ملخص كتاب “7 شخصيات تسمّم حياتك” (الجزء الثاني):
في الجزء الثاني من كتاب “7 شخصيات تسمّم حياتك” الذي ألفه الدكتور أحمد عماد، يواصل المؤلف عرضه للشخصيات السامة التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على حياة الأفراد. يتناول الكتاب الأساليب التي تتبعها هذه الشخصيات في التأثير السلبي على الآخرين وكيفية مواجهتها والتعامل معها بطريقة فعّالة. يقدم الكتاب رؤى نفسية وعملية تساعد القارئ على التعامل مع هذه الشخصيات السامة بعيدًا عن التأثر بهن أو الوقوع في فخاخهن. فيما يلي ملخص تفصيلي لأهم الشخصيات السامة التي يناقشها الجزء الثاني من الكتاب:
1. الشخصية المبتزة عاطفيًا
الشخصية المبتزة عاطفيًا تعتبر واحدة من أكثر الشخصيات السامة تأثيرًا في حياة الآخرين. يتعامل هذا الشخص مع من حوله بطريقة قائمة على التلاعب بالعواطف، حيث يستخدم مشاعر الآخرين كورقة ضغط للحصول على ما يريد. في البداية، قد يبدو الشخص المبتز عاطفيًا محبًا وودودًا، لكنه سرعان ما يكشف عن نواياه الحقيقية عندما يصبح الآخرون في موقف ضعف.
تستغل هذه الشخصية انعدام ثقة الآخرين في أنفسهم، وتجعلهم يشعرون بالذنب والندم إذا لم يلبيوا مطالبها. تُعرّف الشخصية المبتزة عاطفيًا بأنها تلك التي تتلاعب بمشاعر الآخرين لتحقيق مصالحها الشخصية.
كيف تتعامل معها؟
المؤلف يوصي بضرورة الوقوف بحزم أمام هذه الشخصية، والابتعاد عن الخضوع للضغط العاطفي. يجب أن يكون لديك وعي كامل بمشاعر الشخص المبتز، وأهمية تحديد الحدود الشخصية التي تحميك من الوقوع في فخ التلاعب العاطفي.
2. الشخصية الناقدة بشكل مفرط
الشخصية الناقدة بشكل مفرط هي واحدة من أكثر الشخصيات السامة التي يمكن أن تُسمم الحياة اليومية. هذا الشخص لا يعرف كيف يقدّر الآخرين أو يدعمهم، بل يركز دائمًا على العيوب والنواقص. لا توجد كلمة أو فعل يمكن أن يرضي هذه الشخصية، فهي دائمًا تجد العيوب والأخطاء في كل ما تقوم به.
يعيش صاحب هذه الشخصية في حالة من الانتقاد المستمر، حيث يشعر بالحاجة إلى توجيه النقد الجارح واللاذع للآخرين دون النظر إلى مشاعرهم أو ظروفهم. قد يكون هذا النوع من الشخصيات ضارًا للغاية، لأنه يؤدي إلى تدمير الثقة بالنفس وزيادة التوتر.
كيف تتعامل معها؟
يشير المؤلف إلى أن التعامل مع هذا النوع من الشخصيات يتطلب التحلي بالصبر والوعي الذاتي. يجب أن تتعلم كيفية تجاهل النقد المبالغ فيه والتركيز على بناء الثقة بالنفس. كما ينصح بتوجيه انتقادات بناءة إذا كنت مضطراً لذلك، مع تحديد حدود واضحة لعدم السماح بالانتقاد المستمر والهدام.
3. الشخصية المتسلطة
الشخصية المتسلطة هي شخص دائمًا ما يسعى للهيمنة على الآخرين، سواء في محيط العمل أو في الحياة الشخصية. قد يبدو في البداية وكأنه شخص قوي وحازم، لكن في الحقيقة، يتسم هذا الشخص بالتحكم المفرط والرغبة في فرض إرادته على من حوله. يعتقد المتسلط أنه دائمًا على صواب وأن آراء الآخرين غير ذات قيمة.
يستخدم المتسلط العديد من الأساليب لتحقيق أهدافه، مثل التهديد، الابتزاز النفسي، أو حتى العنف. هدفه هو السيطرة على الأشخاص المحيطين به وإخضاعهم لرغباته.
كيف تتعامل معها؟
ينبغي أن يكون لديك القدرة على مواجهة هذه الشخصية بحزم، مع إبراز حقك في اتخاذ القرارات والمشاركة في صنع القرارات. يشدد المؤلف على ضرورة تعلم كيفية رفض التسلط وعدم السماح لهذه الشخصية بالتأثير عليك أو بتحقيق أهدافها على حسابك.
