7 أسباب تجعلك تجذب الأشخاص السامّين
تواجه معظمنا في مرحلة من مراحل حياته الاجتماعية أو المهنية أنواعًا من العلاقات التي قد تكون سلبية أو مؤذية، وتسمى هذه العلاقات بالعلاقات السامّة. ولكن رغم الوعي العام حول الأضرار التي قد تنجم عن هؤلاء الأشخاص، نجد أن البعض لا يزال يجد نفسه محاطًا بالأفراد الذين يحملون سمات سلبية قد تؤثر على حياته بشكل كبير. هناك العديد من الأسباب التي تجعل بعض الأفراد ينجذبون للأشخاص السامّين، وفي هذا المقال سنستعرض أبرز هذه الأسباب مع تقديم تحليل نفسي عميق لهذه الظاهرة، ونتائجها السلبية على حياتنا الشخصية والمهنية.
1. الافتقار إلى الحدود الشخصية السليمة
من أهم الأسباب التي تجعل الأشخاص ينجذبون إلى الأشخاص السامّين هو عدم وجود حدود شخصية واضحة وصحية. الأشخاص الذين لا يعرفون كيف يضعون حدودًا ثابتة قد يجدون أنفسهم في علاقات غير صحية بشكل متكرر. في هذه العلاقات، يتم تجاهل احتياجات الشخص العاطفية والنفسية، ويصبح الشخص تحت تأثير الأفراد السامّين الذين يستغلون هذه الفجوة. هؤلاء الأشخاص يتمتعون بقدرة على تجاوز حدود الآخرين، سواء على المستوى العاطفي أو الاجتماعي، مما يجعل الشخص يظل في دائرة من التوتر والضغط النفسي. عدم القدرة على تحديد “لا” قد يؤدي إلى الانجذاب الدائم لأشخاص يستغلون هذه السمة.
2. الاحتياج العاطفي والحاجة إلى الاهتمام
في كثير من الأحيان، ينجذب الأفراد إلى الأشخاص السامّين بسبب احتياجاتهم العاطفية المكبوتة. هؤلاء الأفراد قد يعانون من شعور بالفراغ العاطفي أو عدم التقدير في حياتهم الشخصية أو الاجتماعية، مما يجعلهم يبحثون عن أي نوع من الاهتمام حتى لو كان سلبيًا. الأشخاص السامّين يتقنون فن “إعطاء القليل من الاهتمام” وفي المقابل يصبح الشخص الذي يبحث عن هذا الاهتمام مستعدًا لتحمل السلوكيات السامة أو المؤذية لأنهم يشعرون بأنهم يتلقون بعض الاهتمام أو المساندة، حتى وإن كانت مؤقتة.
3. عدم الثقة بالنفس والتقدير الذاتي المنخفض
الأشخاص الذين يعانون من انخفاض في تقديرهم الذاتي أو لديهم مشكلات مع الثقة بالنفس هم الأكثر عرضة للاحتفاظ بالعلاقات السامّة. هؤلاء الأشخاص قد لا يعتقدون أنهم يستحقون علاقات صحية أو محترمة، مما يجعلهم يقبلون المعاملة السيئة من الآخرين. عندما تكون الثقة بالنفس ضعيفة، يصبح الشخص أكثر عرضة للاعتقاد بأن الأشخاص السامّين يستحقون مكانة خاصة في حياته، وأنه لا يستطيع إيجاد علاقات أفضل. هذا النوع من التفكير يمكن أن يؤدي إلى جاذبية تجاه الأفراد الذين يسعون لتحطيم عزيمته أو التقليل من قيمته.
4. التعود على العلاقات السامة منذ الطفولة
البيئة العائلية أو الطفولة هي عامل رئيسي آخر في تحديد نوعية العلاقات التي ينجذب إليها الفرد في مرحلة البلوغ. إذا نشأ شخص في بيئة عائلية تشهد العلاقات السامة أو غير الصحية، فقد يصبح هذا الشخص معتادًا على هذا النوع من التعاملات. ربما نشأ هذا الفرد في جو من الانتقاد المستمر أو الإهانة أو حتى الإهمال العاطفي، مما يجعله يجد نفسه ينجذب إلى نفس الأنماط السلوكية في علاقاته المستقبلية. قد يعتقد الشخص أن هذه هي الطريقة الطبيعية للتعامل مع الآخرين، مما يجعله غير قادر على التعرف على السلوكيات السامة وتجنبها.
