“Dead Heat” هو كتاب من تأليف مايكل ف. أوبنهايمر، نُشر لأول مرة في أبريل عام 1990 بواسطة دار النشر “بيسك بوكس”. هذا الكتاب يتناول قضية حاسمة تواجه المجتمع البشري، حيث يقف عند مفترق طرق بين مستقبلين محتملين. الأول هو طريق التلوث، والجفاف، والتدمير البيئي الذي يُهدد استدامة الحياة على الكوكب. أما الثاني، فيمثل طريقًا نحو الطاقة النظيفة، والتكنولوجيا الآمنة، والاعتماد على مصادر متجددة مثل الخلايا الشمسية.
في سياق الكتاب، يعرض أوبنهايمر رؤية مثيرة للاهتمام ومليئة بالتحديات حول الخيارات المتاحة أمام المجتمعات. فهو يشير إلى أن الطريق الأول، رغم أنه يحمل في طياته الكثير من المخاطر، إلا أنه للأسف لا يزال مدعومًا من قِبَل أولئك الذين يستفيدون من الوضع القائم. هؤلاء هم الأفراد والشركات الذين يواصلون استغلال الوقود الأحفوري، وقطع الغابات القديمة، والتشريع لصالح مصالحهم الخاصة على حساب المصلحة العامة.
الكتاب يعكس رؤية نقدية تجاه هذا الوضع، حيث يرى أوبنهايمر أن ثمة حاجة ملحة لإحداث تغيير جذري في السياسات العامة، التي تُفضل مصالح الفئات القليلة على حساب البيئة والصالح العام. ومع ذلك، يبدو أن الكتاب، على الرغم من قيمته كدراسة تجريدية في السياسات البيئية، يفتقر إلى القوة الكافية لمواجهة تلك القوى التي تعارض التغيير. فالأمر يتطلب مواجهة مباشرة مع الجهات التي تستفيد من الوضع الراهن، وهي الجهات التي تواصل التصرف بطرق تتعارض مع الاستدامة البيئية.
هذا الكتاب يُعتبر تحذيرًا صارخًا حول المخاطر التي تواجه البشرية إذا لم يتم اتخاذ إجراءات جادة وفورية لمواجهة التحديات البيئية. ومع ذلك، فإن أوبنهايمر يظل متشككًا في قدرة المجتمع على تحقيق هذا التغيير، خاصة في ظل تواجد القوى التي تعرقل التقدم نحو مستقبل أكثر استدامة.
من الجدير بالذكر أن الكتاب لا يقدم حلاً سحريًا لهذه المشكلات، ولكنه يشدد على أهمية الوعي والدعوة للتغيير في السياسات. وهو يثير التساؤلات حول مدى استعداد المجتمعات للانتقال من استخدام الوقود الأحفوري والاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، إلى اعتماد استراتيجيات جديدة ومستدامة تضمن حماية الكوكب للأجيال القادمة.
بإجماله، “Dead Heat” يعكس صراعًا بين الحاضر والمستقبل، وبين المصالح الاقتصادية والسياسات العامة، وبين تدمير البيئة من جهة، والسعي نحو الحفاظ عليها من جهة أخرى. إنه دعوة للتفكير الجاد والعمل الفوري من أجل تجنب الكارثة البيئية التي تلوح في الأفق.