قمر الاستشعار البصري الثاني CSO-2 هو إنجاز فني يعكس التفوق التكنولوجي في مجال الأقمار الصناعية للمراقبة الأرضية. يتبع هذا القمر الصناعي الفرنسي إلى المسجل الرسمي للأمم المتحدة تحت الاسم CSO-2، ويعود ملكيته وتشغيله إلى المديرية العامة للتسليح الفرنسية (DGA)، مؤكداً بذلك التزام فرنسا بتعزيز قدراتها في مجال المراقبة والاستشعار الفضائي.
تأتي فائدة هذا القمر الصناعي من قدرته على إجراء تصوير متعدد الطيف، وهي تقنية حديثة تمكن من جمع معلومات دقيقة وشاملة حول الأرض. يندرج هذا الاستخدام تحت مفهوم المراقبة البصرية للأرض، حيث يمكن للقمر CSO-2 توفير صور فائقة الدقة في مجموعة واسعة من الأطوال الموجية، مما يسهم في تعزيز الفهم لدى المشغلين العسكريين حول الأنشطة الأرضية.
من الناحية التقنية، يندرج CSO-2 في فئة الأقمار الصناعية ذات المدار المنخفض (LEO)، ويتبع مدارًا متزامنًا مع الشمس (Sun-Synchronous)، مما يتيح له تحقيق تغطية شاملة للأرض بشكل منتظم وفعال. يتميز مداره بزاوية انحراف تبلغ 97.3 درجة، مما يسمح له بتحقيق توازن مثالي بين تغطية الأرض والاستهداف المحدد.
تم إطلاق CSO-2 في 28 ديسمبر 2020، باستخدام صاروخ Soyuz من مركز الفضاء الجوي في غويانا. يبلغ وزن الإطلاق الإجمالي للقمر الصناعي 3565 كيلوغرام، ويتميز بمدة حياة متوقعة تصل إلى 10 سنوات، ما يجعله إضافة قيمة للأنظمة الفرنسية للمراقبة والأمان.
يتم تشغيل القمر الصناعي بواسطة المديرية العامة للتسليح (DGA)، مما يعكس الأبعاد العسكرية لاستخدامه. ومع أن معلومات محددة حول الكتلة الجافة والطاقة ليست متاحة حاليًا، إلا أن القدرة على إجراء مهام المراقبة بدقة تظل ميزة رئيسية للقمر CSO-2.
من المهم أيضًا أن نشير إلى أن هذا القمر الصناعي يتمتع بتكنولوجيا رائدة تعكس جهود الشركة المنفذة، وهي المركز الوطني للدراسات الفضائية (CNES) في فرنسا. تمثل هذه الشركة الفرنسية الرائدة جزءًا أساسيًا من جهود البلاد في تعزيز التكنولوجيا الفضائية والتفوق في ميدان المراقبة الفضائية.
في الختام، يظهر قمر الاستشعار البصري CSO-2 كمفخرة للابتكار التكنولوجي الفرنسي، حيث يقدم إسهامًا قيمًا في مجال المراقبة الفضائية ويعزز القدرات العسكرية للبلاد بشكل عام.