6 حركات حاول أن تتجنبها خلال مقابلة العمل
تعتبر مقابلة العمل من أبرز الخطوات التي يتعين على المتقدمين للوظائف أن يجتازوها بنجاح، حيث تمثل فرصة حقيقية لإظهار المهارات والكفاءات التي يمتلكها الفرد. وقد تكون تلك المقابلة بمثابة نقطة فاصلة بين الحصول على الوظيفة أو فقدانها. ومع أهمية الاستعداد الجيد للمقابلة، لا بد من الأخذ في الاعتبار أن هناك بعض الحركات والسلوكيات التي قد تعكس صورة سلبية عن الشخص المتقدم، مما يقلل من فرصه في الحصول على الوظيفة، حتى وإن كان يمتلك المؤهلات المناسبة. في هذا المقال، سنتناول بعض الحركات التي يُنصح بتجنبها أثناء مقابلة العمل.
1. التصرف بتوتر مفرط أو التلعثم في الحديث
من أبرز الحركات التي قد تُظهر عدم الاستعداد للمقابلة هي التوتر المفرط. في معظم الحالات، من الطبيعي أن يشعر المتقدمون بشيء من القلق أثناء مقابلة العمل، ولكن هذا التوتر يجب أن يكون في حدوده المقبولة. التوتر الزائد قد يظهر في شكل تلعثم في الكلام، أو نبرة صوت غير مستقرة، أو حتى تصرفات جسدية تُظهر التردد مثل اللعب بالأصابع أو تحريك القدمين بسرعة. كل هذه السلوكيات قد تؤثر سلبًا على انطباع المحاورين عنك، حيث قد يُفهم منها أنك غير واثق في نفسك أو أن لديك صعوبة في التواصل بفعالية.
لتجنب هذا، يُنصح بأن تأخذ لحظة للاسترخاء قبل بدء المقابلة. حاول أن تستجمع أفكارك وتنظم تنفسك، فهذا سيجعلك تشعر بمزيد من الثقة ويساعدك على التفكير بوضوح. من المفيد أيضًا التدرب على الإجابة على بعض الأسئلة الشائعة في المقابلات، حتى تتمكن من تقليل التوتر الناجم عن التفكير المفاجئ أو الخوف من الأسئلة غير المتوقعة.
2. عدم الحفاظ على لغة جسد إيجابية
لغة الجسد تعد أحد العوامل المؤثرة بشكل كبير على نجاح المقابلة. إذا كنت تجلس بطريقة متراخية أو تظهر علامات من اللامبالاة، فإن هذا سيعكس عدم اهتمامك أو حماسك تجاه الوظيفة. على سبيل المثال، إغلاق ذراعيك أو التحديق في الأرض قد يُفهم على أنه نوع من الانغلاق أو عدم الراحة. من ناحية أخرى، المبالغة في الحركات أو التصرفات المفرطة قد تُظهر لك مظهرًا غير طبيعي وتلفت الانتباه بطريقة غير إيجابية.
لذا من الضروري الحفاظ على لغة جسد متوازنة تعكس الاهتمام والاحترام. تأكد من الجلوس بشكل مستقيم، وابقَ على اتصال بصري مع المحاورين بشكل منتظم ولكن دون المبالغة. كما يُنصح باستخدام الإيماءات المعتدلة لتوضيح نقاطك عند الحديث، مما يعزز انطباعك الإيجابي عن الشخص الذي يحاورك.
3. التحدث بشكل سلبي عن الوظائف السابقة أو الزملاء
في بعض الحالات، قد يُسأل المتقدم عن سبب تركه للوظائف السابقة. في هذه الحالة، يجب تجنب التحدث بشكل سلبي عن أصحاب العمل السابقين أو الزملاء. قد يعتقد البعض أن الإشارة إلى أسباب ترك الوظيفة تكون بمثابة فرصة للحديث عن المشاكل التي واجهوها، لكن هذه الملاحظات السلبية قد تضر بصورة المتقدم، حيث يظهر ذلك عدم احترام أو تقدير للآخرين. علاوة على ذلك، فإن التركيز على السلبيات قد يُفسر على أنه نوع من العجز في التعامل مع المواقف الصعبة.
