6 طرق فعّالة للسيطرة على السكري من النوع الثاني
يعد مرض السكري من النوع الثاني من الأمراض المزمنة التي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، ويترتب على الإصابة بهذا المرض تغييرات كبيرة في نمط الحياة اليومية. السكري من النوع الثاني يحدث عندما يصبح الجسم غير قادر على استخدام الأنسولين بشكل فعال أو لا يفرزه بكميات كافية، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. من المهم معرفة أن هذا المرض يمكن التحكم فيه بشكل فعال من خلال تغييرات في النظام الغذائي، ممارسة الرياضة، والإدارة السليمة للأدوية. في هذا المقال، سنتناول 6 طرق رئيسية للسيطرة على السكري من النوع الثاني.
1. تعديل النظام الغذائي
يُعد تعديل النظام الغذائي واحدًا من أهم الإجراءات التي يمكن أن يتخذها الشخص المصاب بالسكري من النوع الثاني من أجل السيطرة على مستوى السكر في الدم. إن تناول الأطعمة الصحية والمتوازنة يلعب دورًا كبيرًا في إدارة مستويات الجلوكوز. تشمل النصائح الغذائية التي يمكن اتباعها:
-
تقليل تناول السكريات المضافة: يجب تجنب الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر مثل الحلويات والمشروبات الغازية لأنها تسبب ارتفاعًا مفاجئًا في مستويات السكر في الدم.
-
تناول الكربوهيدرات المعقدة: من الأفضل استبدال الكربوهيدرات البسيطة بالكربوهيدرات المعقدة مثل الحبوب الكاملة (الخبز الكامل، الأرز البني، الشوفان)، التي يتم امتصاصها ببطء وتساعد في الحفاظ على استقرار مستويات السكر.
-
التركيز على البروتينات الخفيفة: تناول البروتينات النباتية مثل الفول، العدس، والمكسرات بالإضافة إلى البروتينات الحيوانية القليلة الدهون مثل الدجاج المشوي أو الأسماك. يساعد البروتين على تحسين توازن السكر في الدم.
-
زيادة تناول الألياف: الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضراوات الورقية، الفواكه الطازجة، والبقوليات يمكن أن تساعد في تقليل امتصاص السكر في الدم وتعزز من التحكم في مستويات السكر.
2. ممارسة النشاط البدني بانتظام
ممارسة الرياضة بانتظام هي أحد الركائز الأساسية في إدارة السكري من النوع الثاني. تساهم التمارين الرياضية في تحسين حساسية الجسم للأنسولين، مما يعني أن الجسم يصبح أكثر قدرة على استخدام الأنسولين بشكل فعال، وبالتالي يساعد في تقليل مستويات السكر في الدم. من أهم أنواع الرياضة التي يمكن أن يمارسها مريض السكري:
-
تمارين القوة: مثل رفع الأثقال أو تمارين المقاومة التي تساهم في بناء العضلات، مما يحسن من قدرة الجسم على التعامل مع السكر في الدم.
-
تمارين الأيروبيك: مثل المشي، السباحة، أو ركوب الدراجة، التي تساهم في تحسين اللياقة البدنية وتقليل الدهون الزائدة في الجسم.
-
التمارين المتنوعة: ممارسة تمارين متنوعة تتضمن مزيجًا من تمارين القوة والأيروبيك يساعد في تحسين مرونة الجسم ووظائف الأنسولين بشكل فعال.
إن ممارسة النشاط البدني لمدة لا تقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا يمكن أن تساهم بشكل كبير في تقليل مستويات السكر في الدم.
3. إدارة الوزن بشكل صحيح
يعتبر التحكم في الوزن أحد العوامل الرئيسية التي تساعد في السيطرة على السكري من النوع الثاني. زيادة الوزن أو السمنة يمكن أن تؤدي إلى تقليل فعالية الأنسولين في الجسم، مما يجعل من الصعب السيطرة على مستويات السكر في الدم. لذلك، يعد فقدان الوزن أو الحفاظ على وزن صحي من الأمور الحيوية. لتحقيق ذلك، يجب:
-
تقليل السعرات الحرارية: من خلال تقليل تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية مثل الأطعمة المقلية والوجبات السريعة.