5. البحث عن التحديات والشعور بالإنجاز
بعض الأفراد يجدون نوعًا من التحدي والإثارة في محاولات التعامل مع الأشخاص السامّين. هؤلاء الأشخاص قد يشعرون أن مساعدتهم للأفراد الذين يعانون من مشكلات نفسية أو عاطفية يمكن أن يكون مصدرًا للإثارة أو حتى الشعور بالإنجاز. ولكن هذا النوع من العلاقات في الواقع غالبًا ما يكون ضارًا لأنه يركز على “الإصلاح” بدلاً من التعرف على علاقات صحية ومبنية على الاحترام المتبادل. ما يبدو تحديًا قد يتحول إلى عبء ثقيل يؤدي إلى شعور بالانهاك العاطفي والتوتر المستمر.
6. الميل إلى التكيف والتغيير من أجل الآخرين
تعد القدرة على التكيف والتغيير من أجل الأشخاص الآخرين سمة يمكن أن تكون مفيدة في بعض الحالات، ولكن في العلاقات السامّة تصبح هذه السمة غير صحية. الأشخاص الذين يتمتعون بمرونة عالية ويميلون إلى التكيف مع الأشخاص من حولهم يمكن أن ينتهي بهم الأمر إلى تجاهل احتياجاتهم الخاصة لإرضاء الآخرين. هذا التكيف قد يتضمن قبول السلوكيات السامة أو الضارة من أجل الحفاظ على السلام أو تجنب الصراع. بمرور الوقت، يمكن أن يصبح هذا التكيف عادة تدفع الشخص إلى مواصلة العلاقات السامّة، معتقدًا أنه من واجبه تغيير نفسه لتحقيق رضا الآخرين، بغض النظر عن تأثير ذلك على صحته النفسية والعاطفية.
7. التوقعات غير الواقعية حول التغيير
في بعض الأحيان، ينجذب الأفراد إلى الأشخاص السامّين لأنهم يعتقدون أنهم قادرون على تغييرهم. هذا التوقع غير الواقعي يمكن أن يكون دافعًا قويًا للاستمرار في العلاقة على الرغم من معرفتهم بأنها سامة. يعتقد الشخص أنه إذا كان لديه الوقت أو القوة أو الحب الكافي، فإن الشخص السام سيصبح أفضل أو سيتغير. لكن في الواقع، هذا النوع من العلاقات غالبًا ما يكون قائمًا على تكرار السلوكيات السلبية ولا يتمكن الشخص من تغيير الآخر كما كان يأمل. التوقعات المبالغ فيها حول التغيير الشخصي قد تؤدي إلى استمرار الخضوع لسلوكيات سامة على الرغم من الألم النفسي المترتب على ذلك.
تأثيرات العلاقات السامّة على الحياة الشخصية
إن العلاقات السامّة تؤثر على حياة الشخص بطرق متعددة. فهي يمكن أن تؤدي إلى تدهور الصحة النفسية والجسدية، وزيادة مستويات التوتر، وفقدان الطاقة العاطفية. علاوة على ذلك، يمكن أن تضر بالثقة بالنفس وتؤثر سلبًا على تقدير الذات. مع مرور الوقت، قد يشعر الشخص بالإرهاق الشديد ويصبح غير قادر على التمييز بين العلاقات الصحية وغير الصحية. في بعض الأحيان، قد يصل الشخص إلى نقطة يشعر فيها بالضياع أو الانهيار، نتيجة لتأثير هذه العلاقات المدمرة.
كيف يمكن الخروج من هذه الدائرة؟
من المهم أن يتعلم الشخص كيفية التعرف على الأشخاص السامّين وكيفية تجنبهم أو على الأقل الحد من تفاعلهم معه. يمكن أن يتطلب هذا وعيًا ذاتيًا متزايدًا ورغبة قوية في تحسين العلاقات الشخصية. أول خطوة هي تحديد العلاقات السامّة في الحياة، ومن ثم تحديد حدود صحية واضحة. بناء على هذه الحدود، ينبغي على الشخص أن يتعلم كيفية اتخاذ القرارات التي تضمن الحفاظ على سلامته النفسية والعاطفية. في بعض الحالات، قد يكون من الضروري البحث عن الدعم النفسي أو الاستشارة للمساعدة في التعامل مع هذه العلاقات بشكل أكثر فعالية.
إن التغيير ليس سهلاً، ولكنه ممكن. مع الوقت والإصرار، يمكن للشخص بناء شبكة من العلاقات الصحية التي تدعمه وتمنحه القوة لمواصلة حياته بحيوية وسعادة.
