6 خطوات تُشجّع القارئ المبتدئ على قراءة الكتب
تعد القراءة من أهم الوسائل التي تساهم في تطوير الفرد، سواء على المستوى المعرفي أو الشخصي. ومع التقدم التكنولوجي وسهولة الوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت، أصبح من الصعب في بعض الأحيان على القارئ المبتدئ أن يجد الدافع الكافي للانغماس في عالم الكتب. ورغم أن العديد من الأشخاص يبدؤون في محاولة القراءة، إلا أن عددًا كبيرًا منهم قد يواجه صعوبة في التمسك بهذه العادة، خاصة في بداية الطريق. لذا، في هذا المقال، سنستعرض 6 خطوات عملية يمكن أن تساعد القارئ المبتدئ على تطوير عادة القراءة وتجاوز الحواجز التي قد تعيقه.
1. اختيار الكتب التي تناسب اهتمامات القارئ
من أجل أن يتشجع القارئ المبتدئ على قراءة الكتب، من المهم أن يبدأ باختيار كتب تتناسب مع اهتماماته الشخصية. في البداية، قد يكون من المغري أن يختار القارئ كتابًا من قائمة أفضل الكتب مبيعًا أو كتابًا يعتبره الكثيرون مرجعيًا، لكن قد يكون من الأفضل في البداية اختيار كتاب يحفزه ويثير فضوله بناءً على اهتمامات معينة، مثل الرياضة، التاريخ، أو حتى القصص الخيالية.
الاختيار الصحيح للكتاب يمكن أن يساهم في خلق رابطة عاطفية بين القارئ والمحتوى الذي يقرأه. فإذا كان القارئ متحمسًا حول موضوع معين، سيكون أكثر قدرة على التفاعل مع الكتاب والاستمتاع بقراءته. لذلك، من الأفضل أن يتجنب القارئ البدء بكتب ثقيلة أو معقدة جدًا في المراحل الأولى، لأن ذلك قد يسبب له الإحباط وقد يؤدي إلى التخلي عن القراءة.
2. تحديد أوقات ثابتة للقراءة
من الخطوات الفعالة التي تساعد على تطوير عادة القراءة هي تخصيص وقت محدد للقراءة في جدول الأعمال اليومي. العديد من الأشخاص يعتقدون أن القراءة تحتاج إلى وقت طويل وشامل، ولكن الحقيقة هي أن القراءة يمكن أن تُدمج بسهولة في الروتين اليومي إذا تم تخصيص أوقات ثابتة لها.
يمكن تخصيص ربع ساعة أو نصف ساعة كل يوم في الصباح أو المساء لقراءة الكتاب. حتى لو كان الوقت قصيرًا، فإن تخصيص وقت ثابت لهذا النشاط يعزز من التزام الشخص بالقراءة. مع مرور الوقت، سيلاحظ القارئ تحسنًا ملحوظًا في قدرته على تخصيص وقت أكبر لهذا النشاط واستمتاعه به.
3. البدء بالكتب القصيرة أو السهلة
في البداية، من الأفضل أن يبدأ القارئ المبتدئ بقراءة الكتب القصيرة أو السهلة. تعد الكتب التي لا تحتوي على فصول طويلة أو محتوى معقد خيارًا مثاليًا لهذا الغرض. تكمن فائدة هذه الكتب في أن قراءتها لا تشعر القارئ بالإرهاق أو الملل، مما يزيد من احتمالية إنهاء الكتاب والتفاعل معه.
عندما يشعر القارئ بإتمام قراءة كتاب كامل، يكتسب إحساسًا بالإنجاز الذي يساهم في تحفيزه لمواصلة القراءة. قد تكون الكتب القصيرة أو تلك التي تحتوي على قصص قصيرة جدًا خيارًا جيدًا للمبتدئين الذين يريدون بدء العادة دون الشعور بالضغط.
