أجزاء المجهر التشريحي

أجزاء المجهر التشريحي:

المجهر التشريحي هو أداة حيوية تستخدم بشكل رئيسي في المجالات العلمية والطبية، حيث يسمح بتكبير الكائنات الحية أو المواد ذات الحجم الصغير لدراستها بشكل مفصل. على الرغم من أن المجهر يمكن أن يكون جهازًا معقدًا، فإن فهم أجزائه ووظائفها أمر ضروري لفهم كيفية استخدامه بشكل فعال. في هذا المقال، سنتناول الأجزاء الرئيسية للمجهر التشريحي ووظائف كل جزء بشكل مفصل، مع التركيز على كيفية عمل هذه الأجزاء معًا لتحقيق أقصى استفادة من المجهر.

1. القاعدة:

القاعدة هي الجزء السفلي للمجهر التشريحي وتعتبر الأساس الذي يرتكز عليه الجهاز بأكمله. تكون عادةً مصنوعة من المعدن أو البلاستيك المتين لضمان الاستقرار وتوفير الدعم الكامل للأجزاء الأخرى للمجهر. قد تحتوي القاعدة على مفتاح كهربائي للتحكم في تشغيل الإضاءة، بالإضافة إلى لوحة تثبيت يمكن تعديلها لتناسب وضع المجهر.

2. العمود:

العمود هو الجزء الذي يربط القاعدة بالجهاز العلوي للمجهر. يعمل العمود على دعم المجهر وتوفير التوازن والارتفاع المناسب للعدسات والشاشة. يختلف شكل العمود حسب تصميم المجهر، وقد يحتوي على آلية لتعديل ارتفاع المجهر بطرق مختلفة ليتناسب مع ارتفاع المستخدم أو نوع العينات المدروسة.

3. العدسات (المجموعة البصرية):

تعتبر العدسات من الأجزاء الأساسية التي تحدد قدرة التكبير للمجهر التشريحي. تحتوي هذه الأجهزة عادة على عدساتين: العدسة العينية والعدسة الشيئية.

• العدسة العينية: هي العدسة التي يراقب من خلالها المستخدم العينات، وتتوفر بعدسات عينية بعدة تكبيرات (مثل 10x أو 20x).

• العدسات الشيئية: توجد على القرص الدوار في الجزء السفلي للمجهر، وهي العدسات القريبة من العينة، وتتفاوت في تكبيراتها عادة بين 4x و 40x، مما يسمح بتكبير العينات بمختلف الأبعاد.

تُعد هذه العدسات أساسية في تحديد دقة التفاصيل التي يمكن رؤيتها على العينة، ويجب أن تكون عالية الجودة لضمان وضوح الصورة.

4. المجموعة الضوئية (الإضاءة):

تعتبر الإضاءة من العوامل الحاسمة في عمل المجهر التشريحي، إذ تتيح للمستخدم رؤية التفاصيل الدقيقة للعينة. تحتوي المجاهر التشريحية عادة على مصدر ضوء في الأسفل، وهو إما ضوء طبيعي أو ضوء كهربائي. يتم توفير الإضاءة من خلال لمبة أو مصباح LED يتم التحكم في شدته باستخدام مفتاح كهربائي أو حتى دائرة تحكم في السطوع. في بعض المجاهر، قد تكون الإضاءة قابلة للتعديل للحصول على إضاءة مثالية للعينة، سواء كان الهدف هو الضوء المنعكس أو المنبعث.

5. المنصة (المرحلة):

المنصة هي الجزء الذي يتم وضع العينة عليه. تحتوي على مسطح مستوي يتم فيه تثبيت العينة باستخدام مشابك أو لوحات تثبيت خاصة لضمان ثبات العينة أثناء عملية الملاحظة. قد تكون المنصة مزودة بنظام تحريك دقيق يسمح للمستخدم بتحريك العينة بدقة في جميع الاتجاهات الأفقية (أعلى، أسفل، يمين، يسار) لتسليط الضوء على المناطق المختلفة من العينة.

6. آلية التركيز:

تُستخدم آلية التركيز لضبط وضوح الصورة التي يتم تكبيرها عبر العدسات. تتضمن هذه الآلية آليتين رئيسيتين:

• التركيز الخشن: هذه الآلية تُستخدم لتقريب أو إبعاد العدسات عن العينة بشكل سريع، وتسمح بالحصول على تركيز مبدئي.

