في قلب بروكلين، نيويورك، تنطلق قصة فريدة من نوعها في لعبة الفيديو الرهيبة “Dies irae Interview with Kaziklu Bey“، التي رأت النور في الواحع في 25 مارس 2016. يُعد هذا العنوان تحفة فنية تقدمها فرقة التطوير “light”، حيث تصنع اللعبة جسرًا بين الواقع والخيال، وتقدم قصة تنسجم بشكل مدهش مع أحداث ما بعد الحرب العالمية الثانية.
تنطلق الرواية من فم رجل غامض، يجلس عبر الطاولة في حانة الكائنات الخارقة المعروفة باسم “Borges House”، في قلب بروكلين. تبدأ القصة بعبارة غريبة وغير متوقعة: “أمي كانت أختي”. هكذا تنطلق رواية الشخص الغريب الذي يستعرض للمقابل الذي جلس معه تفاصيل حياته بشكل مثير.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، يجوب الضابط الشاحب من الجيش الألماني “SS” العديد من ساحات المعركة المشتعلة، مخلفًا خرابًا لا يُصدق في أعقابه. إنه مصاص الدماء في ساحة المعركة، الذي يجوب العالم كرمز للهاكنكرويز الباحث. ورغم أن قصته انتقلت عبر الأجيال كأسطورة مرعبة، إلا أنها ليست مجرد خرافة حضرية.
ففي الواقع، كان ويلهلم إهرنبورغ هو الرجل المطارد بسرية تامة من قبل الأمم المتحدة كفاقد للأمانة الثالثة، عدو العالم، وأحد أعضاء الأمور الشيطانية المشهورين بتسمية “Longinus Dreizehn Orden”. بعد مرور أكثر من نصف قرن، حان الوقت أخيرًا له للرحيل إلى اليابان لتحقيق أكثر رغباته شوقًا.
المقابلة معه، التي كان قد تجاوز فيها المحاور غالبًا، كانت مجرد هوى ينشأ من رفعة الوقت الموعود الذي اقترب. هذا كان السبب الوحيد الذي جعل مقابلنا الشجاع يجده في مزاج للحديث.
وهكذا، مع التأمل في حياته، أصبح ويلهلم متيقظًا – حتى بات حنينًا، حتى – للطريق الذي سلكه. وعندما طُلِبَ منه الكشف عن ماضيه، كشف النقاب عنه قطعة قطعة.
من الدم الملعون الذي سمم روحه، إلى اللوث الذي خلقته أعمال ميركوري، روى قصة يوم استفاق فيه على حقيقة وجوده، وعن المرأة التي كان لطبيعة ويلهلم محفورة في وجودها. “لا تقلق، سأخبرك عن كل شيء. من اللحظة الأولى التي قابلتها، إلى نهاية قصتنا.”.
اللعبة متاحة حاليًا على منصة Windows PC، وتندرج ضمن فئة ألعاب المغامرة. تقدم تجربة فريدة ومثيرة، حيث يمزج المطورون بين العناصر الروائية والبصرية ببراعة لتقديم لاعبيهم في عالم مظلم مليء بالأسرار والغموض، ينكشف فيه الستار عن قصة ويلهلم إهرنبورغ، المخلد في ذاكرة الزمن ومحفور في سجلات الخيال.