6 طرق فعّالة للتخلص من حدة العصبية
العصبية واحدة من أكثر المشاعر الإنسانية انتشاراً في الحياة اليومية. قد يمر الإنسان بمواقف قد تثير غضبه بسرعة، سواء كانت بسبب ضغوطات الحياة، أو بسبب تصرفات الآخرين، أو حتى بسبب الظروف المحيطة. ومع ذلك، فإن استجابة الشخص للعصبية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صحته النفسية والجسدية، علاوة على علاقاته الاجتماعية والعملية. لذلك، يصبح من الضروري تعلم كيفية إدارة هذه العاطفة بشكل فعّال. في هذا المقال، سنستعرض ست طرق فعّالة للتخلص من حدة العصبية.
1. ممارسة التنفس العميق:
يعد التنفس العميق من أبسط وأسرع الطرق للتخفيف من مشاعر العصبية والتهدئة النفسية. عند الشعور بالغضب، يزداد معدل التنفس ويصبح سريعاً وضحلًا، مما يزيد من التوتر في الجسم. لذا، فإن العودة إلى التنفس البطيء والعميق يمكن أن يساعد في إعادة التوازن للجهاز العصبي، ويقلل من التأثيرات السلبية للعصبية.
كيفية التطبيق:
-
أغمض عينيك وتنفّس ببطء عبر أنفك لمدة 4 ثوانٍ.
-
احتفظ بالهواء داخل رئتيك لمدة 4 ثوانٍ.
-
ثم أطلق الهواء ببطء عبر فمك لمدة 6 ثوانٍ.
-
كرر هذه العملية عدة مرات حتى تشعر بالهدوء.
من خلال هذه التقنية البسيطة، يمكن للمخ أن يستعيد التوازن، مما يؤدي إلى تهدئة الأعصاب والسيطرة على ردود الفعل العاطفية.
2. الابتعاد عن المواقف المثيرة للغضب:
في بعض الأحيان، يمكن أن تكون العصبية ناتجة عن مواقف أو بيئات معينة، مثل المناقشات الحادة أو وجود أشخاص يثيرون الغضب. في هذه الحالة، يصبح الابتعاد عن هذه المواقف الحل الأمثل. فإذا كنت تجد نفسك في موقف يغضبك، حاول الخروج منه. ببساطة، اغادر المكان أو توقف عن الحديث للحظات، لتسمح لنفسك بالتهدئة.
الابتعاد الجسدي عن المواقف المزعجة يتيح لك الفرصة لاستعادة هدوئك وتقييم الوضع من منظور أهدأ وأكثر عقلانية. إذا كنت في بيئة عمل مليئة بالتوتر، على سبيل المثال، قد يكون من المفيد أخذ قسط من الراحة والقيام بجولة قصيرة خارج المكتب أو إلى مكان هادئ.
3. الرياضة والنشاط البدني:
ممارسة الرياضة تعتبر من الطرق الفعالة جدًا للتخلص من حدة العصبية. النشاط البدني يساعد في إفراز الإندورفينات، وهي مواد كيميائية في الدماغ تعمل على تحسين المزاج والتخفيف من التوتر. لا يجب أن تكون التمارين الرياضية مكثفة أو طويلة، فحتى الأنشطة الخفيفة مثل المشي السريع أو الجري الخفيف يمكن أن تساعد في تهدئة الأعصاب.
كيف يساعد النشاط البدني؟
-
النشاط البدني يساعد في تقليل مستوى هرمونات التوتر في الجسم مثل الكورتيزول.
-
يعزز من صحة القلب والأوعية الدموية ويقلل من الشعور بالضغط النفسي.
-
يعزز التركيز والقدرة على التفكير بشكل أكثر هدوءاً.
عندما تجد نفسك في حالة من العصبية، يمكنك التوجه إلى صالة الألعاب الرياضية أو حتى القيام بنشاط رياضي بسيط مثل ركوب الدراجة أو اليوغا. ستلاحظ الفرق في مستوى العصبية بعد فترة قصيرة.
