قمر الأرض الاصطناعي الحالي الذي يحمل الاسم الرسمي “FSSCAT-B” يمثل إنجازًا فريدًا في مجال الرصد الفضائي، حيث يعكس جهودًا مشتركة بين إسبانيا والوكالة الفضائية الأوروبية (ESA). يشغل هذا القمر الاصطناعي مكانة مهمة في سجل الأمم المتحدة، إذ يتبوأ إسبانيا موقع البلد الذي قام بتسجيله في السجل الدولي للأقمار الاصطناعية للأمم المتحدة.
تدير وتمتلك الوكالة الفضائية الأوروبية (ESA) هذا القمر الاصطناعي، الذي يعمل تحت إشراف خدمات البيئة البرية والبحرية لبرنامج كوبرنيكوس. يأتي هذا البرنامج كجزء من جهود الاتحاد الأوروبي لمراقبة وفهم التغيرات في البيئة على مستوى القارة.
يتميز FSSCAT-B بمدار منخفض حول الأرض (LEO)، حيث يتحرك بشكل دائم في مسار متزامن مع الشمس (Sun-Synchronous Orbit). يبلغ طول محيط المدار حوالي 94.4 دقيقة، مما يسمح له بتقديم رؤى دقيقة ومتسلسلة للأرض. يتمتع هذا القمر بميزات فريدة من نوعها فيما يتعلق بمعاييره الفنية، حيث يصل وزنه إلى حوالي 10 كيلوجرامات.
تم إطلاق FSSCAT-B في 2 سبتمبر 2020، عبر صاروخ فيغا من مركز الفضاء الجوياني في جيانا. يقع مركز الفضاء الجوياني في جنوب أمريكا وهو الموقع الذي اختير لهذا الإطلاق الاستثنائي.
يستفيد الحكومات من هذا القمر الاصطناعي بشكل رئيسي كوسيلة لرصد وفهم التغيرات البيئية والاستدامة على سطح الأرض. يشكل FSSCAT-B جزءًا أساسيًا من شبكة الأقمار الاصطناعية التي تدعم الجهود العلمية والتكنولوجية للاتحاد الأوروبي في مجال حماية البيئة ومراقبتها.
يعد القمر الاصطناعي FSSCAT-B نموذجًا للتعاون الدولي في المجال الفضائي، حيث تجتمع الخبرات والموارد من مؤسسات أوروبية متنوعة في إطار مشروع مشترك. يتميز هذا القمر بدقة متناهية وإمكانيات فائقة لمراقبة الأرض، مما يسهم في تعزيز التفاهم حول التحديات البيئية وتطورات الطبيعة.
تمثل البيانات المدارية الخاصة بـ FSSCAT-B مصدرًا مهمًا للمجتمع الدولي، حيث تساهم في توفير معلومات دقيقة وشاملة حول البيئة والموارد الطبيعية. بفضل استخدام تقنيات متقدمة ومعايير تشغيل فائقة، يمكن لهذا القمر الاصطناعي تحقيق تأثير كبير في مجالات البحث العلمي واتخاذ القرارات البيئية.