6 حيل للإنتاجية مستوحاة من عادات الأشخاص الأكثر نجاحاً في العالم
الإنتاجية هي المفتاح الأساسي لتحقيق النجاح في أي مجال، سواء كان في الحياة الشخصية أو المهنية. وقد أصبح التركيز على تحسين الإنتاجية أمراً مهماً في العصر الحديث، خصوصاً في ظل الانشغالات اليومية المتزايدة والضغوط التي يواجهها الأفراد. ومع ذلك، يبقى هناك عدد من الأشخاص الذين يستطيعون الحفاظ على مستوى عالٍ من الإنتاجية وتحقيق إنجازات كبيرة رغم هذه التحديات. ما يميز هؤلاء الأشخاص هو اعتمادهم على مجموعة من العادات والطقوس التي تساهم في رفع مستوى الإنتاجية بشكل ملحوظ.
في هذا المقال، نستعرض ستة حيل مستوحاة من العادات اليومية للأشخاص الأكثر نجاحاً في العالم، والتي ساعدتهم على تحسين إنتاجيتهم وتحقيق أهدافهم بشكل أسرع وأكثر فاعلية.
1. الاستيقاظ المبكر: بداية اليوم تؤسس لنجاحه
واحدة من أهم العادات التي يشترك فيها العديد من الأشخاص الناجحين هي الاستيقاظ في ساعات مبكرة من الصباح. على الرغم من أن الاستيقاظ مبكراً قد يبدو أمراً صعباً للعديد من الأشخاص، إلا أن الدراسات تشير إلى أن الأشخاص الذين يبدؤون يومهم في ساعات مبكرة يكون لديهم وقت إضافي للتركيز على مهامهم الشخصية والمهنية قبل أن تبدأ أية مشاغل أخرى في التأثير على طاقاتهم.
إحدى الشخصيات الشهيرة التي تتبع هذه العادة هي “إلين ديجينيرس”، حيث اعتادت على الاستيقاظ في الخامسة صباحاً لتكون قادرة على ممارسة الرياضة، قراءة الكتب، والعمل على مشاريعها الخاصة. كما يتبع العديد من قادة الأعمال مثل “تيم كوك” (الرئيس التنفيذي لشركة أبل) هذه العادة، حيث يحرص على الاستيقاظ في الرابعة صباحاً ليتمكن من متابعة البريد الإلكتروني وإعداد جدول أعماله ليومه.
إلى جانب الاستيقاظ المبكر، يحرص الأشخاص الناجحون على تكريس هذه الساعات الأولى من اليوم للأشياء التي تعزز صحتهم العقلية والجسدية، مثل التأمل، والتمارين الرياضية، وتناول وجبة إفطار صحية. يعد هذا بداية يوم مريحة وملهمة تمنحهم الطاقة للإنتاج طوال اليوم.
2. التخطيط المسبق: لا مكان للارتجال في جدول أعمالهم
من أهم العوامل التي تميز الأشخاص الناجحين عن غيرهم هو التخطيط المسبق وتنظيم الوقت. يحرص هؤلاء الأشخاص على تخصيص وقت معين في اليوم لتخطيط أنشطتهم للأيام المقبلة. هذا لا يعني مجرد وضع قائمة بالمهام اليومية، بل يشمل أيضاً تحديد الأولويات بوضوح والتركيز على أهم المهام التي يجب إنجازها أولاً.
على سبيل المثال، “وارن بافيت”، أحد أكبر المستثمرين في العالم، يتبع استراتيجية لتحديد مهامه اليومية وفقاً لأهميتها. حيث يقوم كل صباح بتحديد ثلاثة أشياء يعتبرها الأكثر أهمية خلال اليوم ويركز عليها بشكل حصري حتى يتمكن من إنجازها. يساهم هذا النوع من التخطيط في تجنب التشتت والتركيز على الأمور التي تقدم قيمة حقيقية.
3. إعطاء الأولوية للصحة النفسية والجسدية: الإنتاجية تبدأ من الداخل
الصحة الجسدية والنفسية تعد أساساً للإنتاجية، حيث لا يمكن للمرء أن يكون منتجاً إذا كان يعاني من الإجهاد العقلي أو الجسدي. أحد العادات التي يتبعها الأشخاص الأكثر نجاحاً هو تخصيص وقت يومي لممارسة التمارين الرياضية والاهتمام بالصحة العامة. تشير الدراسات إلى أن ممارسة الرياضة تؤدي إلى تحسين التركيز، وتقليل مستويات التوتر، وتعزيز الصحة النفسية.
