في إحدى أكثر الرحلات الفضائية المذهلة، انطلقت البشرية في رحلة استكشاف فريدة إلى كوكب خارج نظامنا الشمسي، حيث واجهت العلماء كوكبًا سحيق اللون يُعرف باسم CoRoT-36 b. يتميز هذا الكوكب بخصائص فلكية مثيرة للدهشة، مما يجعله موضوع اهتمام شديد للعلماء والباحثين في ميدان علم الفلك.
يقع CoRoT-36 b على بُعد يبلغ حوالي 3020 سنة ضوئية عن الأرض، وتظهر لنا تلك الكتلة الفضائية الجذابة بدرجة لمعان تصل إلى 13.126 من مقياس السطوع النجمي، مما يجعلها ظاهرة بوضوح في سماء الليل.
يتبّع CoRoT-36 b صفة العمالقة الغازية، حيث يُصنف كعملاق غازي، وهو ما يعني أنه يتميز بهيكله الكبير والذي يسيطر عليه الغازات المختلفة. يتميز هذا الكوكب بخاصية فريدة في كتلته، إذ يبلغ معامل كتلة 0.68 مقارنةً بكتلة المشتري، العملاق الغازي البارز في نظامنا الشمسي.
ومع ذلك، يظهر الابتعاد عن المألوف في تصنيف الأحجام الكوكبية، حيث يُعتبر كوكب CoRoT-36 b بأنه أكبر بنسبة 1.41 مقارنة بنصف قطر المشتري، مما يبرز تنوع الأحجام والتركيبات بين الكواكب خارج نطاق نظامنا الشمسي.
أما بالنسبة لحركته المدارية، فإن CoRoT-36 b يستمر في رحلته حول نجمه الأم بمسار يبلغ قُطره 0.066 وفترة دوران تبلغ 0.015331964 سنة. تظهر عدم انحرافه عن المدار وعدم انحرافه البيضاوي (بحسب معامل الشذوذ) بقيمة 0.0، مما يجعل الكشف عنه عبر طريقة العبور (Transit) وسيلة فعّالة لاكتشاف هذه العجائب الفلكية.
تتيح لنا هذه الاكتشافات الرائعة إلقاء نظرة مثيرة للدهشة على تشكيلات وتفاصيل الكواكب خارج حدود نظامنا الشمسي، وتسلط الضوء على التنوع الرهيب للكواكب في هذا الكون الواسع. يعكس CoRoT-36 b مدى إمكانيات البشر في استكشاف وفهم غموض الفضاء وأسراره العظيمة.