“Coastliners: A Novel” هو عمل أدبي مثير يأخذ القارئ في رحلة إلى جزيرة فرنسية صغيرة تدعى Le Devin، حيث يمكنك تقريباً أن تشعر بملوحة الملح على شفتيك. تكتب جوان هاريس روايات تلامس كل حاسة في الجسم: وصفها المراجعون لرواية “شوكولا” بأنها “شهية”، و”خمسة أرباع من البرتقال” بأنها “حلوة وقوية”. في هذه الرواية الجديدة، تأخذنا هاريس إلى هذه الجزيرة الصغيرة حيث يمكنك أن تلمس تقريباً الملح على شفتيك.
الجزيرة مُشكّلة تماماً كالمرأة النائمة، حيث يقع في رأسها قرية Les Salants، بينما تكمن القرية الأكثر ازدهاراً La Houssinière عند قدميها. يمكنك أن تسير بين القريتين في ساعة واحدة، لكنهما لا يمكن أن يبدوا أبعد من بعضهما البعض، فبينهما تقع سنوات من العداء والخصومة.
أهل Les Salants يقولون إنه إذا قبَّلت قدمي قديسهم الحامي وبصقت ثلاث مرات، سيعود إليك شيء فقدته. وهكذا، تعود مادلين، التي نشأت على هذه الجزيرة، بعد غياب دام عشر سنوات قضتها في باريس. ترافقها هذه الجزيرة بظلالها، ولم تستطع أبداً أن تشعر بالانتماء في أي مكان آخر.
لكن عندما تصل، ستجد أن والدها – الذي كان يصنع قوارب الصيد التي كانت تمد حياة البلدة – أصبح أكثر صمتاً من أي وقت مضى، ينغلق تقريباً بشكل كامل في عالمه الداخلي. ويبدو أن انحداره يعكس نفسه في البلدة نفسها، فعندما اندفعت الشاطئ الوحيد في Les Salants بعيداً، عاد جميع السياحة إلى La Houssinière.
مادلين نفسها كانت تائهة لفترة طويلة، ومع ذلك بالكاد على محض إرادتها تجد نفسها متحدة مع الأرواح الضائعة الأخرى في القرية في صراع من أجل البقاء والخلاص.
هذه الرواية الأدبية الرائعة تندمج ببراعة بين الجوانب البيئية والاجتماعية والشخصية، حيث تصوّر لنا هاريس عالماً متشابكاً من العلاقات الإنسانية والتاريخ والشغف. تجسد الرواية الجزيرة بما فيها من أسرارها وأحداثها بطريقة تجعل القارئ يعيش كل لحظة مع الشخصيات، ينغمس في تفاصيل الحياة اليومية والتحديات التي تواجه هذه القرية المحاصرة بين البحر والسماء.
“Coastliners: A Novel” هي ليست مجرد رواية، بل هي تجربة استكشافية مدهشة لعوالم صغيرة تحمل في طياتها أسراراً عميقة وقصصاً مؤثرة عن الانتماء والمأساة والأمل. تأخذنا هاريس في رحلة ملحمية عبر الزمن والمكان، حيث نعيش حياة الجزيرة وسكانها كأننا جزء منهم، ونشعر بكل ارتباطهم وصراعاتهم كأنها جزء من تجربتنا الشخصية.
في النهاية، “Coastliners: A Novel” هي قصة عن البحث عن الهوية، وعن كيفية التغلب على الماضي والعثور على معنى للحياة في مكان غريب ومعزول، حيث يتقاطع البحر والسماء والأرواح المضطربة. إنها رواية تحمل بين صفحاتها حكايات لا تُنسى، وترسم صوراً حية لحياة البحر والمناطق الساحلية، وتأسر قلوب القراء بجمالها وعمقها وقوة روحها التي تتلاشى بين أمواج البحر ورمال الشاطئ.