في مسار الحياة، يتعرض الإنسان للعديد من العلاقات الاجتماعية التي يمكن أن تكون بناءة أو ضارة. بعض الأشخاص قد يدخلون حياتنا دون أن نلاحظ الأثر الذي يتركونه، وقد نكتشف بعد فترة طويلة أن هذه العلاقات قد تكون السبب في تراجعنا، ضعفنا أو حتى تدميرنا. العلاقات الإنسانية هي من أهم الجوانب التي تشكل حياة الفرد، وفي بعض الأحيان يكون من الضروري الابتعاد عن أشخاص بعينهم قبل أن يؤثروا على مسار حياتنا بشكل سلبي. في هذا المقال، سنتناول سبعة أنواع من الأشخاص الذين يجب على الإنسان الابتعاد عن صحبتهم قبل فوات الأوان.
1. الأشخاص السامون
الأشخاص السامون هم أولئك الذين يسببون لك الأذى النفسي والعاطفي دون أن تكون لديك القدرة على إدراك ذلك في البداية. هؤلاء الأشخاص يمتلكون قدرة عجيبة على استنزاف طاقتك وتجريدك من تفاؤلك وحماسك. قد يكونون متسلطين، دائمًا ما يوجهون اللوم إليك، أو يحاولون إبعادك عن أهدافك وطموحاتك.
قد يبدو الأمر محيرًا في البداية، لكن مع مرور الوقت ستلاحظ كيف أن وجودهم في حياتك يعزز مشاعر التوتر والقلق، ويجعلك تشعر بالإحباط والاستنزاف العاطفي. هؤلاء الأشخاص يستخفون بمشاعرك ولا يهتمون بمشاكلك. إنهم يتسمون بالأنانية، ويتجاهلون حاجاتك أو آراءك الشخصية. التعامل مع هؤلاء الأشخاص يمكن أن يؤثر على صحتك العقلية والجسدية، ويؤدي إلى مزيد من الانعزال والشعور بعدم الاستحقاق. الابتعاد عنهم هو القرار الأفضل لصحتك النفسية.
2. الأشخاص الذين لا يدعمون طموحاتك
الأشخاص الذين لا يؤمنون بطموحاتك ولا يدعمون أهدافك هم خطر آخر يجب الحذر منه. قد تجد في حياتك أشخاصًا يعتقدون أن أحلامك غير قابلة للتحقيق أو لا يستحقون التقدير. هؤلاء الأشخاص قد يتنكرون في صورة “أصدقاء” أو “أقارب”، ولكنهم في الواقع يقللون من شأنك ويشككون في قدراتك.
دائمًا ما يلقون بالكلمات السلبية على أهدافك ويقولون لك أن ما تحاول فعله صعب أو مستحيل. في بعض الأحيان، قد يظهرون بمظهر المهتمين لكنهم في الحقيقة يحاولون تقويضك وإيقافك عن السعي نحو النجاح. إذا كنت تلاحق حلمًا ما، يجب أن تكون محاطًا بأشخاص يشجعونك ويدعمونك. هؤلاء الأشخاص السلبيون سيحولون طموحاتك إلى مجرد أحلام بعيدة.
3. الأشخاص الذين يقيمونك بناءً على مظهرك فقط
من بين أسوأ أنواع العلاقات الاجتماعية هي تلك التي تقوم على التقييم السطحي. هؤلاء الأشخاص يحكمون عليك بناءً على مظهرك الخارجي، وأحيانًا على أساس مالك أو وضعك الاجتماعي. إذا كنت تحيط نفسك بأشخاص لا يرونك إلا من خلال هذه النظرة الضيقة، فأنت في خطر كبير. هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يفتقرون إلى القدرة على تقدير جوهرك الداخلي ومواهبك الفطرية.
علاقتك معهم لن تترك لك سوى شعور دائم بالقصور وعدم الرضا عن نفسك. قد يتعاملون معك بسطحية، ويبتعدون عنك إذا تغير مظهرك أو وضعك المالي. يجب أن تدرك أن الأشخاص الذين يحكمون عليك من خلال مظهرك ليسوا سوى أشخاص عاجزين عن فهم ما يتواجد داخل قلبك وعقلك. هؤلاء لا يستحقون أن يكونوا في حياتك.
4. الأشخاص الذين يحاولون تغييرك
من الطبيعي أن يكون لكل فرد شخصيته وأسلوبه الخاص في الحياة. لكن هناك أشخاصًا يعتقدون أنه يمكنهم تغييرك لتناسب تصورهم الخاص عنك أو عن الحياة. هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يحاولون فرض آرائهم وأسلوب حياتهم عليك بطريقة غير مرنة. يمكن أن يتخذوا من ذلك وسيلة للضغط عليك، مما يجعلك تشعر بأنك لا تستطيع أن تكون نفسك الحقيقية.