أفضل استراتيجية هنا هي التركيز على جوانب التجربة التي تعلمتها وكيف ساعدتك في تطوير مهاراتك. يمكنك أن تذكر ببساطة أن القرار كان ناتجًا عن رغبتك في البحث عن فرص جديدة للتطور المهني أو تحقيق أهداف معينة، دون الحاجة إلى الخوض في تفاصيل سلبية حول الوظائف السابقة.
4. التشتت أو استخدام الهاتف المحمول أثناء المقابلة
من أكثر التصرفات التي قد تزعج المحاور وتُعطي انطباعًا سلبيًا هي استخدام الهاتف المحمول خلال المقابلة. حتى وإن كان لديك سبب طارئ، فإن النظر في الهاتف أو الرد على مكالمة قد يُعتبر علامة على عدم احترام للوقت والفرصة التي تم منحها لك. هذه الحركة قد تُعطي انطباعًا بأنك غير مهتم بالمقابلة أو أن لديك أولويات أخرى أكثر أهمية من الوظيفة التي تقدمت لها.
لتجنب هذا، من الأفضل إغلاق هاتفك المحمول أو وضعه على وضع “الصامت” قبل دخول المقابلة. بهذه الطريقة، تبين أنك ملتزم تمامًا باللحظة الحالية، مما يعكس احترامك للوقت والمجهود الذي بذله المحاور في ترتيب المقابلة.
5. الإفراط في الثقة بالنفس أو التفاخر
الثقة بالنفس تُعتبر من أهم الصفات التي يمكن أن تميز المتقدم للوظيفة. لكن، في المقابل، يجب أن يكون هناك توازن دقيق بين الثقة والتفاخر. الحديث عن إنجازاتك بشكل مبالغ فيه أو محاولة إظهار نفسك كأفضل مرشح من خلال تقليل قدرات الآخرين قد يُنقلب ضدك. كما أن محاولة تقليل قيمة الآخرين قد يخلق انطباعًا عنك بأنك غير متواضع أو أنك تفتقر إلى مهارات التواصل الفعّالة.
أفضل طريقة لتجنب هذا هو أن تبرز إنجازاتك بشكل موضوعي ودون مبالغة. اذكر الخبرات التي مررت بها، وأبرز المهارات التي اكتسبتها، ولكن دون أن تظهر بمظهر من يبالغ في قدراته. إذا كانت لديك أمثلة عملية على نجاحاتك، فإن ذلك سيساعد في تقديم صورة حقيقية عن كفاءاتك دون التفاخر.
6. عدم التحضير الجيد للأسئلة المتوقعة
إحدى الأخطاء الشائعة التي قد يرتكبها المتقدمون هي عدم الاستعداد الجيد للأسئلة التي قد تُطرح خلال المقابلة. الأسئلة حول المؤهلات الشخصية، خبرات العمل السابقة، كيفية التعامل مع المواقف الصعبة، والأهداف المهنية هي من بين الأسئلة الشائعة التي يمكن أن تواجهها. عدم التحضير للإجابة على هذه الأسئلة قد يعطي انطباعًا بأنك لم تأخذ المقابلة على محمل الجد أو أنك غير مهتم بالوظيفة.
لذلك من الأفضل التحضير مسبقًا للأسئلة الشائعة، والتدرب على الإجابة عليها بشكل منظم وواضح. كما يمكنك إجراء بحث عن الشركة والوظيفة التي تقدمت لها، بحيث تكون لديك فكرة واضحة عن بيئة العمل وثقافة المؤسسة، وهذا سيمكنك من الرد على الأسئلة بشكل متوافق مع رؤية وأهداف الشركة.
بإجمال، لا تقتصر مقابلة العمل على الإجابة على الأسئلة فحسب، بل هي فرصة لإظهار شخصيتك، مهاراتك، ومدى اهتمامك بالوظيفة. من خلال تجنب الحركات السلبية التي تم ذكرها، يمكنك تحسين فرصك في تقديم صورة مهنية ورائعة عن نفسك.