4. الاستماع إلى الموسيقى الهادئة:
تعتبر الموسيقى من الأدوات الفعالة في تهدئة الأعصاب، حيث ثبت أن الاستماع إلى الأنغام الهادئة يمكن أن يساعد في تقليل مستويات التوتر والعصبية بشكل كبير. يمكن للموسيقى أن تؤثر على الحالة المزاجية للفرد، مما يجعله أكثر قدرة على مواجهة التحديات اليومية بشكل هادئ.
كيفية الاستفادة من الموسيقى:
-
اختر نوعًا من الموسيقى التي تتمتع بها بشكل شخصي، مثل موسيقى هادئة أو كلاسيكية أو أصوات الطبيعة.
-
حاول أن تضع سماعات الأذن أو أن تشغل الموسيقى في الخلفية أثناء عملك.
-
اعمل على إغلاق عينيك والتركيز على الأنغام بشكل كامل لتخفيف التوتر.
تساهم الموسيقى الهادئة في خلق جو من الراحة النفسية، وتساعد في نقل الشخص إلى حالة ذهنية أكثر استرخاء، مما يقلل من تأثير العصبية.
5. الاسترخاء الذهني وتقنيات التأمل:
التأمل هو من الطرق المثبتة علمياً في تقليل مستويات التوتر والعصبية. من خلال تخصيص وقت يومي لممارسة التأمل، يمكن للمرء أن يحقق فوائد كبيرة على مستوى الصحة النفسية والجسدية. يساعد التأمل في تنقية العقل، مما يقلل من التفكير الزائد، ويحسن القدرة على التعامل مع مشاعر الغضب.
طرق تطبيق التأمل:
-
خصص وقتًا يوميًا في مكان هادئ للجلوس في وضع مريح.
-
اغلق عينيك وركز على تنفسك أو على صوت معين.
-
حاول أن تفرغ ذهنك من أي أفكار سلبية أو مشاعر غاضبة.
على الرغم من أن التأمل يحتاج إلى بعض التدريب والممارسة، فإن التأثيرات طويلة المدى يمكن أن تكون كبيرة. بشكل عام، يساعد التأمل في بناء مرونة عقلية تساعد في التعامل مع العصبية بطرق أكثر هدوءًا.
6. التحدث مع شخص موثوق:
من أكثر الطرق فعالية لتقليل حدة العصبية هو التحدث مع شخص تثق به. التحدث عن مشاعرك مع الآخرين يمكن أن يكون وسيلة للتخفيف عن النفس وفتح قناة للتعبير عن الغضب بطريقة آمنة. غالبًا ما تجد أن مشاركة مشاعرك مع شخص قريب قد تساعدك في رؤية الأمور من زاوية مختلفة، مما يقلل من حدة العصبية.
كيف يكون التحدث مفيدًا؟
-
يساعد في تخفيف الضغط النفسي الناتج عن كبت المشاعر.
-
يتيح لك فرصة التفاعل مع شخص يقدم لك النصيحة أو حتى مجرد الاستماع.
-
قد يوفر لك رؤية أكثر موضوعية للحالة ويمنحك الفرصة للتفكير بطريقة هادئة.
إذا كنت تشعر بالعصبية، حاول أن تجد شخصًا موثوقًا فيه سواء كان صديقًا مقربًا أو فردًا من العائلة، وشارك معه ما يزعجك. ستشعر غالبًا بارتياح كبير بعد هذه المحادثة.
تعتبر العصبية جزءًا من التجربة الإنسانية، لكنها تصبح مشكلة عندما تؤثر بشكل سلبي على حياتنا اليومية وصحتنا النفسية. عبر تطبيق هذه الطرق الفعالة، يمكن للفرد أن يتحكم في مشاعر العصبية ويحقق توازنًا داخليًا يساعده على التفاعل بشكل أفضل مع المواقف الصعبة.
