في ظل التحديات اليومية التي تواجهنا في العمل، يصبح من الضروري تطوير عادات يومية تساعد على تحسين أدائنا الشخصي والمهني. العادات اليومية التي نمارسها خلال ساعات العمل يمكن أن تكون العامل الأساسي في تحديد مستوى إنتاجيتنا وجودة حياتنا المهنية. إن تبني عادات إيجابية لا يساعد فقط في تحسين الأداء، بل يساهم أيضاً في تعزيز الصحة النفسية والجسدية، ويساعد في خلق بيئة عمل أكثر إيجابية وتعاوناً.
1. تنظيم الوقت باستخدام تقنيات إدارة المهام
أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على إنتاجية الموظف هي طريقة تنظيمه للوقت. ولتحقيق أقصى استفادة من ساعات العمل، يُنصح باستخدام تقنيات إدارة المهام مثل طريقة “بومودورو” أو “قائمة المهام”.
طريقة بومودورو تعتمد على تقسيم العمل إلى فترات زمنية قصيرة تتراوح بين 25 إلى 30 دقيقة، يتبعها استراحة قصيرة. هذا يساعد على زيادة التركيز ويمنع الشعور بالإرهاق الناتج عن العمل لفترات طويلة. من ناحية أخرى، تساعد “قائمة المهام” في تحديد أولويات العمل وضمان عدم نسيان المهام المهمة. كما أن تحديد أولويات العمل بطريقة صحيحة يمكن أن يساعد في تجنب التشتت وضمان أن المهام التي تحتاج إلى مزيد من الجهد والوقت يتم معالجتها أولاً.
إن القدرة على تنظيم الوقت بشكل فعّال تعتبر من أكثر العادات قوة في عالم الأعمال. كما أن تبني هذه العادة يساعد في تقليل التوتر وتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية. من خلال التحكم الجيد في الوقت، يمكن للموظف أو القائد أن يحقق إنجازات كبيرة دون الشعور بالضغط.
2. ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة خلال اليوم
من المعروف أن الجلوس لفترات طويلة في مكان العمل يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية مثل آلام الظهر، والتعب، والقلق. لكن الخبر السار هو أن ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة بين الحين والآخر يمكن أن تكون حلاً فعالاً للتغلب على هذه المشاكل.
بإمكان الموظف دمج بعض الأنشطة البدنية البسيطة مثل المشي لمدة 10 دقائق خلال فترة الاستراحة، أو ممارسة تمارين تمدد بسيطة لتخفيف التوتر العضلي. ممارسة الرياضة في أوقات معينة من اليوم يمكن أن تحسن الدورة الدموية وتزيد من مستويات الطاقة، مما ينعكس إيجابياً على الأداء العقلي والبدني.
3. الالتزام بالروتين الصباحي الصحي
يعد الصباح بداية جديدة لليوم، وإذا تم استغلاله بشكل جيد، فإنه يحدد مدى نجاح اليوم برمته. لذلك، من العادات المهمة التي يجب ممارستها في العمل هي الالتزام بروتين صباحي صحي يبدأ بعادات تُحفز العقل والجسم على العمل بكفاءة طوال اليوم.
قد يشمل الروتين الصباحي الصحي تناول وجبة فطور متوازنة، ممارسة التأمل أو تمارين التنفس، وشرب كمية كافية من الماء. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تخصيص بعض الوقت في الصباح للتخطيط لليوم وتحديد الأهداف التي يجب تحقيقها. إن القيام بهذه الأنشطة يمكن أن يساهم في تعزيز التركيز والتفكير الواضح طوال اليوم.
4. الاهتمام بالراحة النفسية والمهنية
تعد الصحة النفسية جزءاً أساسياً من الأداء الجيد في العمل، ومن العادات اليومية التي يمكن ممارستها لتحقيق ذلك هي تخصيص وقت للراحة النفسية. يمكن أن يتم ذلك من خلال التأمل اليومي، الاستماع إلى الموسيقى المريحة، أو حتى أخذ فترات قصيرة للابتعاد عن ضغوط العمل.
إن القدرة على إدارة الضغوط النفسية في العمل من خلال أخذ فترات راحة قصيرة قد يؤدي إلى زيادة التركيز وتحسين التفكير الإبداعي. كما أن الاهتمام بالصحة النفسية يعزز من القدرة على اتخاذ قرارات أفضل ويحسن العلاقات مع الزملاء.
5. تعزيز مهارات التواصل مع الزملاء
إن القدرة على التواصل الفعّال مع الزملاء والعملاء تُعد من أبرز المهارات التي تؤثر على النجاح في العمل. لذلك، من العادات التي يمكن ممارستها يومياً هي تخصيص وقت للتفاعل بشكل إيجابي مع الفريق، سواء كان ذلك من خلال الاجتماعات، أو الرسائل الإلكترونية، أو حتى المحادثات غير الرسمية.
التواصل الجيد يمكن أن يحسن بيئة العمل ويساهم في بناء علاقات تعاون قوية. بالإضافة إلى ذلك، يساعد على تبادل الأفكار والملاحظات التي تؤدي إلى تحسين الأداء الجماعي. إن تخصيص وقت للتحدث مع الزملاء بشكل دوري يعزز من روح الفريق ويزيد من مستوى الثقة المتبادلة بين الأفراد.
6. التغذية الصحية المتوازنة
التغذية السليمة لا تقتصر فقط على تناول الأطعمة الصحية، بل تشمل أيضاً توازن الأوقات المناسبة لتناول الطعام خلال ساعات العمل. إن تناول وجبات غذائية متوازنة خلال اليوم يمكن أن يعزز من مستويات الطاقة والتركيز.
الابتعاد عن الوجبات السريعة والمشروبات السكرية، والحرص على تناول وجبات تحتوي على البروتينات، الألياف، والفيتامينات، يُعد من العوامل التي تساهم في تحسين الأداء العقلي والجسدي. يمكن أيضاً الحفاظ على مستويات الطاقة من خلال تناول وجبات خفيفة صحية مثل المكسرات أو الفواكه خلال فترات العمل الطويلة.
7. تحديد الأهداف الشخصية والمهنية
إن تحديد الأهداف سواء كانت قصيرة أو طويلة المدى يساعد في الحفاظ على التركيز وتحقيق الإنجازات. من العادات الفعالة التي يمكن ممارستها يومياً هي تخصيص وقت لتحديد الأهداف الشخصية والمهنية.
من خلال تدوين الأهداف، يتمكن الشخص من متابعة تقدم الأعمال وتحديد ما إذا كانت هناك حاجة إلى تعديل خطط العمل لتحقيق النجاح المطلوب. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تقسيم الأهداف الكبيرة إلى مهام صغيرة وقابلة للتحقيق، مما يسهل الإنجاز ويساهم في الحفاظ على الدافع والنشاط.
الخاتمة
إن تبني هذه العادات اليومية يمكن أن يكون له تأثير كبير على الأداء الشخصي والمهني في بيئة العمل. من خلال تنظيم الوقت، تحسين الصحة الجسدية والنفسية، وزيادة مهارات التواصل والتخطيط الجيد، يمكن للموظف أن يحسن إنتاجيته ويحقق النجاح المستدام في عمله. كما أن هذه العادات لا تقتصر على تحسين الأداء المهني فقط، بل تساهم أيضاً في تعزيز جودة الحياة بشكل عام.
