نصائح لتغذية الطفل الرضيع من الشهر العاشر للسنة
من الشهر العاشر وحتى سن السنة، يبدأ الطفل في تطور مهاراته الحركية والفكرية بشكل كبير، ويظهر ذلك جليًا في قدرته على تناول الطعام بشكل مختلف عن الأشهر السابقة. مع بلوغ الطفل الشهر العاشر، يصبح قادرًا على تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة بشكل متكامل، مما يعني أن الأم يجب أن تكون أكثر وعيًا في اختيار الأطعمة وتقديمها للطفل بما يتناسب مع مراحل نموه المختلفة.
في هذه المرحلة، يصبح من المهم أن تبدأ الأم في دمج الأطعمة المختلفة لتوفير العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الطفل، مثل البروتينات، الكربوهيدرات، الدهون الصحية، الفيتامينات والمعادن. نقدم في هذا المقال نصائح لتغذية الطفل الرضيع من الشهر العاشر للسنة.
1. التنويع في الأطعمة
من أهم مراحل النمو التي يمر بها الطفل الرضيع بعد الشهر العاشر هي مرحلة التنويع في الأطعمة. فحتى لو كانت الأم قد بدأت بتقديم الأطعمة الصلبة في وقت سابق، فإن الشهر العاشر يمثل نقطة تحول في تنوع الأطعمة التي يمكن تقديمها. يتمثل الهدف هنا في تقديم مجموعة متنوعة من الأطعمة المليئة بالعناصر الغذائية المهمة. يجب أن تشمل الحمية اليومية للطفل البروتينات من مصادر متنوعة مثل البيض، اللحوم المفرومة، والدواجن. كما يمكن تقديم الأسماك مثل السلمون أو التونة، والتي تحتوي على أحماض دهنية أوميغا 3 المهمة لنمو الدماغ.
إضافة إلى ذلك، يجب تضمين مجموعة متنوعة من الخضراوات والفواكه، مثل البطاطا الحلوة، الجزر، الكوسا، التفاح، الموز، والكمثرى. يمكن تقديم هذه الأطعمة بشكل مهروس أو مكعبات صغيرة لتشجيع الطفل على تناولها بنفسه.
2. الاهتمام بالبروتينات
البروتينات تلعب دورًا رئيسيًا في نمو الطفل وبناء أنسجته وأعضائه. من الشهر العاشر، يمكن تقديم الأطعمة الغنية بالبروتين مثل البيض المسلوق أو المخفوق، اللحوم المفرومة جيدًا مثل الدجاج أو اللحم البقري، والسمك. من المفيد أيضًا إدخال الزبادي غير المحلى كوجبة خفيفة، فهو يحتوي على البروتين والكالسيوم الذي يدعم نمو العظام.
3. الدهون الصحية
الدهون الصحية ضرورية في هذه المرحلة لأنها تدعم نمو الدماغ. يمكن الحصول على الدهون الصحية من مصادر طبيعية مثل الأفوكادو، الذي يمكن تقديمه مهروسًا أو مكعبات صغيرة. كذلك، يمكن إدخال زيت الزيتون البكر الممتاز في طهي الطعام أو إضافته إلى الأطعمة المهروسة مثل الخضروات أو الحبوب.
4. التركيز على الحبوب الكاملة
تعد الحبوب الكاملة من المكونات الأساسية في غذاء الطفل في هذه المرحلة. تحتوي الحبوب الكاملة على الألياف والفيتامينات التي تعزز من عملية الهضم وتساعد في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي للطفل. يمكن تقديم الحبوب الكاملة مثل الشوفان، الأرز البني، أو الكينوا كوجبات للأطفال. من المهم أن تكون الحبوب مهروسة بشكل جيد أو مسلوقة لتسهيل بلعها على الطفل.
5. الأطعمة الغنية بالكالسيوم
الكالسيوم هو معدن مهم لنمو العظام والأسنان في هذه المرحلة من حياة الطفل. على الرغم من أن الرضاعة الطبيعية أو الحليب الصناعي يظل مصدرًا مهمًا للكالسيوم في هذه الفترة، فإنه من المهم أيضًا إدخال الأطعمة الغنية بالكالسيوم في النظام الغذائي للطفل. يمكن تقديم الأطعمة مثل الزبادي، الجبن، واللوز المهروس، بالإضافة إلى الخضراوات الورقية مثل السبانخ والكرنب.
6. الحفاظ على التوازن بين الفواكه والخضراوات
الفواكه والخضراوات يجب أن تكون جزءًا رئيسيًا من غذاء الطفل في هذه المرحلة. تحتوي الفواكه على الفيتامينات الضرورية مثل فيتامين C الذي يعزز من صحة الجهاز المناعي للطفل. من الفواكه التي يمكن تقديمها في هذه المرحلة: التفاح، الموز، الكمثرى، والفراولة. أما بالنسبة للخضراوات، فيمكن إدخال البطاطا الحلوة، الجزر، البروكلي، والقرنبيط، مع الحرص على تقديمها مهروسة أو مقطعة إلى قطع صغيرة.
