“بعنوان “Coming of Age: The Story of Our Century by Those Who’ve Lived It”، يقدم لنا الكاتب ستودز تيركل صورة جماعية لعصرنا، محبوكة من أصوات سبعين شخصًا مختلفًا تمامًا، حيث يتراوح أصغرهم في السبعينات وأكبرهم في التسعينات من العمر. يقدمون لنا لوحة استثنائية للحياة والعمل في أمريكا على مر القرن، مبرزين الطرق التي تغيرت بها الأوقات.
يعد “Coming of Age” أيضًا، بكثير من النواحي، تكملة لعمل تيركل الرائع “Working” الذي نُشر في عام 1974، حيث يتتبع بشكل استثنائي كيف تغيرت حياتنا المهنية في العقود الأخيرة – في كثير من الأحيان بما لا يُعرف بالتعرف عليه. نلتقي بسياسيين وخطباء، ورجال إعلانات وباعة. هنا الشريك في مكتب قانون كبير، يقاضي الزملاء الذين أجبروه على مغادرة العمل. وهنا أيضًا النجار، يقبل استبدال مهامه المهنية بالآلة كشيء لا مفر منه. ومع ذلك، لا يشكو هؤلاء من أنهم معادون للتكنولوجيا الجديدة؛ بل يقبلون – بل يرحبون – بالتقنيات الجديدة، ومع ذلك يستنكرون جميعًا الدرجة التي تراجع فيها التواصل البشري وكيف تم تجاوز التطلعات والآمال التقليدية بمطالب الشركات الحديثة بلا رحمة.
يمتاز هذا الكتاب بأنه تاريخي وحديث في الوقت نفسه، حيث يلقي نظرة عميقة على الحياة الأمريكية خلال القرن العشرين. إنه يتناول تفاصيل حياة الناس العاديين وكيف تأثرت بالتطورات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية. يضعنا في عالم يروي قصص البشر، ويقدم لنا فحوى عميقة حول التغيرات الكبيرة التي شهدها المجتمع الأمريكي.
“Coming of Age” يُلقي الضوء على تحولات عميقة في الحياة اليومية للأفراد، وكيف تأثرت هذه التحولات بالقيم والآمال التي كانت تميز العصور السابقة. يتجلى فيه تواصل مذهل بين الماضي والحاضر، مع إبراز الجوانب الإيجابية والسلبية للتقدم الحديث. إنه عمل فريد من نوعه يروي قصة القرن العشرين من خلال أعين الذين عاشوه، ويتيح للقراء التفاعل مع الشخصيات المختلفة والمواقف التي عاشوها.
يُنشر هذا الكتاب بواسطة دار النشر “New Pr” في سبتمبر عام 1995، مما يجعله لاحقة مهمة في مكتبات القراء المهتمين بالتاريخ والتطورات الاجتماعية والثقافية في الولايات المتحدة خلال القرن الماضي. إنه مصدر غني بالمعلومات، يفتح أبواباً واسعة لفهم أعماق البشر وكيف شكلوا وتأثروا بالزمن الذي عاشوه.”