4. الشخصية المغرورة
الشخصية المغرورة تعتبر من أبشع أنواع الشخصيات السامة، إذ يسعى صاحبها دائمًا إلى التفوق على الآخرين وإظهار نفسه كأفضل منهم في كل شيء. هذا الشخص يشعر بأنه مميز وأن الجميع يجب أن يقدره ويعترف بتفوقه.
يتسم هذا الشخص بالأنانية المفرطة وعدم الاهتمام بمشاعر الآخرين. يرى أن حياته ومعتقداته أكثر قيمة من حياة أي شخص آخر، وهو ما يجعل التعامل معه مرهقًا وغير مجدٍ في كثير من الأحيان.
كيف تتعامل معها؟
يشير المؤلف إلى أن أفضل طريقة للتعامل مع هذه الشخصية هي التمسك بمبدأ الاحترام المتبادل والابتعاد عن الدخول في نقاشات مستفزة أو محاولات لإثبات الأفضلية. يجب أن تكون واعيًا بأن مغرورًا بهذا الشكل يعتقد أن الجميع أقل منه، فلا تأخذ تصرفاته بشكل شخصي.
5. الشخصية العاطفية المبالغة
هذه الشخصية تتميز بحالة من الاندفاع العاطفي غير المبرر، حيث تتسبب ردود أفعالها المبالغة في إثارة التوتر حولها. الشخص العاطفي المبالغ هو من يضخم المشاعر والأحداث بشكل مفرط، ويجعل من كل مشكلة صغيرة أزمة كبيرة.
قد يظهر هذا الشخص دائمًا في حالة من الإحباط أو الغضب أو حتى البكاء، مما يجعل من الصعب التعامل معه. يستنفد طاقتك ويجعلك تشعر بالإرهاق النفسي بسبب كثرة تقلباته المزاجية.
كيف تتعامل معها؟
المؤلف ينصح بضرورة أن تتحلى بالصبر والتفهّم عند التعامل مع هذه الشخصية. يجب أن تتجنب الانخراط في مشاعرهم السلبية أو المبالغة في ردود الأفعال. من الأفضل أن تكون هادئًا وتساعدهم على رؤية الأمور من زاوية أكثر اتزانًا.
6. الشخصية المتذمرة
الشخصية المتذمرة هي تلك التي لا تتوقف عن الشكوى من الحياة والأشخاص من حولها. لا ترى هذه الشخصية أي شيء إيجابي في محيطها، بل ترى كل شيء سيئًا ولا يرضيها. يستهلك هذا النوع من الشخصيات طاقة الآخرين ويسلبهم الحافز والإيجابية.
تسعى الشخصية المتذمرة دائمًا إلى جذب الانتباه من خلال الشكوى المستمرة، ويجعل كل شيء يبدو أكثر صعوبة مما هو عليه في الواقع.
كيف تتعامل معها؟
التعامل مع هذه الشخصية يتطلب تعزيز القدرة على تجاهل السلبية المفرطة والتركيز على حل المشكلات بدلًا من الشكوى. ينصح المؤلف بإعطاء هذه الشخصية مساحة للتعبير عن مشاعرها، ولكن من دون الانخراط في دائرة الشكوى المستمرة.
7. الشخصية القاسية
الشخصية القاسية تفتقر إلى التعاطف والمشاعر الإنسانية تجاه الآخرين. يتسم صاحب هذه الشخصية بالقسوة والبرود العاطفي، ولا يظهر أي شكل من أشكال الرغبة في دعم الآخرين أو إظهار مشاعر التفاهم.
قد يكون هذا الشخص صعبًا في التعامل معه لأنه لا يتردد في اتخاذ قرارات قاسية أو التعامل مع الآخرين بشكل بارد وغير إنساني.
كيف تتعامل معها؟
المؤلف يوصي بضرورة تحديد مسافة مع هذه الشخصية وعدم السماح لها بالتأثير عليك. عليك أن تتجنب الانخراط في أي مناقشات عاطفية معها لأنها قد تكون غير مجدية. كما ينبغي أن تكون حذرًا عند التعامل معها كي لا تقع فريسة لسلوكياتها القاسية.
الختام:
الجزء الثاني من كتاب “7 شخصيات تسمّم حياتك” يعد مصدرًا هامًا لفهم الشخصيات السامة التي قد نلتقي بها في حياتنا اليومية وكيفية التعامل معها بطريقة تحفظ توازننا النفسي وتمنع تأثيرها السلبي على حياتنا. يقدم المؤلف حلولًا عملية تساعدنا على تجنب الوقوع في فخ هذه الشخصيات ويدعونا إلى أن نكون أكثر وعيًا وقدرة على حماية أنفسنا.