الرئيس التنفيذي لشركة “مايكروسوفت”، ساتيا ناديلا، على سبيل المثال، يحرص على ممارسة الرياضة بانتظام، ويعتبرها جزءاً أساسياً من يومه للحفاظ على مستويات طاقته العالية. وبالمثل، يعزز “ريتشارد برانسون”، مؤسس مجموعة “فيرجن”، من أداءه المهني عن طريق الرياضة بشكل يومي، حيث يعترف أن الجري لمدة ساعة كل صباح يمنحه طاقة ووضوحاً ذهنياً يساعده في مواجهة تحديات يومه.
4. تبني مبدأ “قاعدة الدقيقتين”: التغلب على التسويف
من العادات المؤثرة التي تساهم في زيادة الإنتاجية هي قاعدة الدقيقتين، والتي يشير إليها المؤلف “ديفيد ألين” في كتابه “العمل بدون إجهاد”. تنص هذه القاعدة على أنه إذا كانت المهمة تستغرق أقل من دقيقتين لإنجازها، فيجب القيام بها على الفور. هذه القاعدة البسيطة يمكن أن تكون حلاً فعالاً للتغلب على التسويف والتمهل الذي قد يؤدي إلى تراكم المهام الصغيرة التي تصبح عبئاً في المستقبل.
عندما يتبنى الأشخاص الناجحون هذه القاعدة، يصبح لديهم القدرة على إنهاء الكثير من المهام اليومية الصغيرة بسرعة، مما يسمح لهم بالتركيز على الأمور الأكثر أهمية. في الواقع، تطبيق قاعدة الدقيقتين يعد من أسرع الطرق لتعزيز الإنتاجية وتجنب تكدس الأعمال غير المنجزة.
5. التعلم المستمر: العقل المستنير هو العقل المنتج
الأشخاص الناجحون لا يتوقفون أبداً عن التعلم. يعتبرون أن المعرفة أداة أساسية لتحسين إنتاجيتهم ورفع مستوى إبداعهم. في هذا السياق، يقوم العديد منهم بقراءة الكتب، والاستماع إلى البودكاست، وحضور ورش العمل التعليمية بشكل مستمر. يُعرف عن “بيل جيتس” (مؤسس شركة “مايكروسوفت”) أنه يقرأ بشكل يومي، حيث يقوم بقراءة حوالي 50 كتاباً في السنة.
تُظهر هذه العادة أن الشخص الناجح ليس فقط من يتمتع بقدرة على إنجاز المهام بسرعة، بل هو شخص ملتزم بتطوير مهاراته باستمرار. كما يعزز التعلم المستمر من قدرة الأفراد على إيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي تواجههم، وهو ما يعكس زيادة في الإنتاجية والإنجازات.
6. الابتعاد عن التعدد في المهام: التركيز على مهمة واحدة في كل مرة
التعدد في المهام قد يبدو وكأنه وسيلة لتحسين الإنتاجية، ولكنه في الواقع يؤدي إلى تشتت الانتباه ويفقد الشخص قدرته على التركيز بشكل كامل. الأشخاص الناجحون يتجنبون هذه العادة ويحرصون على التركيز على مهمة واحدة فقط في كل مرة.
على سبيل المثال، “إيلون ماسك”، الرئيس التنفيذي لشركة “تسلا” و”سبايس إكس”، معروف بتركيزه العميق على مشروع واحد في كل مرة. بدلاً من تشتيت انتباهه بين عدة مهام، يركز على المهمة الحالية حتى ينجزها بشكل كامل، ثم ينتقل إلى المهمة التالية.
الخلاصة
إن إنتاجية الأشخاص الناجحين لا تأتي بالصدفة، بل هي نتيجة سلسلة من العادات المدروسة التي تجعلهم قادرين على التعامل مع تحديات الحياة والعمل بفعالية أكبر. هذه العادات ليست معقدة، بل هي مجموعة من الممارسات اليومية التي يمكن لأي شخص تبنيها لتحسين إنتاجيته الشخصية والمهنية. من الاستيقاظ المبكر إلى التركيز على صحة الجسم والعقل، يمكن لأي شخص اتباع هذه العادات للوصول إلى أعلى مستويات الإنتاجية.
