في سماء الكون الواسع تتألق نجومٌ وكواكبٌ تكشف لنا عن أسرار الفضاء وتحكي قصصاً ملهمة عن تشكل الكواكب وتفاعلاتها المعقدة. من بين هذه العوالم البعيدة تبرز كوكب يُعرف بـ “CoRoT-26 b”، الذي يقع على بعد 3409.0 سنة ضوئية من الأرض، يندرج ضمن فئة العمالقة الغازية.
تألق هذا الكوكب في سماء الفضاء يتجسد بسطوع نجمه الأم، حيث يبلغ مقدار اللمعان النجمي لهذا النجم 15.861 درجة. تلك اللمحات الفلكية تجسد السحر الذي يختبئ في زوايا الكون، والذي يحمل معه قصص النجوم والكواكب التي تعكس روعة الكون وغموضه.
تم اكتشاف كوكب CoRoT-26 b في عام 2013، مما أضاف لمحة جديدة إلى معرفتنا بالكواكب خارج نظامنا الشمسي. يتميز هذا الكوكب بكتلة تعادل 0.52 ضعف كتلة المشتري، أحد أعظم الكواكب في عائلة العمالقة الغازية. يعد تحديد الكتلة بالنسبة للمشتري مرجعاً هاماً لفهم تكوين هذا الكوكب وطبيعته.
وفي ما يتعلق بحجمه، يتجلى الكوكب بشكل فريد بنصف قطر يعادل 1.26 ضعف نصف قطر المشتري. هذه الخصائص الفيزيائية تكشف عن تنوع لا يُصدق في بنية الكواكب خارج حدود نظامنا الشمسي.
يدور كوكب CoRoT-26 b حول نجمه الأم على بعد يبلغ 0.0526 وحدة فلكية، ويستغرق فترة دورانه حوالي 0.011498973 يوم، ما يجعله يعبر مساراته الفلكية بشكل سريع وملحوظ. تتسارع الكواكب في هذه الأماكن البعيدة على مداراتها، مما يخلق نظاماً فلكياً فريداً يتيح للباحثين فهم أعماق الفضاء بشكل أفضل.
تم اكتشاف هذا الكوكب باستخدام طريقة العبور (Transit)، حيث يتم قياس تغييرات في سطوع النجم الأم عندما يعبر الكوكب أمامه. هذه التقنية تمكننا من الكشف عن وجود الكواكب ودراستها بطرق دقيقة، مما يفتح الأبواب أمام فهم أعماق الفضاء وتحدياته المستمرة.
هكذا، ينضم كوكب CoRoT-26 b إلى سجل الكواكب البعيدة التي تضيء سماء اللامكان ببريقها الفريد، وتجسد علم الفلك استكشافاته المستمرة لأسرار الفضاء وعجائبه المتجددة.