-
مراقبة حجم الحصص: من خلال تناول وجبات أصغر وأكثر تواترًا لتجنب تناول كميات كبيرة من الطعام في وجبة واحدة.
-
اختيار الأطعمة منخفضة الدهون والسعرات الحرارية: التركيز على تناول الأطعمة التي تحتوي على كميات منخفضة من الدهون المشبعة والسعرات الحرارية مع تعزيز استهلاك الأطعمة الغنية بالبروتينات والألياف.
فقدان الوزن بنحو 5-10% من الوزن الإجمالي يمكن أن يؤدي إلى تحسن كبير في السيطرة على السكر في الدم.
4. الالتزام بالأدوية الموصوفة
بالرغم من أن تغييرات نمط الحياة تلعب دورًا كبيرًا في إدارة السكري من النوع الثاني، إلا أن الأدوية تعد جزءًا أساسيًا من خطة العلاج. قد يصف الطبيب أدوية تهدف إلى:
-
تحسين حساسية الأنسولين: مثل الميتفورمين الذي يساعد في تقليل مقاومة الأنسولين.
-
تحفيز البنكرياس لإنتاج الأنسولين: مثل السلفونيل يوريا التي تحفز إفراز الأنسولين.
-
خفض مستويات السكر في الدم: مثل الأدوية التي تؤثر على امتصاص السكر في الأمعاء أو تلك التي تؤثر على الكلى.
من المهم أن يتبع المرضى الجرعات الموصوفة بدقة وأن يتعاونوا مع الأطباء لتعديل الأدوية حسب الحاجة بناءً على تطور حالتهم.
5. مراقبة مستويات السكر في الدم بانتظام
مراقبة مستويات السكر في الدم بشكل دوري هي طريقة هامة لضمان أن مريض السكري من النوع الثاني يظل ضمن المعدلات المستهدفة من الجلوكوز في الدم. توفر أجهزة قياس السكر في الدم القدرة على تتبع التغييرات اليومية في مستويات الجلوكوز، مما يتيح اتخاذ القرارات الصحيحة بشأن الطعام، النشاط البدني، والدواء. يجب على المرضى:
-
مراقبة مستويات السكر بعد الوجبات: يساعد هذا في تحديد كيفية استجابة الجسم للطعام ويساعد في تعديل العادات الغذائية.
-
الحفاظ على جدول منتظم للفحص: من المهم أن يقوم المرضى بفحص مستويات السكر في أوقات معينة طوال اليوم لضمان ضبط الأدوية والعادات بشكل صحيح.
6. إدارة التوتر بشكل فعّال
يعد التوتر من العوامل التي قد تؤثر بشكل سلبي على مستويات السكر في الدم. عندما يكون الشخص تحت ضغط نفسي، يمكن أن تزداد مستويات هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. للتعامل مع التوتر بشكل فعّال، يمكن اتباع بعض التقنيات مثل:
-
التأمل والتنفس العميق: تساعد هذه التقنيات في تهدئة العقل وتقليل مستويات التوتر.
-
تمارين اليوغا: تساهم في تحسين الصحة البدنية والعقلية، وتساعد على تقليل تأثير التوتر على الجسم.
-
الحصول على نوم كافٍ: قلة النوم تؤدي إلى زيادة مستويات التوتر، مما يؤثر بدوره على مستويات السكر في الدم.
من خلال تحسين النوم وتبني أساليب التأمل والتمارين الرياضية، يمكن للأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني أن يقللوا من مستويات التوتر ويحسنوا صحتهم العامة.
الخلاصة
إدارة السكري من النوع الثاني تتطلب جهدًا مستمرًا من المصابين بالمرض، ولكن من الممكن السيطرة عليه بشكل فعال باستخدام طرق متعددة تشمل تعديل النظام الغذائي، ممارسة النشاط البدني بانتظام، إدارة الوزن، الالتزام بالعلاج الطبي، مراقبة مستويات السكر في الدم، وأخيرًا إدارة التوتر بشكل جيد. باتباع هذه الاستراتيجيات بشكل منتظم، يمكن للأفراد المصابين بالسكري من النوع الثاني أن يعيشوا حياة صحية ومستقرة مع تقليل المخاطر المرتبطة بهذا المرض المزمن.