4. القراءة مع الآخرين أو الانضمام إلى نادي كتاب
أحد الطرق الفعالة لتشجيع القارئ المبتدئ على مواصلة القراءة هي الانضمام إلى مجموعة قراءة أو نادي كتاب. يتيح الانضمام إلى هذه المجموعات للقارئ فرصة مناقشة الأفكار والملاحظات حول الكتاب مع أشخاص آخرين، ما يعزز من اهتمامه بالقراءة. تكون هذه المجموعات عادةً أماكن رائعة لتبادل الآراء، ويمكن أن تكون مثيرة للمناقشات والتفاعل الفكري الذي يعزز من الاستمتاع بالقراءة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأشخاص الذين ينضمون إلى نوادي الكتاب أن يشجعوا بعضهم البعض على مواصلة القراءة، مما يخلق بيئة حافزة وداعمة. مشاركة الأفكار والآراء يمكن أن تساهم في جعل الكتاب أكثر إثارة ومتعة. في كثير من الأحيان، يكون وجود مجموعة من الأصدقاء أو الزملاء الذين يتابعون نفس الكتب محفزًا كبيرًا للبقاء على المسار الصحيح.
5. استخدام التكنولوجيا والتطبيقات المساعدة
في العصر الحديث، تعد التطبيقات الإلكترونية والأجهزة الذكية من الأدوات المهمة التي يمكن أن تساعد القارئ المبتدئ على تبني عادة القراءة. هناك العديد من التطبيقات التي توفر مكتبات إلكترونية ضخمة من الكتب الإلكترونية والصوتية التي يمكن الوصول إليها بسهولة في أي وقت ومن أي مكان. بعض التطبيقات توفر أيضًا ميزات مثل “حفظ مكانك” أو تقديم توصيات للكتب بناءً على اهتمامات القارئ.
بالإضافة إلى ذلك، توفر بعض المنصات الإلكترونية كـ”أمازون كيندل” أو “سودو” واجهات سهلة الاستخدام لتصفح الكتب وقراءتها بشكل مباشر. تتيح بعض هذه التطبيقات أيضًا خيار الاستماع إلى الكتب الصوتية، وهو خيار رائع للأشخاص الذين يفضلون الاستماع أثناء تنقلاتهم أو في الأوقات التي لا يتوفر فيها وقت للقراءة التقليدية. تساهم هذه التقنية في جعل القراءة أكثر مرونة وتوفير الفرص للقارئ للاستمتاع بالكتب خلال روتينه اليومي.
6. إعداد بيئة القراءة المثالية
أحد العوامل التي قد تؤثر بشكل كبير على تشجيع القارئ المبتدئ على القراءة هي البيئة التي يتم فيها ذلك. يجب أن تكون البيئة هادئة ومريحة، بحيث يكون القارئ قادرًا على التركيز التام في الكتاب دون أن يتعرض لتشتيت الانتباه. من المفيد أن يكون مكان القراءة خاليًا من المشتتات مثل الهواتف الذكية أو التلفزيون، حتى يمكن الانغماس بشكل كامل في الكتاب.
تتمثل بيئة القراءة المثالية في إضاءة جيدة، سواء كانت إضاءة طبيعية أو صناعية، حيث تساعد على تقليل الإرهاق البصري وتمنح القارئ الراحة. كما أن استخدام الأثاث المريح مثل كرسي مريح وطاولة يمكن أن يعزز من تجربة القراءة بشكل كبير. بهذه الطريقة، يمكن أن تصبح القراءة جزءًا من روتين القارئ اليومي دون الشعور بالإرهاق أو التوتر.
الخلاصة
إن تشجيع القارئ المبتدئ على الاستمرار في قراءة الكتب يتطلب بعض الوقت والجهد. تبدأ هذه العملية باختيار الكتب المناسبة، تحديد أوقات ثابتة للقراءة، والبدء بالكتب القصيرة والسهل قراءتها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للقارئ المبتدئ الاستفادة من الانضمام إلى نوادي الكتاب أو استخدام التكنولوجيا والتطبيقات التي تسهل الوصول إلى الكتب. أخيرًا، يعد خلق بيئة قراءة ملائمة جزءًا أساسيًا من تجربة القراءة الممتعة.
تلك هي الخطوات التي يمكن أن تساهم في جعل القراءة عادة مستمرة للمبتدئين، مما يعزز من معرفتهم وثقافتهم الشخصية على المدى الطويل.
