10 أشياء يجب أن تكفّ حالاً عن القيام بها على فيسبوك

في ظل الاستخدام الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي، يحتل “فيسبوك” موقعًا بارزًا كأحد أقدم وأكثر هذه المنصات استخدامًا عالميًا، حيث تجاوز عدد مستخدميه النشطين شهريًا حاجز المليارين. ورغم التحول الكبير في وظائف فيسبوك من منصة للتواصل الشخصي إلى واجهة للعرض والتأثير والمشاركة العامة، إلا أن كثيرًا من السلوكيات التي يمارسها بعض المستخدمين لا تزال تفتقر إلى الوعي الرقمي والأخلاقي، مما يؤدي إلى نتائج سلبية سواء على المستوى الشخصي أو المجتمعي.

هذا المقال يتناول أبرز عشر ممارسات يجب التوقف عنها فورًا على فيسبوك، وذلك ليس فقط لتحسين تجربتك الرقمية، وإنما لحماية خصوصيتك، وتعزيز حضورك الرقمي بشكل مسؤول، وتفادي الوقوع في مشكلات قانونية أو اجتماعية أو نفسية.

1. نشر المعلومات الشخصية الحساسة

أحد أبرز الأخطاء الشائعة على فيسبوك هو الإفراط في مشاركة المعلومات الشخصية، مثل رقم الهاتف، عنوان السكن، تفاصيل العمل، أو حتى صور الوثائق الرسمية مثل جواز السفر أو الهوية. في عالم رقمي يعج بالقراصنة والمحتالين، يُعتبر هذا السلوك ثغرة أمنية بالغة الخطورة.

نشر هذه المعلومات لا يعرضك فقط لخطر السرقة أو التتبع أو الابتزاز، بل يسهل استخدام بياناتك في عمليات انتحال الهوية والاحتيال المالي. كما قد يتم بيع هذه البيانات لشركات تسويق أو جهات غير موثوقة تستغلها لأغراض تجارية أو سياسية دون علمك.

2. المبالغة في التفاخر والظهور الزائف

ثقافة “الاستعراض الرقمي” باتت ظاهرة تؤثر سلبًا على الصحة النفسية للمجتمع، حيث يلجأ البعض إلى نشر صور مفبركة أو مزيفة عن نمط حياتهم لإثارة الإعجاب أو الحسد. هذه المبالغة لا تعكس الواقع وتخلق فجوة بين الشخص الحقيقي وصورته الرقمية، مما يعزز الشعور بالنقص لدى المتابعين ويؤثر على العلاقات الاجتماعية.

الأبحاث النفسية تؤكد أن التفاخر المستمر على المنصات الاجتماعية مرتبط بزيادة معدلات الاكتئاب والقلق، كما أنه يؤدي إلى تآكل الثقة بين الأصدقاء والمتابعين، ويضع الشخص تحت ضغط دائم للمحافظة على صورة غير واقعية.

3. مشاركة الأخبار الكاذبة أو غير الموثوقة

أصبح فيسبوك أرضًا خصبة لتداول الأخبار الكاذبة والشائعات، وهو ما يؤدي إلى انتشار الذعر، التحريض، أو التضليل في قضايا حساسة. مشاركة منشور دون التحقق من صحته يعد سلوكًا غير مسؤول يُسهم في إرباك الرأي العام وإلحاق الضرر بالآخرين.

من الضروري التأكد من مصدر أي معلومة قبل نشرها، ويفضل الرجوع إلى المصادر الموثوقة مثل الوكالات الإخبارية الكبرى أو المواقع العلمية المعتمدة. كما أن فيسبوك نفسه أصبح يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتصنيف المحتوى الزائف، وقد يؤدي تكرار نشره إلى حظر حسابك.

4. الدخول في جدالات عقيمة ومهاترات

الجدال عبر فيسبوك حول قضايا دينية أو سياسية أو اجتماعية يتحول غالبًا إلى ساحة صراع لفظي ينتهي بإساءة أو حظر متبادل، دون الوصول إلى أي نتيجة بناءة. الدخول المتكرر في مثل هذه النقاشات العقيمة يستهلك الطاقة النفسية ويترك أثرًا سلبيًا على المزاج العام للمستخدم.

التفاعلات العدائية قد تنعكس على سمعتك الرقمية، وقد تؤدي إلى إبلاغات ضدك أو تصعيد قانوني في بعض الحالات. الأفضل هو اختيار معاركك بحكمة، وتعلم متى يجب التوقف عن الرد، خصوصًا إذا لاحظت أن الطرف الآخر يتبنى خطابًا عدوانيًا أو متطرفًا.

5. إرسال طلبات صداقة عشوائية أو مزعجة

فيسبوك ليس مساحة مفتوحة للتواصل مع أي شخص دون اعتبار للخصوصية أو القواعد الاجتماعية. إرسال طلبات صداقة إلى غرباء أو التعليق المفرط على منشورات لا تخصك أو إرسال رسائل خاصة دون داعٍ، يُعد سلوكًا مزعجًا وغير مرحب به.

