في رحلتنا المدهشة إلى أبعد أطراف الكون، نتعرف اليوم على كوكب ملتقط في سماء الفضاء، يدعى CoRoT-4 b. يشكل هذا الكوكب العملاق الغازي جزءًا من المجموعة الفلكية، حيث يظهر كنقطة بسيطة في عالم السماء، يعكس جمال الطبيعة الكونية والتناغم الذي يسود في هذا السياق الفلكي الساحر.
يقع CoRoT-4 b على بعد حوالي 2370.0 سنة ضوئية عنا، يبتعد في مسافة تبدو بعيدة جداً ولكنها في الواقع تشكل جزءاً من محيطنا الفضائي. تتميز هذه الكوكبة بأنها تظهر بدرجة سطوع تبلغ 13.652 نجمية، مما يجعلها واحدة من الظواهر الفلكية التي يمكن رصدها بوضوح في سماء الليل.
تأخذنا اكتشافات هذا الكوكب الغريب إلى عام 2008، حين كانت العلماء يتابعون السماء بأجهزة فضائية حساسة، في محاولة لاستكشاف أسرار الكون والكواكب الموجودة فيه. تميز CoRoT-4 b ككوكب غازي عملاق، مما يعني أنه يتألف أساسًا من غازات مثل الهيدروجين والهليوم، مما يمنحه هيكلًا فريدًا يختلف تمامًا عن الكواكب الصخرية التي نعرفها في نظامنا الشمسي.
عندما نتحدث عن الخصائص الفيزيائية لـ CoRoT-4 b، نجد أن كتلته تعادل 0.72 كتلة العملاق الغازي المشهور، المشترك في مغامرات الكون، جوبيتر. ولكن يظهر هذا الكوكب بحجم أكبر بنسبة 1.19 مرة من حجم جوبيتر، مما يجعله كوكبًا ذا أبعاد ملفتة للنظر.
تحظى مدارات CoRoT-4 b بالاهتمام أيضًا، حيث يدور حول نجمه الأم بمسافة تبلغ 0.09 وحدة فلكية، ويستغرق لإكمال دورته حول النجم الأم حوالي 0.025188226 يومًا، وهي فترة زمنية قصيرة تبرز سرعة حركته في فلك الكواكب. تتميز مداراته بالتمركز، حيث يكاد يكون مداره دائريًا تمامًا مع انعدام تموجات الدوران (التحول الشكلي).
رصد هذا الكوكب البعيد تم باستخدام طريقة العبور، حيث يتم قياس التغيرات في سطوع النجم الأم عندما يمر الكوكب أمامه. هذه الطريقة الدقيقة تتيح للعلماء فحص خصائص الكواكب البعيدة دون الحاجة إلى ملاحظتها مباشرة.
باختصار، يعد CoRoT-4 b إضافة مثيرة إلى قائمة الكواكب العملاقة المكتشفة خارج نظامنا الشمسي، حيث يبرز بأبعاده الكبيرة ومداراته السريعة في رقصة فلكية لا نهائية، تذكير بجمال وتعقيد الكون الواسع الذي نسعى دائمًا لفهمه واستكشافه.