JMGEO/4_20.
بما أن GEO-Kompsat-2B يخدم كبديل للعيون على الأرض، يُظهر التفرد في البيانات الكورية الجنوبية المستمدة من هذا القمر الصناعي التكنولوجيا الفائقة والقدرة على تحقيق الأهداف العلمية بدقة. يتجسد في هذا الإنجاز الفضائي الريادي الرغبة الكورية في البقاء في طليعة التكنولوجيا الفضائية العالمية، مما يعكس التزامهم الدائم تجاه البحث العلمي والابتكار في سبيل تحسين حياة الإنسان وفهمه للعالم من حوله.