“Flyboys: A True Story of Courage”، الكتاب الذي كتبه جيمس برادلي، يمثل عملًا أدبيًا استثنائيًا يتناول جوانب مجهولة تمامًا من الحرب العالمية الثانية، ويسلط الضوء على قصة حقيقية فريدة من نوعها للشجاعة والبطولة. إن كتاب برادلي الذي حقق رقمًا واحدًا في قائمة الكتب الأكثر مبيعًا بعنوان “Flags of Our Fathers”، قدم نافذة حقيقية إلى الإنسانية وتراث الحرب كما لم تفعل الكثير من الكتب من قبل. والآن، في “Flyboys”، يعود برادلي إلى فترة الحرب العالمية الثانية ليحكي قصة غير عادية تمامًا وغير معروفة عن الشجاعة.
تدور القصة فوق الجزيرة النائية في المحيط الهادئ، جيما جيما، حيث تم إرسال تسعة طيارين أمريكيين، من البحرية وسلاح البحرية الجوي، لقصف أبراج الاتصالات اليابانية هناك، وتم إسقاط طائراتهم. نجا أحد هؤلاء التسعة بعجائب، حيث تم إنقاذه بواسطة غواصة بحرية أمريكية. أما الآخرين، فاعتُقلوا من قبل جنود يابانيين في جيما جيما واحتُجزوا كأسرى. ثم اختفوا تمامًا.
عندما انتهت الحرب، قامت الحكومة الأمريكية، بالتعاون مع اليابان، بتغطية كل ما حدث في جيما جيما. تم إغلاق سجلات المحكمة العسكرية السرية، وتم محو حياة الطيارين الثمانية، وترك الآباء والأمهات، والإخوة والأخوات، والأحباء الذين تركوهم وراءهم، يتساءلون.
“Flyboys” يكشف لأول مرة عن قصة استثنائية لهؤلاء الرجال. رحلة برادلي نحو الحقيقة أوصلته من العلب الغبارية في البلدات الصغيرة الأمريكية، إلى أرشيفات الحكومة غير المكتملة التي تحتوي على وثائق سرية، إلى قلب اليابان، وأخيرًا إلى جيما جيما نفسها. ما اكتشفه كان لغزًا يعود إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية – إلى 150 عامًا، إلى التوسع الغربي لأمريكا وأول مواجهة لليابان مع العالم الغربي.
برادلي يسلط الضوء بوضوح على هؤلاء الشبان الشجعان الذين ذهبوا إلى الحرب من أجل بلادهم، ومن خلال حياتهم يروي أيضًا قصة أكبر لأمتين في حرب جحيمية. بدون تبسيط أخلاقي سهل، يقدم برادلي التاريخ بكل تعقيداته الوحشية، بما في ذلك العقلية اليابانية التي نمترس فيها الوحشية الإنسانية واستراتيجية الجيش الأمريكي التي تبرر الهجمات على الملايين من المدنيين. وبعد ما يقرب من ستين عامًا من الغموض، يكشف برادلي أخيرًا عن مصير الطيارين الأمريكيين الثمانية، الذين واجهوا في النهاية لحظة وقرارًا يمكن لقلة منا تخيلها.
“Flyboys” هو قصة حرب ورعب، ولكنها أيضًا قصة صداقة وشرف. إنها عن كيفية موتنا، وكيف نعيش – بما في ذلك قصة الطيار الذي نجا من الاعتقال، الطيار الشاب في البحرية يدعى جورج H. W. بوش الذي سيصبح في يوم من الأيام رئيسًا للولايات المتحدة. هذا الكتاب، الذي يعد من روائع السرد التاريخي، سيغير فهمنا للأبد عن الحرب في المحيط الهادئ والأمور التي نقاتل من أجلها.