في عالم الفضاء الواسع، يتألق كوكبٌ جديد يُدعى CoRoT-27 b، ممزوجٌ بالغموض والجمال الكوني. يُعد هذا الكوكب العملاق من الغازات العميقة، حيث يتمتع بمسافة فاصلة تبلغ 3296.0 سنة ضوئية عنا، ورغم بعده الشاسع، يتلألأ ببريق لامع يظهر في السماء بشكل أخاذ.
تتسم النجمة المستضيفة لهذا الكوكب بلمعانٍ متواضع، إذ تبلغ شدة إشعاعها الظاهري 15.774. ورغم هذا اللمعان المُعتدل، يبرز CoRoT-27 b بوضوح كجوهرة ثمينة في سماء الليل، ما يجعله واحدًا من الأجرام السماوية المثيرة للإعجاب.
ويكمن جمال هذا العملاق الغازي في اكتشافه الذي جرى في عام 2014، عندما كان العلماء يسعون إلى استكشاف أغوار الكون والكشف عن أسراره. اعتمدت عملية الكشف على طريقة العبور (Transit)، حيث قام الكوكب بعبور وجوهره الساطع أمام نجمه المضيء، مما أتاح للعلماء رصد تلك التغيرات الدقيقة في سطوع النجم. هكذا، كان لهم الفرصة للكشف عن هذا العالم الجديد والغامض.
تتميز خصائص CoRoT-27 b بتعدد أبعادها الفلكية الرائعة. إذ يبلغ معامل كتلته 10.39 مرة مقارنةً بكتلة المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. وتظهر شمسيته الضخمة بشكل ملحوظ أيضًا، حيث يبلغ معامل نصف قطره 1.007 مرة مقارنةً بنصف قطر المشتري. ويدور هذا الكوكب العملاق في فلكه الخاص بمسافة تبلغ 0.0476 وحدة فلكية، ويحتاج إلى فترة دوران تبلغ 0.009856262 يومًا لاكتمال مداره حول نجمه.
من الناحية الديناميكية، يظهر CoRoT-27 b بشكل مثير أيضًا، إذ يتمتع بإشارة تحلق (eccentricity) تبلغ 0.065. وهذا يُظهر الشكل البيضاوي لمداره حول النجم، ما يضفي عليه سحرًا إضافيًا ويبرز تنوع الأنظمة الكونية.
إن اكتشافات الكواكب البعيدة مثل CoRoT-27 b تعزز فهمنا لتنوع الكواكب والأنظمة الشمسية في الكون. تلك الكرات السماوية اللامعة تروي قصصًا فلكية، تسهم في رفع الستار عن أسرار الفضاء اللامتناهي، وتتيح لعقول العلماء استكشاف عمق الكون وتسجيل إرث من المعرفة الفلكية.