في البداية قد تشعر بأنهم يهتمون بك ويحاولون مساعدتك، لكن مع الوقت، ستدرك أنهم يحاولون تدمير شخصيتك وتوجيهك إلى مسار لا يناسبك. هذا النوع من الأشخاص يمكن أن يسبب لك الكثير من الألم النفسي، لأنهم يجعلك تشعر بأنك غير كافٍ كما أنت. الابتعاد عنهم ضروري للحفاظ على هويتك وتقديرك لذاتك.
5. الأشخاص الذين يتعاملون معك بعنف أو قسوة
العنف النفسي أو الجسدي هو أحد أقوى العلامات على أن الشخص الذي تتعامل معه ليس جديرًا بثقتك أو قربك. قد يظهر بعض الأشخاص أحيانًا في صورة محبين أو مهتمين، لكنهم في الواقع يستخدمون أساليب القسوة، الازدراء أو التهديد لإخضاعك. هؤلاء الأشخاص لا يظهرون أي نوع من الاحترام لحدودك الشخصية أو مشاعرك.
سواء كان العنف لفظيًا أو جسديًا، فإنه لا ينبغي أبدًا أن يكون مقبولًا في أي علاقة. إذا وجدت نفسك في علاقة يتسم فيها الشخص بالعنف أو القسوة، فإن الخطوة الأولى هي الابتعاد عنه فورًا. العنف لا يؤدي إلا إلى تدمير النفس وتفاقم المشاعر السلبية. الابتعاد عن هذه العلاقات ليس فقط أمرًا ضروريًا لصحتك النفسية، بل هو أمر ضروري أيضًا لحماية حياتك.
6. الأشخاص الذين يستخفون بمشاعرك
العلاقات التي لا يُحتَرم فيها مشاعر الشخص الآخر لا يمكن أن تكون صحية أبدًا. هناك أشخاص يعتبرون مشاعرك غير مهمة، إما عن جهل أو عن قصد. قد يتجاهلون أحاسيسك، ويستغلون طيبتك، أو يسيئون فهم تصرفاتك. هذا النوع من الأشخاص لا يشعرون بأي ندم عندما يجرحونك أو يهينونك.
إذا كنت دائمًا تشعر بأنك مهمش في علاقاتك معهم أو أنك مضطهد عاطفيًا، فهذا يعني أن وقتك معهم قد انتهى. يجب أن تتعلم كيف تقدر مشاعرك وتدافع عن نفسك ضد الأشخاص الذين يتصرفون كأنهم غير مهتمين بك. العلاقات التي لا تحترم مشاعرك ليست فقط مؤذية، بل هي سامة على المدى الطويل.
7. الأشخاص الذين يسحبون منك الطاقة
هناك نوع آخر من الأشخاص الذين يجب أن تبتعد عنهم، وهم الذين يسحبون منك طاقتك. هؤلاء الأشخاص عادة ما يكونون دائمًا في حالة من الشكوى والهموم، لا يعرفون كيف يستمتعون بالحياة أو يقدرون ما لديهم. بدلاً من تقديم الدعم والتشجيع، يجعلونك تشعر بأن كل شيء حولك سلبي.
وجودهم في حياتك يمكن أن يسبب لك شعورًا دائمًا بالتعب والضيق. قد تكون أنت الشخص الذي يدفع ثمن طاقاتهم السلبية. في بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي التعامل المستمر معهم إلى الشعور بالإرهاق النفسي والذهني. الابتعاد عن هؤلاء الأشخاص هو الحل الأفضل لاستعادة طاقتك وحيويتك.
خلاصة
الحفاظ على العلاقات السليمة هو جزء مهم من الحياة. يجب أن تكون حريصًا على محيطك الاجتماعي، وأن تتجنب الأشخاص الذين يسحبون منك طاقتك، يستخفون بمشاعرك، أو يحاولون تغييرك. الابتعاد عن الأشخاص الذين لا يدعمونك أو يقيمونك بناءً على مظهرك الخارجي قد يكون أمرًا صعبًا في البداية، لكنه سيكون خطوة حاسمة نحو حياة أكثر صحة وراحة نفسية. إن اختيار صحبة جيدة له تأثير كبير على طموحاتك ونجاحك الشخصي، كما أنه يساهم في تعزيز ثقافتك الذاتية واحترامك لنفسك.
