قمر الأرض Gaofen-3، الذي يعد جزءًا من نظام الملاحة الفضائية الصيني المتقدم China High-resolution Earth Observation System (CHEOS)، يمثل تقنية فائقة في مجال رصد الأرض. يُعتبر هذا القمر الصناعي ذو أهمية خاصة، حيث يمتلك مواصفات فنية تجعله قويًا وفعّالًا في تحقيق أهداف الرصد البيئي والأمان الوطني.
اسمه الرسمي الحالي “Gaofen-3” يُعكس الابتكار التكنولوجي الذي يحمله، ويعد هذا القمر الصناعي جزءًا من السجل الرسمي للأمم المتحدة بموجب الاتفاقيات الفضائية، حيث تقوم الصين بالتسجيل الرسمي له تحت اسمها.
يعود تاريخ إطلاق Gaofen-3 إلى 9 أغسطس 2016، عندما أطلقته وكالة الفضاء الصينية باستخدام صاروخ Long March 4C من مركز الإطلاق Taiyuan. تم تنفيذ هذا الإطلاق بالتعاون مع الشركة المصنعة China Academy of Space Technology (CAST)، التي أسهمت بتقنياتها المتقدمة في بناء هذا القمر الصناعي.
يتمتع Gaofen-3 بقدرات رصد ممتازة تعتمد على تقنية الرادار، والتي تسمح بالحصول على صور عالية الدقة لسطح الأرض، حتى في الظروف الجوية السيئة. يتم تشغيل هذا القمر الصناعي بواسطة الإدارة البحرية الحكومية في الصين (State Oceanic Administration – SOA)، وهو يخدم بشكل رئيسي الحكومة الصينية كمستخدم رئيسي.
يتحرك Gaofen-3 في مدار منخفض حول الأرض (LEO) بزاوية ميل تبلغ 98.4 درجة، مما يجعله يغطي مناطق واسعة من سطح الكوكب. يتميز بنظام مداري قطبي، مما يعزز قدرته على رصد المناطق بشكل شامل.
معلومات الأبعاد الفنية تشمل أبعاد المدار والكتلة والقدرة، وتُظهر أن Gaofen-3 يمتلك قدرة إطلاق (Launch Mass) تبلغ 1000 كيلوغرام، ويعمل بقدرة فعّالة ذات طابع مرن، حيث يتم تزويده بالطاقة اللازمة لأداء مهامه بفعالية.
من المتوقع أن يبلغ عمر خدمة Gaofen-3 حوالي 8 سنوات، مما يجعله قمرًا فضائيًا طويل الأمد وموثوقًا في تلبية احتياجات الحكومة الصينية في مجال رصد الأرض. يُشير رقم NORAD الخاص به (41727) إلى التعرف عليه بين الأقمار الصناعية الأخرى في الفضاء.
يُجسد Gaofen-3 استمرار التطور التكنولوجي الصيني في مجال الأقمار الصناعية، ويعكس التزام الصين بتحسين قدراتها في مجال رصد الأرض والاستفادة من التقنيات الفائقة لتحقيق أهداف استراتيجية ووطنية.