• التركيز الدقيق: تُستخدم هذه الآلية لضبط الصورة بدقة أكبر بعد إجراء التركيز الخشن. تسمح للمستخدم بتحقيق وضوح دقيق وواضح للعينة بمستوى عالٍ من التفاصيل.

7. الأنبوب البصري (الأنبوب أو الأنبوب البصري):

الأنبوب البصري هو الجزء الذي يربط العدسة الشيئية بالعدسة العينية، وينقل الصورة المكبرة من العدسات الشيئية إلى العدسة العينية ليتم رؤيتها. يتميز الأنبوب البصري بتصميمه الذي يضمن الاستقرار البصري للعدسات ومنع التشويش أثناء الرؤية.

8. الذراع (المقبض):

يتم استخدام الذراع لتحريك المجهر وتشغيله بشكل مريح. يتواجد عادةً في الجزء العلوي من الجهاز، ويسمح للمستخدم بحمل المجهر أو نقله من مكان إلى آخر. في بعض الأنواع من المجاهر، يمكن أن يتضمن الذراع أيضاً آلية قابلة للتعديل لتغيير وضع المجهر.

9. حامل العين:

هو الجزء الذي يتم من خلاله تثبيت العدسة العينية في مكانها، ويتواجد في الجزء العلوي للمجهر. يعمل هذا الحامل على ضمان ثبات العدسة العينية في الموضع المناسب للتركيز المثالي. في بعض الأنواع، يكون قابلًا للتعديل لتغيير زاوية العدسة العينية وفقًا لمتطلبات المشاهد.

10. التعديل الزاوي (مقبض التدوير):

هذه الآلية تسمح للمستخدم بتغيير زاوية العدسة العينية، مما يسهل الرؤية من زوايا مختلفة دون الحاجة إلى تعديل وضع الجسم. تعد هذه الميزة مهمة خاصة في حالات وجود ظروف رصد غير مريحة، مثل استخدام المجهر لفترات طويلة.

11. المشاهدات المتعددة (أحيانًا):

في بعض المجاهر التشريحية المتقدمة، توجد خاصية للمشاهدات المتعددة، حيث يمكن لعدد من الأشخاص مراقبة العينة في وقت واحد باستخدام عدسات عينية متعددة. قد تكون هذه الميزة مفيدة في التعليمات أو أثناء إجراء الأبحاث الجماعية.

12. المشبك:

المشبك هو الجزء الذي يستخدم لتثبيت الشرائح أو العينات التي يتم فحصها بواسطة المجهر. يمكن أن يتضمن المشبك أجهزة تعديل لزيادة الثبات أثناء المراقبة الدقيقة.

13. مفتاح التشغيل والإيقاف:

في المجاهر الحديثة، قد يحتوي الجهاز على مفتاح لتشغيل وإيقاف الإضاءة أو الجهاز نفسه. من خلال هذا المفتاح، يمكن للمستخدم بدء تشغيل المجهر أو إيقافه بكل سهولة.

14. المصفاة (في بعض المجاهر):

تتضمن بعض الأنواع المتقدمة من المجاهر التشريحية مصفاة ضوئية أو مرشح، يستخدم للتحكم في نوع الإضاءة الساقطة على العينة. هذه الميزة قد تكون مفيدة لتحسين التباين وإظهار التفاصيل الدقيقة للعينة.

15. المكونات الاختيارية:

في بعض المجاهر التشريحية الأكثر تطورًا، قد يتضمن الجهاز بعض الملحقات الاختيارية مثل الكاميرات المدمجة أو وحدات التصوير، التي يمكن توصيلها بالحاسوب أو شاشات عرض كبيرة لعرض الصور الحية.

الخلاصة:

المجهر التشريحي هو أداة متكاملة ذات تصميم معقد يشتمل على العديد من الأجزاء الدقيقة التي تعمل معًا لتحقيق وظيفة التكبير والملاحظة الدقيقة للأشياء. يعتبر فهم هذه الأجزاء وكيفية عملها أمرًا أساسيًا لأي شخص يستخدم المجهر، سواء كان في مجال التعليم أو البحث العلمي أو الطب.