في ظل الأوضاع المالية الصعبة التي كانت تواجهها شركة Citroen في بداية السبعينيات، ورغم وجود منتجات ناجحة، كانت الشركة تواجه مشاكل كبيرة في حساباتها المالية. وفي عام 1974، وفي ظل قلة الطرازات في تشكيلتها والديون الكبيرة، أعلنت Citroen عن افلاسها. وكانت شركة Michelin، شركة تصنيع الإطارات، تمتلك ثلث أسهم الشركة المصنعة للسيارات وقررت بيعها لشركة Peugeot، التي تدخلت لإنقاذ هذه العلامة التجارية الفرنسية الشهيرة من الإفلاس. ومهما كانت الأوضاع المالية السيئة، إلا أن الجزء الذي جعل الشركة تفلتف من المستنقع المالي كانت قسم السيارات. وكانت الطراز الجديد الذي حمل اسم CX هو الدليل الحي على ذلك.
كانت CX سيارة هاتشباك من فئة السيارات الكبيرة، وتم إنتاجها في الفترة من عام 1974 إلى عام 1982. كانت تتميز بتصميمها الطويل والأنيق، وكانت متفوقة جداً من الناحية الديناميكية بالنسبة لسيارة سيدان. في حين كانت العديد من السيارات في تلك الحقبة تظهر كصناديق على عجلات، كانت CX تبدو وكأنها مركبة فضائية. زجاجها الأمامي المائل والمنحني كان يحمل واحدًا من مساحيق التنظيف. قام المصمم روبرت أوبرون بدراسة شكل السيارة في نفق الرياح، بينما كان معظم مصممي السيارات الآخرين يحاولون فقط وضع محرك وكابينة وصندوق في الأمام والخلف. حتى مقابض الأبواب كانت حديثة، ولا ننسى المصابيح الأمامية المستطيلة ذات الجانب الداخلي الأضيق.
وفيما يتعلق بالتصميم الداخلي، استمرت الثورة مع عجلة القيادة التي كانت تحمل شكلًا فريدًا من نوعه. اعتبر مهندسو Citroen أن السائق يجب أن يقرر متى يشغل ويوقف إشارات الدوران، وقاموا بتركيب مفتاح التحول على الجهة اليسرى من لوحة العدادات، لا على عمود القيادة. كما كان هناك تحسين آخر للوحة العدادات، حيث كتبت Citroen القيم على أسطوانة ووضعت عدسة أمامها.
ومع كل هذا الابتكار والتصميم المبتكر، كانت CX تعاني من نقطة ضعف واحدة: المحرك. بسبب قوانين الضرائب الفرنسية، كانت مضطرة لتركيب محركات ذات قدرة منخفضة وسعة صغيرة. حتى النسخة الأقوى التي قدمت قوة 128 حصانًا، لم تكن قادرة على تجاوز حاجز السرعة البالغ 120 ميلاً في الساعة (193 كم/س). ومع ذلك، كانت السيارة توفر أكثر رحلة مريحة في السوق بفضل نظام التعليق الهيدروبنيوماتيك الفريد من نوعه.
فيما يتعلق بمواصفات المحرك، فقد كانت النسخة المعروفة باسم “2.0L 4MT” تحتوي على محرك بأربع أسطوانات بسعة 1985 سم³، يولد قوة 106 حصان عند 5500 دورة في الدقيقة. وكانت تعتمد على نظام الكربوريتور لتوصيل الوقود. كانت السرعة القصوى للسيارة تبلغ 109.4 ميلاً في الساعة (176 كم/س)، وكانت تعتمد على نظام الدفع الأمامي وصندوق التروس اليدوي بأربع سرعات.
ومن الناحية الخارجية، كانت السيارة تتميز بأبعادها الكبيرة، حيث كانت طولها 183.9 إنش (4671 مم)، وعرضها 68.9 إنش (1750 مم)، وارتفاعها 53.5 إنش (1359 مم). كما كانت تحمل إطارات بحجم 185SR14. وكانت الوزن الفارغ للسيارة يبلغ 2777.8 رطل (1260 كجم). كان لديها قاعدة عجلات بطول 111.8 إنش (2840 مم).
وفيما يتعلق بأدائها على الطرق، كانت CX تقدم استهلاكًا جيدًا للوقود، حيث كانت تحقق متوسط 25 ميلاً للغالون (9.4 لتر/100 كم) في الاستخدام المدمج. وكانت تستطيع التسارع من 0 إلى 62 ميلاً في الساعة (0-100 كم/س) في 11.7 ثانية.
من الناحية البيئية، لا تتوفر بيانات حول انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (CO2 Emissions)، وكذلك لا توجد معلومات حول الأرضية الحضرية أو ارتفاع السيارة فوق الأرض (Ground Clearance).
في الختام، كانت CX من سلسلة السيارات التي أثرت بشكل كبير على عالم صناعة السيارات في فترة السبعينيات. بتصميمها المبتكر والتكنولوجيا الفريدة التي قدمتها، استطاعت أن تتحدى التحديات المالية التي كانت تواجهها Citroen في تلك الفترة، وأصبحت واحدة من السيارات الرائدة في فئتها.