6 سلوكيات خاطئة تزيد من وزنك في العمل
تعتبر بيئة العمل الحديثة مليئة بالتحديات، ويواجه العديد من الأشخاص صعوبة في الحفاظ على وزن صحي بسبب عوامل متعددة مثل ضغوط العمل، الروتين اليومي، توافر الأطعمة غير الصحية، وقلة الحركة. لكن، هناك بعض السلوكيات الخاطئة التي يمكن أن تزيد من الوزن بشكل غير ملحوظ على المدى الطويل. هذا المقال يستعرض تلك السلوكيات ويسلط الضوء على كيفية تجنبها لتحقيق صحة أفضل وشكل جسم مثالي.
1. الجلوس لفترات طويلة دون حركة
إن الجلوس لفترات طويلة دون حركة من أكثر العوامل التي تساهم في زيادة الوزن. يعتقد الكثير من الأشخاص أن العمل المكتبي لا يتطلب أي جهد بدني، ولكن الحقيقة هي أن ساعات العمل الطويلة التي تقضيها في الجلوس يمكن أن تؤدي إلى انخفاض في معدلات حرق السعرات الحرارية.
خلال العمل، إذا بقيت في نفس الوضعية لفترات طويلة، فإن ذلك يؤثر سلبًا على التمثيل الغذائي في جسمك، مما يقلل من فعالية حرق الدهون. إضافة إلى ذلك، تؤدي قلة الحركة إلى زيادة تخزين الدهون في الجسم وتقلل من قدرة الجسم على حرقها.
الحل بسيط: حاول أن تقوم بفترات راحة قصيرة كل 30-45 دقيقة. قم بالوقوف، تحرك قليلاً، أو امشي في المكتب لفترة قصيرة. يمكنك أيضًا استخدام مكتب يقف فيه الشخص أثناء العمل (standing desk)، مما يساعد في تقليل عدد ساعات الجلوس.
2. تناول الوجبات الخفيفة غير الصحية
العديد من الأشخاص في بيئة العمل يتناولون الوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسية، سواء كانت بسبب التوتر، أو الشعور بالملل، أو ببساطة لأنها متاحة بسهولة في المكتب. لكن غالباً ما تكون هذه الوجبات مليئة بالسكريات المكررة، الدهون المشبعة، والأطعمة المصنعة التي تساهم في زيادة الوزن.
تعتبر الحلويات، المشروبات الغازية، وأطعمة مثل البطاطس المقلية من الأطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية فارغة، مما يعني أنها تمنحك طاقة مؤقتة لكنها لا توفر أي قيمة غذائية حقيقية. لذا، فإن تناول هذه الأطعمة بشكل مستمر يمكن أن يؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم وزيادة الوزن.
لتجنب هذه المشكلة، حاول استبدال الوجبات الخفيفة غير الصحية بأطعمة صحية مثل الفواكه، المكسرات غير المملحة، الزبادي قليل الدسم، أو الخضروات الطازجة. هذه الخيارات لن تؤدي فقط إلى تقليل السعرات الحرارية التي تدخل إلى جسمك، بل ستساعد أيضًا في تحسين صحتك العامة.
3. تناول الطعام أثناء العمل
الكثير من الأشخاص في بيئة العمل يتناولون الطعام أثناء عملهم. قد يكون هذا بسبب ضيق الوقت أو رغبتهم في إنهاء المهام بسرعة. ولكن هذا السلوك يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام لأن الجسم لا يعطينا إشارات كافية عندما نكون مشغولين في العمل، مما يؤدي إلى تناول كميات أكبر دون أن نلاحظ.
أحيانًا، يأخذ الشخص لقمة هنا ولقمة هناك، ويجد نفسه قد تناول وجبة كاملة في نهاية اليوم دون أن يلاحظ ذلك. هذا يؤدي إلى زيادة استهلاك السعرات الحرارية وبالتالي زيادة الوزن.
