“امتلاك الأجيال المتعلمة، والتي تشمل الكثير من مواليد ما بعد الحرب العالمية الثانية، لقبول الأفكار التقليدية حول الحياة المالية يبدو وكأنها مسلسل طويل من القصص القديمة. تظهر هذه الأفكار الجديدة والتحديات التي تواجهها في كتاب ملهم بعنوان “Die Broke: A Radical Four-Part Financial Plan”، الذي ألَّفه الخبراء الماليين ستيفن إم. بولان ومارك ليفين والذي نشرته هاربر بيزنس في نوفمبر عام 1997.
إن المؤلفين يقدمان رؤية جديدة تمامًا للتخطيط المالي، حيث يركزون على استخدام الدخل والأصول بأقصى قدر خلال فترة الحياة، متنازلين عن السعي الحمقاء والبائسة نحو الخلود المالي. يظهر الكتاب بأن القوانين القديمة أصبحت غير صالحة، ويقدم نهجًا مبتكرًا يدعو إلى تحول مالي راديكالي.
في بداية الكتاب، يعكس الكتّاب على جيل البومرز، الذي يُعتبر جيلًا من المحققين والمتحصلين على الدرجات الجامعية والمهنية. إنهم يتقنون السلم الوظيفي أو يبدأون مشاريع ريادية تعزز همتهم وحساباتهم البنكية. يشترون منازل مناسبة ويخططون للترقية منها إلى منازل أحلامهم من خلال صفقات عقارية ذكية، مع التمكن من التنقل بين حياتهم المنزلية والعائلية والعملية ببراعة. إذا لم تكن الدخولين الثنائيين يغطون جميع ضروريات الحياة والرفاهيات الضرورية، تعتبر بطاقات الائتمان الخاصة بهم جنيات جاهزة لتحقيق أمانيهم. ومع وضوح مكافأتهم النهائية دائمًا – التقاعد المبكر والمريح والميراث الصحي للأطفال – لماذا يواجهون الآن المستقبل بخوف وتردد؟
يقوم بولان وليفين بشرح الواقع الاقتصادي الذي جعل القواعد القديمة قديمة ويقدمون نهجًا مبتكرًا للتخطيط المالي. يدعوان إلى التخلي عن المعتقدات الخاطئة حول العمل والحياة المالية ويقدمان خطة تتألف من أربعة أجزاء للتحول المالي. “النظر إلى النفس وعملك كشيء واحد”، يكتب بولان، “هو مخاطرة مالية وعاطفية هائلة”. ولإثبات أن “الأخلاقية الذاتية” والاعتقاد الكاذب في المسارات الوظيفية يجب أن يستمران، يشير بولان إلى نموذج دوري جاهز – الرياضي المحترف. يعرف لاعبو الحرية في عالم الرياضة أن فترة وجودهم مع أي فريق هي مؤقتة ويركزون على الحصول على أفضل صفقة مالية يمكنهم الحصول عليها. اعتماد هذه النهج هو المفتاح لأي شخص لا يرغب في البقاء على الحواف في القرن القادم. ينصح بولان بأن العمل ليس مطاردة هوليستية. الطريقة الوحيدة لزيادة الرضا و / أو الدخل هي القفز من وظيفة إلى أخرى بعين على إعداد عمل يزيد من المهارات (وبالتالي التسويق) ويحسن جودة الحياة بمزايا فورية مثل التأمين الصحي الفائق، ورعاية الأطفال الشركة، وإجازة الأمومة وخيارات العمل عن بُعد والتوقيت المرن. “الفوائد طويلة الأجل، مثل خطط التقاعد”، يذكر بولان القراء، “هي لا قيمة لها. سيتم فصل معظمكم قبل أن تصبحوا مؤهلين بالكامل”. فماذا يحبس الناس في القرن العشرين؟ قطعتين صغيرتين من البلاستيك: بطاقات الصراف الآلي وبطاقات الائتمان. الراحة لا تقاوم؛ الكلفة هي مدهشة. يصر بولان بشدة على أن الإنفاق يجب أن يكون صعبًا وغير مريح: “يجب أن تقرر ألا تتجاوز نطاق يدك. إذا لم يكن لديك النقود الورقية أو في حسابك الجاري لشراء شيء … فلا تشتريه”.
يصدر بولان تحذيرًا مهمًا بنفس القدر حول أكبر عملية شراء يقوم بها معظم الناس في حياتهم – العقارات. تظل امتلاك المنزل ملجأ ضريبي ممتازًا وشكلاً مرغوبًا من التوفير القسري الذي يمكن أن يساعد في توليد الدخل في السنوات اللاحقة. ولكن مع تقلبات سوق العقارات، أصبحت فوائد “الملكية المتسلسلة” أو “التداول الصاعد” أقل احتمالًا. حلا بولان هو توفير الأموال حتى تستطيع “شراء منزلك الثاني أولاً”، من خلال شراء إقامة كبيرة بما يكفي لاستيعاب عائلة متنامية ووالدين يتقدمون في السن وحتى عمل منزلي – بشكل قصير، منزل مصمم للحياة كلها.
بالإضافة إلى الطلب بشكل جديد على العمل والائتمان والعقارات، يضع العصر الاقتصادي الجديد حداً لـ “حلم” الأمريكي للتقاعد. لا يقلص فقط مصادر التقاعد التقليدية (المساعدة الحكومية والتقاعد الخاص)، ولكن الناس اكتشفوا أن الفراغ الطويل ليس كل ما هو متصدع. يشجع بولان القراء على تحويل وجهة نظرهم والتفكير في الدخل المكتسب بالطريقة التي فكروا بها دائمًا في الدخل غير المكتسب: قد ينمو أو يتجمد أو ينخفض. يجب استخدام الاستثمارات والتوفير لتوليد دخل غير مكتسب سيعوض الأرباح المتزايدة ولكن المتذبذبة. من بين توصياته: الاحتفاظ باحتياطي سريع (في شهادات الإيداع، على سبيل المثال)، وتراكم توفيرات خالية من الضرائب عن طريق الاستفادة الكاملة من الحسابات الفردية للتقاعد (IRA) وحسابات كيوغ وSEPs أو 401 (ك)، والاستمرار في استثمارات الأسهم مثل صناديق الاستثمار المتبادل لفترة أطول بكثير مما يوصي به المحافظون التقليديون، وتأمين دخلك بتغطية صحية وتأمين العجز ذي الجودة العالية، وحماية عائلتك بتأمين الحياة على المدى القصير الذي يعطيهم ما يكفي لتكييفهم مع فقدان دخلك. هناك عقبة واحدة أخيرة أمام العيش بشكل جيد الآن وفي المستقبل: الهوس بالإرث. مثل التقاعد، يعتبر الرغبة في إنشاء ميراث تمسكًا من عصر سابق ويؤدي إلى تضحيات غير ضرورية تفوق بكثير أي فوائد مستقبلية. مؤكدًا أن “كل دولار يتبقى في حسابك البنكي بعد وفاتك هو دولار مهدر”، يقدم بولان خطة تمكنك من الموت على فقر، مع ضمان عدم تجاوز أصولك. تتضمن خطته أنو