6 أشياء يجب أن تتجنّبها لتحقيق يوم عمل ناجح
تحقيق يوم عمل ناجح ليس مجرد نتيجة لعدد الساعات التي تقضيها في المكتب أو أمام الشاشة، بل يتطلب منهجية محددة، وتنظيم جيد، والتفكير الاستراتيجي في كيفية استثمار كل لحظة. لتحقيق النجاح في العمل، يجب أن تتجنب بعض العادات التي قد تؤثر سلباً على إنتاجيتك وتركيزك. في هذا المقال، سنستعرض ستة أشياء يجب أن تتجنبها إذا كنت ترغب في تحقيق يوم عمل مفعم بالإنجاز.
1. تجاهل التخطيط المسبق لليوم
واحدة من أكبر الأخطاء التي يمكن أن تؤثر على نجاح يوم العمل هي عدم التخطيط المسبق. عند بدء يومك بدون خطة واضحة، تزداد احتمالية أن تجد نفسك مشتتاً، مما يؤدي إلى تأخير المهام وعدم القدرة على التركيز على أولوياتك. التخطيط ليومك في صباح اليوم أو حتى في اليوم السابق يمنحك خارطة طريق واضحة للعمل عليها، مما يسهل عليك ترتيب الأولويات، وتحديد الأهداف، وتخصيص الوقت لكل مهمة بشكل فعال.
كيف تتجنب ذلك؟
- خصص 10-15 دقيقة في نهاية كل يوم لمراجعة مهام اليوم التالي.
- استخدم تطبيقات إدارة الوقت مثل “تودويست” أو “تريلو” لترتيب المهام حسب الأولوية.
- حدد ثلاث أولويات رئيسية يجب إنجازها في اليوم.
2. الانشغال بالمهام غير المهمة
أحياناً، ننشغل بالمهام الصغيرة التي لا تساهم بشكل كبير في تحقيق أهدافنا المهنية. هذا قد يشمل الرد على رسائل البريد الإلكتروني غير العاجلة، أو التصفح المستمر لوسائل التواصل الاجتماعي، أو التورط في محادثات غير منتجة. هذه الأنشطة قد تبدو مغرية، لكنها لا تساعدك على إنجاز المهام الرئيسية.
كيف تتجنب ذلك؟
- حدد وقتاً مخصصاً فقط للمهام غير المهمة مثل الرد على البريد الإلكتروني أو تصفح الإنترنت.
- حاول تخصيص فترات زمنية معينة للتعامل مع المهام الصغيرة، بحيث لا تستهلك وقتك بالكامل.
- تعلم قول “لا” للمقترحات والمهام التي تستهلك وقتك دون أن تضيف قيمة حقيقية لعملك.
3. العمل بدون فترات راحة
قد يعتقد البعض أن العمل المستمر طوال اليوم دون أخذ فترات راحة هو الطريق الوحيد لتحقيق الإنتاجية العالية. لكن الدراسات أثبتت أن الدماغ يحتاج إلى فترات راحة قصيرة ليظل منتجاً ومركّزاً. العمل دون انقطاع يسبب الإرهاق العقلي ويؤثر سلباً على الأداء.
كيف تتجنب ذلك؟
- استخدم تقنية “بومودورو” التي تتضمن العمل لمدة 25 دقيقة تليها استراحة لمدة 5 دقائق. بعد أربع جلسات من العمل، خذ استراحة أطول (15-30 دقيقة).
- احرص على التمرن قليلاً أو التحرك أثناء فترات الراحة لتجديد نشاطك.
- لا تترك العمل يتسرب إلى جميع ساعات اليوم، وخصص وقتاً للاستراحة والتجديد الذهني.
4. عدم تحديد حدود واضحة بين العمل والحياة الشخصية
في عصر العمل عن بُعد والتواصل الدائم عبر الهاتف المحمول، يصبح من السهل أن يتداخل العمل مع الحياة الشخصية. هذا يمكن أن يؤدي إلى الإحساس بالإرهاق المستمر وفقدان التوازن بين الحياة العملية والشخصية. عدم وجود حدود واضحة يؤدي إلى زيادة التوتر وفقدان الطاقة.
كيف تتجنب ذلك؟
- حدد أوقاتاً محددة للعمل وأوقاتاً أخرى للراحة.
- احرص على عدم فحص رسائل البريد الإلكتروني أو الرد على المكالمات المتعلقة بالعمل بعد ساعات العمل المحددة.
- عندما تعمل من المنزل، حاول تخصيص مكان مخصص للعمل بعيداً عن المناطق الأخرى في المنزل.
5. عدم إدارة الوقت بشكل جيد
قد تقضي وقتاً طويلاً في التشتت بين المهام أو المحادثات غير الضرورية، مما يعيقك عن إنجاز المهام الهامة. تعد إدارة الوقت أحد العناصر الأساسية التي تحدد مدى نجاح يومك المهني. إذا لم تكن قادرًا على إدارة وقتك بكفاءة، فإن يومك سيكون عبارة عن سلسلة من التأجيلات التي تؤدي إلى تراكم الأعمال.
كيف تتجنب ذلك؟
- استخدم تقنيات مثل تحديد المهام ذات الأولوية (مثل قاعدة 80/20) لتحديد المهام التي تقدم لك أكبر عائد من وقتك.
- تجنب تعدد المهام (Multitasking) لأنه يمكن أن يؤدي إلى نتائج أقل فعالية.
- خصص أوقاتاً محددة لكل مهمة، وحاول الالتزام بتلك الأوقات قدر الإمكان.
6. التفاعل مع كل إشعار وكل مكالمة هاتفية
في عالمنا المعاصر، يتعرض الجميع للكثير من الإشعارات: رسائل نصية، إشعارات بريد إلكتروني، مكالمات هاتفية، ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي. كل إشعار يشد انتباهك ويقطع تركيزك. الرد السريع على كل إشعار أو مكالمة قد يعطل سير العمل ويجعل من الصعب إنجاز المهام المهمة في الوقت المحدد.
كيف تتجنب ذلك؟
- قم بتخصيص فترات زمنية محددة للرد على الإشعارات (مثلاً، في بداية اليوم أو بعد فترة العمل المكثف).
- استخدم وضع “عدم الإزعاج” على هاتفك أثناء العمل.
- قم بإيقاف تشغيل الإشعارات غير المهمة على التطبيقات التي لا تتطلب اهتمامك الفوري.
خلاصة
من أجل تحقيق يوم عمل ناجح، يتطلب الأمر أكثر من مجرد حثّ النفس على العمل الجاد. يتطلب الأمر أيضاً معرفة الأشياء التي يجب تجنبها والابتعاد عن العادات التي تؤثر سلباً على إنتاجيتك. من خلال تجنب تجاهل التخطيط، والانشغال بالمهام غير المهمة، والإرهاق دون فترات راحة، وعدم إدارة الوقت بشكل صحيح، والتفاعل المستمر مع الإشعارات، يمكن أن تحقق تقدماً ملحوظاً في عملك وتحقيق نتائج أفضل. الأمر كله يتعلق بتوجيه انتباهك وطاقتك إلى ما هو مهم حقًا، والعمل على تحقيق التوازن في حياتك المهنية والشخصية.