في سماء الفضاء اللامتناهي تتلألأ نجوم لامعة تروي قصص الكواكب والأجرام السماوية، ومن بين هذا السحر الفلكي يتألق كوكب يحمل اسم “CoRoT-7 c”. يعود اكتشاف هذا الكوكب الرائع إلى عام 2009، عندما كانت أنظار العلماء تتسلل إلى أعماق السماء لاستكشاف أسرار الكون.
تعتبر CoRoT-7 c جزءًا من عالم الكواكب البعيدة، حيث تتأرجح في مدارها بمسافة تبلغ 0.046 وحدة فلكية من نجمها الأم، وتحتاج إلى حوالي 0.010130048 سنة لاكتمال دورتها الشمسية. يمتاز هذا الكوكب بأنه ينتمي إلى صنف يشبه كواكب المشتري، حيث يشير نوعه إلى تشابهه بشكل بارز مع كوكب نبتون، العملاق الغازي الذي يحمل في جعبته أسرار الغموض والجاذبية الفلكية.
ما يجعل CoRoT-7 c أكثر إثارة هو كتلته البالغة 8.4 مرة مقارنة بالأرض، مما يضفي عليه وزنًا فلكيًا يلفت الانتباه. إنه كوكب ثقيل يستحق الانتباه والدراسة المستفيضة. وإذا نظرنا إلى قطره، نجد أنه يعادل 0.253 قطرًا جوبيتيريًا، مما يبرز تنوعه الكواكبي والأبعاد المتعددة التي يمكن أن تتخذها هذه العوالم السماوية.
يتساءل العلماء عن كيفية اكتساب هذا الكوكب لهيكله الفريد وخصائصه المميزة. فهل كانت عمليات الاندماج الفلكية هي التي خلقت هذا العالم السماوي الفريد؟ أم هناك عوامل أخرى تلعب دورًا في تشكيله؟ هذه التساؤلات تدفع الباحثين إلى البحث المكثف وراء أسرار هذا الكوكب البعيد.
تم اكتشاف CoRoT-7 c باستخدام أسلوب الكشف بالسرعة الشعاعية، حيث يتم رصد تأثير كتلة الكوكب على حركة نجمه الأم. هذا الأسلوب الدقيق يسمح بقياس التغيرات الطفيفة في السرعة الراديالية للنجم، مما يشير إلى وجود كوكب يدور حوله. إن هذا الاكتشاف يفتح أفقًا جديدًا لاستكشاف أعماق الفضاء وتحليل تراكبات النظم الكونية.
إن CoRoT-7 c يعد شاهدًا على روعة الكون وتنوعه، حيث يعزز التحقيق في خصائصه وأصله فهمنا لكيفية تكوين الكواكب وتطورها. يظل هذا العالم السماوي، الذي يتجلى في بُعد 522.0 سنة ضوئية عنا، نقطة مثيرة للفضول في سماء اللامتناهي، مستعدًا لكشف المزيد من أسراره وألغازه التي قد تكمن في أعماقه الفلكية.