الكثير من المستخدمين يعتبرون هذه التصرفات تعديًا على خصوصيتهم، وقد يضعونك في قائمة الحظر أو يبلغون عن حسابك. السلوك الرقمي السليم يستوجب احترام حدود الآخرين وعدم التصرف على المنصة كأنها مساحة للغزو الاجتماعي العشوائي.

6. نشر محتوى سلبي أو مليء بالطاقة السامة

التكرار المستمر لنشر الشكاوى أو السخط أو الهجوم على الآخرين يخلق انطباعًا سلبيًا عنك ويُبعد الناس عن التفاعل معك. ورغم أن التعبير عن المشاعر حق مشروع، إلا أن تحويل فيسبوك إلى مساحة للتهجم أو نشر الطاقة السلبية بشكل يومي يؤثر على جاذبية المحتوى الذي تقدمه ويجعل حضورك الرقمي مرهقًا للآخرين.

كما أن الخوارزميات الخاصة بفيسبوك قد تُقلل من ظهور منشوراتك إذا لاحظت نمطًا متكررًا من السلبية أو التفاعل المتدني مع المحتوى.

7. استخدام فيسبوك كمنبر للهجوم على الآخرين

الهجوم العلني على شخص أو مؤسسة عبر فيسبوك، سواء كان بدافع الانتقام أو التعبير عن استياء، قد يؤدي إلى نتائج قانونية وخيمة. التشهير، القذف، أو الاتهامات غير الموثقة كلها تدخل ضمن جرائم الإنترنت في العديد من البلدان.

حتى لو كنت تعتقد أنك محق، فإن أفضل وسيلة لحل النزاعات لا تكون عبر المنصات العامة. نشر خلافاتك عبر فيسبوك لا يزيدك احترامًا، بل يُظهر ضعفًا في القدرة على التعامل الناضج مع المشكلات.

8. الإفراط في مشاركة صور الأطفال والعائلة

رغم أن مشاركة لحظات العائلة قد تبدو بريئة، إلا أن الإفراط في نشر صور الأطفال قد يُعرضهم لمخاطر جسيمة، بدءًا من الاستغلال الرقمي، إلى سرقة الصور واستخدامها في محتويات غير أخلاقية.

العديد من الخبراء في السلامة الرقمية ينصحون بعدم نشر صور الأطفال، أو على الأقل عدم كشف وجوههم أو هوياتهم، حفاظًا على خصوصيتهم وسلامتهم. فالحياة الرقمية يجب أن تُدار بوعي، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال الذين لا يستطيعون اتخاذ قرار بشأن عرض صورهم علنًا.

9. ربط فيسبوك بعدد كبير من التطبيقات الخارجية

الربط العشوائي بين حساب فيسبوك وتطبيقات أو مواقع خارجية قد يعرض بياناتك للخطر. كثير من هذه التطبيقات تجمع معلومات حساسة دون علمك، مثل سجل التفاعل أو الأصدقاء أو الإعجابات، وتقوم ببيعها لجهات تسويقية أو أمنية.

من المهم أن تُراجع دوريًا إعدادات الخصوصية لديك وتلغي ربط أي تطبيق لا تستخدمه أو لا تثق فيه. الاستهتار بهذه النقطة قد يؤدي إلى اختراق الحساب أو تسريب بياناتك إلى أطراف ثالثة.

10. الاعتماد على فيسبوك كمصدر وحيد للتواصل والمعلومات

الاعتماد الكامل على فيسبوك للتواصل مع الآخرين، أو لاستهلاك الأخبار والمحتوى الثقافي، يُعد فخًا رقميًا يؤدي إلى تضييق الأفق وتقييد مصادر المعرفة. الخوارزميات تُظهر لك ما يتفق مع آرائك ومعتقداتك فقط، مما يخلق ما يُعرف بـ “فقاعة الترشيح” التي تحدّ من الانفتاح على الرأي الآخر.

كما أن بعض المستخدمين يعتمدون على فيسبوك بشكل حصري للتفاعل الاجتماعي، مما يعزلهم عن العلاقات الحقيقية وجهًا لوجه، ويؤدي إلى ضعف المهارات الاجتماعية والقدرة على التواصل الواقعي.

فهم طبيعة الحضور الرقمي وإدارته بوعي ومسؤولية بات أمرًا ضروريًا في عصر تهيمن فيه التكنولوجيا على تفاصيل الحياة اليومية. الاستخدام الذكي والواعي لمنصة فيسبوك لا يعزز من صورتك الشخصية فقط، بل يساهم في خلق بيئة رقمية أكثر أمانًا واحترامًا للجميع.

المراجع:

1. Pew Research Center – “Social Media Use in 2024”

2. Cybersecurity & Infrastructure Security Agency (CISA) – “Social Media Privacy and Security Tips”