أعراض نقص هرمون التستوستيرون وتأثيره على الجسم

يُعد هرمون التستوستيرون من أهم الهرمونات الذكرية التي تلعب دورًا حيويًا في صحة الرجل ووظائفه الجسدية والنفسية. يُفرز هذا الهرمون بشكل رئيسي من الخصيتين، إضافة إلى كميات أقل من الغدة الكظرية. يؤثر التستوستيرون على عدد كبير من العمليات الحيوية، بدءًا من تطوير الصفات الجنسية الثانوية، مرورًا بالحفاظ على الكتلة العضلية وكثافة العظام، وصولاً إلى تأثيره على المزاج والطاقة. عند انخفاض مستويات هذا الهرمون إلى ما دون المعدل الطبيعي، يبدأ الجسم بإظهار مجموعة من الأعراض والعلامات التي تعكس اضطرابًا في الوظائف الجسدية والنفسية.

أهمية هرمون التستوستيرون ووظائفه

هرمون التستوستيرون مسؤول عن مجموعة واسعة من الوظائف في جسم الرجل، منها:

• تطوير الصفات الجنسية الثانوية مثل نمو الشعر في الوجه والجسم، وتعميق الصوت.

• تحفيز إنتاج الحيوانات المنوية والحفاظ على الخصوبة.

• زيادة الكتلة العضلية وقوة العظام.

• دعم صحة القلب والأوعية الدموية.

• الحفاظ على الطاقة والحيوية.

• التأثير على المزاج والقدرة على التركيز.

• تعزيز الرغبة الجنسية.

انخفاض هرمون التستوستيرون له تأثير سلبي على هذه الوظائف، مما يسبب ظهور أعراض عديدة تختلف في شدتها بناءً على درجة النقص وسببه.

الأعراض الجسدية لنقص هرمون التستوستيرون

1. انخفاض الرغبة الجنسية

يعد انخفاض الرغبة الجنسية أو فقدانها من أبرز العلامات التي تشير إلى نقص هرمون التستوستيرون. يعاني الرجال المصابون بانخفاض التستوستيرون من تراجع ملحوظ في النشاط الجنسي، وقد يؤدي ذلك إلى مشاكل في العلاقة الزوجية.

2. ضعف الانتصاب

التستوستيرون يلعب دورًا مهمًا في تحفيز القدرة على الانتصاب. انخفاضه يسبب ضعفًا في الانتصاب أو صعوبة في الحفاظ عليه، وهو أمر شائع بين الرجال الذين يعانون من نقص هذا الهرمون.

3. فقدان الكتلة العضلية

يؤدي نقص التستوستيرون إلى تراجع في نمو العضلات وفقدان الكتلة العضلية المكتسبة، مما يجعل الجسم أقل قوة وأكثر عرضة للإصابات والإرهاق العضلي.

4. زيادة نسبة الدهون في الجسم

يميل الرجال الذين يعانون من نقص التستوستيرون إلى زيادة تراكم الدهون في مناطق مختلفة من الجسم، خاصة منطقة البطن، وهو ما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.

5. انخفاض كثافة العظام

يساهم التستوستيرون في تعزيز قوة وكثافة العظام، ويؤدي نقصه إلى هشاشة العظام وزيادة احتمالية الإصابة بالكسور، خصوصًا مع التقدم في العمر.

6. التعب والإرهاق المستمر

الشعور بالتعب الدائم والإرهاق رغم الراحة الكافية من الأعراض الشائعة، حيث يفقد الجسم جزءًا من طاقته وحيويته بسبب نقص الهرمون.

7. تساقط الشعر

يؤثر التستوستيرون أيضًا على نمو الشعر، ونقصه قد يؤدي إلى تساقط الشعر في مناطق مختلفة، خاصة الرأس والوجه.

الأعراض النفسية والسلوكية لنقص التستوستيرون

1. تقلبات المزاج والاكتئاب

التستوستيرون يلعب دورًا كبيرًا في الصحة النفسية. انخفاض مستوياته يرتبط بظهور أعراض الاكتئاب، قلة الحماس، وارتفاع معدلات القلق.

2. ضعف التركيز والذاكرة

يؤثر نقص الهرمون على الأداء الذهني، حيث يعاني بعض الرجال من صعوبة في التركيز وضعف الذاكرة، مما يؤثر على الإنتاجية اليومية.

