7 استراتيجيات للعودة إلى ممارسة العادات الجيدة بعد التخلّي عنها
من المؤكد أن معظمنا قد واجه صعوبة في الحفاظ على عادات جيدة أو تبني عادات جديدة على المدى الطويل. قد يكون من السهل بداية رحلة جديدة، لكن الاستمرار على هذه العادات بعد فترة من الزمن يمكن أن يكون تحديًا كبيرًا. يحدث أن نتخلى عن العادات الصحية أو الإيجابية التي بدأناها في بداية العام أو بعد أحداث محفزة أخرى، وهذا أمر طبيعي يحدث للجميع. ومع ذلك، إذا كانت العادات الجيدة التي تخلينا عنها مهمة بالنسبة لنا، فإن العودة إلى ممارستها ليست مستحيلة.
في هذا المقال، سنتناول سبع استراتيجيات فعالة تساعد في العودة إلى ممارسة العادات الجيدة بعد التخلّي عنها، بحيث تكون العودة تدريجية ومستدامة.
1. ابدأ بخطوات صغيرة وغير متسرعة
من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى التخلّي عن العادات الجيدة هو محاولة تبني تغييرات كبيرة دفعة واحدة. فعلى سبيل المثال، إذا قررت العودة إلى ممارسة الرياضة بعد فترة انقطاع طويلة، قد يكون من غير الواقعي أن تبدأ بممارسة التمرينات الرياضية المكثفة بشكل يومي. من الأفضل أن تبدأ بخطوات صغيرة، مثل ممارسة تمارين بسيطة لمدة عشر دقائق فقط في اليوم. هذا سيسمح لك ببناء روتين تدريجي دون الضغط على نفسك بشكل مبالغ فيه.
إن التغييرات الصغيرة تجعل العادة أكثر استدامة على المدى الطويل، لأنها لا تضع عبئًا كبيرًا على الشخص ولا تجعل المجهود يبدو ثقيلًا. مع مرور الوقت، يمكنك زيادة مدة أو كثافة النشاط تدريجيًا.
2. تحديد الأهداف بوضوح وبأسلوب قابل للقياس
عندما نتحدث عن العودة إلى العادات الجيدة، من المهم أن تكون لديك أهداف واضحة وقابلة للقياس. على سبيل المثال، إذا كانت عادتك التي تخلّيت عنها هي القراءة، يمكنك تحديد هدف مثل “قراءة 10 صفحات يوميًا” أو “قراءة كتاب واحد شهريًا”. عندما يكون لديك أهداف دقيقة، سيكون من الأسهل متابعة تقدمك وإبقائك متحمسًا.
من الضروري أن تكون هذه الأهداف قابلة للتحقيق في البداية. وضع أهداف غير واقعية يمكن أن يؤدي إلى الإحباط والتخلي عنها في مرحلة مبكرة.
3. استخدام آلية المكافأة والتقدير الذاتي
أحد الطرق الفعالة لتحفيز النفس على العودة إلى العادات الجيدة هو استخدام المكافآت والتقدير الذاتي. يمكن أن تكون المكافآت بسيطة جدًا، مثل تناول وجبة مفضلة بعد أسبوع من الالتزام بعادة جيدة، أو شراء شيء لطالما رغبت فيه بعد الوصول إلى هدف معين.
إن التقدير الذاتي أيضًا أمر مهم للغاية. يجب أن تعترف بتقدمك مهما كان صغيرًا. هذا يعزز من الشعور بالإنجاز ويحفزك على الاستمرار. الاستمرار في تعزيز نفسك يساهم في تقوية الدافع الداخلي للتمسك بالعادات الجيدة.
4. إنشاء بيئة محفزة
البيئة التي تحيط بنا تؤثر بشكل كبير في قدرتنا على التمسك بالعادات الجيدة. من المهم أن تكون بيئتك محفزة وتدعم العادات التي ترغب في ممارستها. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في تناول طعام صحي، قم بملء ثلاجتك بالخضروات والفواكه الطازجة والوجبات الصحية، وتجنب تخزين الوجبات السريعة أو الوجبات الجاهزة.
إذا كانت العادة التي ترغب في تبنيها تتعلق بالرياضة، فإن تخصيص مساحة محددة في المنزل لممارسة التمارين أو تسجيل الاشتراك في صالة رياضية قريبة من منزلك يمكن أن يسهم بشكل كبير في العودة إلى ممارسة هذه العادة.
5. تقليل التركيز على المثالية
في كثير من الأحيان، نتخلى عن العادات الجيدة لأننا نفشل في تلبية توقعاتنا المثالية. قد نعتقد أنه إذا لم نتمكن من ممارسة العادة بشكل مثالي، فلا فائدة من المحاولة مجددًا. ولكن هذا تفكير غير صحي.
من المهم أن نتعلم كيفية تقبل الفشل أو التراجع العرضي دون أن يؤثر ذلك على تقدمنا بشكل عام. قد تخطئ وتتناول وجبة غير صحية في يوم ما أو قد تفشل في ممارسة التمرين في يوم آخر، لكن هذا لا يعني أن كل شيء ضاع. المهم هو العودة بسرعة وعدم السماح لهذه اللحظات العابرة بتحديد نجاحك في المدى الطويل.
6. الالتزام بالاستمرارية وليس بالكمال
مفتاح النجاح في تبني العادات الجيدة هو الاستمرارية. العادة التي تتحول إلى روتين يومي لن تكون صعبة مع مرور الوقت، أما إذا كانت ممارستها عرضية أو متقطعة، فإن فرصة الاستمرار ستكون ضعيفة.
عند العودة إلى العادات الجيدة، يجب أن تركز على الاستمرارية وليس على الكمال. عوضًا عن التركيز على الأداء المثالي، ركز على الانضباط والمواظبة. العادات التي تبنى بشكل مستمر، حتى ولو كانت غير مثالية، تؤتي ثمارها في النهاية.
7. الاستعانة بشريك مسؤول
إن وجود شخص آخر يتابع تقدمك ويشجعك يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على التزامك بالعادات الجيدة. يمكن أن يكون هذا الشخص صديقًا، أحد أفراد العائلة، أو حتى مدربًا شخصيًا. قد يكون من المفيد أن تشارك هذا الشخص في وضع أهداف مشتركة، مثل ممارسة الرياضة معًا أو اتباع نظام غذائي صحي.
الشريك المسؤول لا يعمل فقط كمحفز لك، بل يعزز أيضًا من شعورك بالمسؤولية تجاه العادة التي ترغب في إعادتها إلى حياتك. الدعم المتبادل هو عنصر حيوي يساعد في الحفاظ على العادات الجيدة وتحقيق النجاح في العودة إليها.
الخاتمة
من الطبيعي أن نمر بفترات نتخلى فيها عن العادات الجيدة، ولكن من المهم أن ندرك أن العودة إليها ممكنة. بالاستراتيجيات الصحيحة، مثل البدء بخطوات صغيرة، تحديد الأهداف الواضحة، تحفيز النفس بالمكافآت، تحسين البيئة المحيطة، تقبل الفشل، والتركيز على الاستمرارية، يمكننا إعادة بناء هذه العادات واستدامتها. المفتاح هو التحلي بالصبر والمثابرة على الرغم من التحديات، وفي النهاية ستكون العادات الجيدة جزءًا طبيعيًا من حياتنا اليومية.