7. التعرف على الأطعمة المشبعة بالألياف
الأطعمة الغنية بالألياف تعتبر ضرورية لصحة الجهاز الهضمي للطفل. الألياف تساهم في منع الإمساك وتحسين حركة الأمعاء، وهو أمر هام للغاية في هذه المرحلة. يمكن إدخال الحبوب الكاملة، الفواكه مثل التفاح (مع القشرة) والكمثرى، والخضراوات مثل الجزر والبطاطا الحلوة.
8. الابتعاد عن الأطعمة المالحة والسكرية
على الرغم من أن الطفل في هذه المرحلة قد يصبح أكثر تقبلاً للأطعمة ذات النكهات المختلفة، إلا أنه من الضروري تجنب إضافة الملح أو السكر إلى طعام الطفل. يمكن أن تؤدي الأطعمة المالحة إلى زيادة العبء على كلى الطفل، كما أن الأطعمة السكرية قد تؤدي إلى مشاكل صحية مثل تسوس الأسنان أو زيادة الوزن. من الأفضل الاعتماد على النكهات الطبيعية للأطعمة وتقديمها كما هي دون إضافات.
9. إدخال المشروبات الصحية
بعد الشهر العاشر، يمكن للطفل أن يبدأ في شرب الماء بشكل منتظم. يعتبر الماء الخيار الأفضل للطفل، ويمكن تقديمه في فترات مختلفة خلال اليوم. يمكن أيضًا تقديم العصائر الطازجة المصنوعة من الفواكه مثل التفاح أو البرتقال ولكن بدون إضافة السكر. يجب تجنب العصائر المعلبة أو المضاف إليها مواد حافظة أو محليات صناعية.
10. إدخال الأطعمة التي تعزز من قدرات المضغ والبلع
من المهم أن يتم تدريب الطفل على مضغ الطعام بشكل تدريجي من الشهر العاشر. يمكن بدء تقديم الأطعمة التي تحتوي على قوام صلب بعض الشيء مثل الخضراوات المقطعة إلى مكعبات صغيرة أو قطع الفاكهة مثل الموز أو التفاح. بذلك، يساعد الطفل على تطوير مهارات المضغ والبلع، مما يسهل عليه تناول الأطعمة بشكل مستقل في المستقبل.
11. الأطعمة المناسبة لزيادة المناعة
في هذه المرحلة من العمر، يكون الجهاز المناعي للطفل في مرحلة التطور المستمر. من الأطعمة التي يمكن أن تساعد في تعزيز مناعة الطفل: الزبادي الذي يحتوي على البروبيوتيك، الخضراوات ذات اللون الأخضر الداكن مثل السبانخ والكرنب، الفواكه الغنية بفيتامين C مثل البرتقال والفراولة، والأسماك مثل السلمون.
12. الالتزام بنمط غذائي متوازن
يجب على الأم أن تحرص على تقديم وجبات متوازنة تحتوي على البروتينات، الكربوهيدرات، الدهون الصحية، الفيتامينات والمعادن. كما أن تناول وجبات صغيرة ومتعددة على مدار اليوم يعزز من قدرة الطفل على امتصاص العناصر الغذائية بشكل أفضل. يمكن تقديم من 3 إلى 4 وجبات يوميًا مع بعض الوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسية.
13. الاهتمام بالنظافة
النظافة تلعب دورًا حاسمًا في صحة الطفل. يجب التأكد من غسل اليدين بشكل جيد قبل تحضير الطعام وبعده، إضافة إلى التأكد من نظافة الأواني والأدوات التي يستخدمها الطفل أثناء تناول الطعام. يجب أيضًا التأكد من أن الطعام لا يحتوي على أي مكونات قد تكون ضارة مثل البذور أو قشور الفواكه التي قد تؤدي إلى اختناق الطفل.
14. الاستمرار في الرضاعة الطبيعية أو الحليب الصناعي
حتى بعد الشهر العاشر، لا يزال الحليب هو المصدر الرئيسي للتغذية، سواء كان حليب الأم أو الحليب الصناعي. يوفر الحليب جميع العناصر الغذائية الأساسية مثل البروتينات والدهون والفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الطفل. يفضل أن تستمر الأم في الرضاعة الطبيعية أو الحليب الصناعي حتى عمر السنة على الأقل.
الخاتمة
إن تغذية الطفل الرضيع في فترة ما بين الشهر العاشر والسنة هي مرحلة مهمة جدًا في تطوره البدني والفكري. توفير العناصر الغذائية المتنوعة من بروتينات، دهون صحية، فيتامينات ومعادن سيضمن له صحة جيدة ويساعد في نموه بشكل طبيعي. تجنب الأطعمة غير الصحية مثل الأطعمة المالحة والسكرية، واتباع نظام غذائي متوازن يعزز من مناعة الطفل وصحته العامة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون الأمهات حريصات على تقديم الأطعمة بشكل تدريجي ودائمًا في بيئة نظيفة وآمنة لضمان استفادة الطفل القصوى من طعامه.