3. انخفاض الحافز والطاقة

يلاحظ انخفاض في الدافعية والطاقة الحركية والنفسية، مما قد ينعكس على النشاطات اليومية والوظائف العملية.

الأعراض الجنسية الخاصة

1. ضعف الخصوبة

نقص التستوستيرون يؤثر مباشرة على إنتاج الحيوانات المنوية وجودتها، ما قد يؤدي إلى انخفاض الخصوبة أو العقم.

2. تغيرات في حجم الخصيتين

يلاحظ بعض الرجال المصابين بنقص التستوستيرون صغر حجم الخصيتين أو ترهلهما، وهذا يعود إلى التأثير المباشر للنقص على وظائف الخصيتين.

عوامل تسبب نقص هرمون التستوستيرون

يرتبط نقص التستوستيرون بعوامل متعددة تشمل:

• التقدم في العمر: يبدأ مستوى الهرمون في الانخفاض تدريجيًا بعد عمر الثلاثين.

• الأمراض المزمنة مثل السكري، أمراض الكبد والكلى، وأمراض الغدة النخامية.

• الإصابات أو العمليات الجراحية التي تصيب الخصيتين.

• تناول بعض الأدوية مثل الستيرويدات القشرية، الأدوية المضادة للسرطان، وبعض أدوية الضغط.

• الحالات النفسية مثل التوتر والقلق المزمن.

• السمنة وزيادة الوزن.

• أسباب وراثية نادرة.

التشخيص الطبي لنقص هرمون التستوستيرون

يبدأ التشخيص الطبي عادة بفحص سريري مفصل وسؤال المريض عن الأعراض، تليها اختبارات دم لقياس مستوى التستوستيرون الكلي والحُر في الدم. يُفضل إجراء الفحوص في الصباح حيث تكون مستويات الهرمون في ذروتها. قد تُطلب فحوص إضافية لتقييم وظائف الغدد الصماء الأخرى.

الجدول التالي يوضح أهم الأعراض وتأثيرها على الجسم:

العلاج والوقاية

يُعالج نقص هرمون التستوستيرون غالبًا من خلال العلاج التعويضي بالهرمون (TRT)، والذي يتم تحت إشراف طبي دقيق لتجنب الآثار الجانبية. يعتمد اختيار طريقة العلاج على عمر المريض، شدة الأعراض، وجود أمراض مصاحبة، والحالة الصحية العامة. يمكن للعلاج تحسين نوعية الحياة، رفع مستوى الطاقة، تحسين المزاج، وزيادة الكتلة العضلية.

إلى جانب العلاج الدوائي، يُنصح بإجراء تغييرات في نمط الحياة تشمل:

• ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة، خصوصًا تمارين القوة.

• اتباع نظام غذائي صحي غني بالبروتينات والفيتامينات والمعادن.

• الحفاظ على وزن صحي.

• النوم الكافي والمنتظم.

• تقليل التوتر والضغوط النفسية.

تأثير نقص التستوستيرون على الصحة العامة

يمتد تأثير نقص التستوستيرون إلى عدة جوانب صحية، منها زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، اضطرابات التمثيل الغذائي مثل مقاومة الإنسولين، وزيادة احتمال الإصابة بمرض السكري. كما يؤثر النقص على جودة الحياة بشكل عام، فيؤدي إلى ضعف العلاقات الاجتماعية والعائلية بسبب تغير المزاج وانخفاض الرغبة الجنسية.

خلاصة

يُعد نقص هرمون التستوستيرون حالة صحية مهمة تؤثر على الجوانب الجسدية والنفسية للرجل. تظهر الأعراض بشكل تدريجي وتشمل انخفاض الرغبة الجنسية، ضعف الانتصاب، التعب، تقلب المزاج، فقدان العضلات، وزيادة الدهون. التشخيص المبكر والعلاج المناسب يساهمان في تحسين جودة الحياة وتقليل المضاعفات الصحية. يعتمد العلاج على التعويض الهرموني وتعديل نمط الحياة ليتمكن الرجل من استعادة وظائفه الحيوية وطبيعة حياته بشكل طبيعي وصحي.

المصادر:

1. Mayo Clinic – Testosterone deficiency (Hypogonadism): Symptoms and causes

2. National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases (NIDDK) – Low Testosterone (Male Hypogonadism)