من الأفضل أن تخصص وقتًا معينًا لتناول الطعام بعيدًا عن شاشة الكمبيوتر أو الهاتف. تناول الطعام بوعي يعني أن جسمك سيشعر بالشبع في وقت مبكر، مما يساعد في تقليل الكميات التي تتناولها.
4. الاعتماد على مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية
قد يعاني بعض الأشخاص في بيئة العمل من الإرهاق المستمر ويبحثون عن وسائل لتحفيز طاقتهم، لذا قد يتوجهون إلى مشروبات الطاقة أو المشروبات الغازية التي تحتوي على كميات ضخمة من السكر والكافيين. بينما قد توفر هذه المشروبات دفعة مؤقتة من الطاقة، إلا أنها تحتوي أيضًا على كميات هائلة من السعرات الحرارية الفارغة، مما يزيد من فرص زيادة الوزن.
بالإضافة إلى السكر الزائد، يمكن أن تؤدي المشروبات الغازية إلى زيادة مستويات الأنسولين في الجسم، مما يعزز تخزين الدهون. كما أن مشروبات الطاقة تحتوي على كميات عالية من الكافيين التي قد تسبب في النهاية اضطرابات في النوم، مما يعزز السلوكيات الغذائية غير الصحية في اليوم التالي.
من الأفضل استبدال هذه المشروبات بالماء، أو تناول مشروبات خفيفة مثل الشاي الأخضر أو العصائر الطبيعية التي تحتوي على سكريات طبيعية وأقل سعرات حرارية.
5. عدم التخطيط للوجبات
غالبًا ما يحدث أن يمر يوم العمل بسرعة دون أن نتذكر التخطيط للوجبات بشكل صحيح. في هذه الحالة، قد تلجأ إلى الطعام السريع غير الصحي، سواء كان طلب طعام من الخارج أو شراء الوجبات السريعة من المحلات القريبة. هذا يؤدي إلى استهلاك أطعمة عالية الدهون والسعرات الحرارية التي لا تعطي الجسم العناصر الغذائية اللازمة، مما يؤدي إلى زيادة الوزن.
للتغلب على هذا السلوك، يُنصح بالتخطيط للوجبات مسبقًا. جهز وجباتك بشكل صحي في المنزل وأخذها معك إلى العمل. يمكن أن تشمل هذه الوجبات البروتينات الخفيفة مثل الدجاج المشوي أو التونة، الخضروات الطازجة، والحبوب الكاملة. إذا كنت تقوم بتناول وجبات جاهزة، حاول أن تختار الخيارات الصحية المتاحة، مثل السلطات أو السندويشات المصنوعة من الحبوب الكاملة.
6. الضغط النفسي واللجوء إلى الطعام العاطفي
يعد الضغط النفسي أحد العوامل الرئيسة التي تؤدي إلى زيادة الوزن. عندما يكون الشخص تحت ضغط العمل، قد يلجأ إلى الطعام كوسيلة للتهدئة أو الهروب من التوتر. هذه السلوكيات المعروفة بـ”الأكل العاطفي” تؤدي إلى تناول كميات كبيرة من الطعام حتى دون الشعور بالجوع الفعلي.
الأكل العاطفي ليس مجرد تناول الطعام كوسيلة للتعامل مع التوتر، بل يمكن أن يصبح عادة متكررة تؤدي إلى زيادة الوزن بشكل مستمر. هذا بسبب تفضيل الأطعمة الغنية بالسكريات أو الدهون العالية، والتي تعمل على تعزيز الشعور المؤقت بالراحة، لكنها تساهم في تراكم الدهون في الجسم.
من أجل التحكم في هذه السلوكيات، من المهم تعلم كيفية إدارة الضغط النفسي بطرق صحية، مثل ممارسة الرياضة، التأمل، أو حتى أخذ فترات استراحة قصيرة للابتعاد عن بيئة العمل المشحونة. هذه الطرق يمكن أن تساعد في تقليل الرغبة في اللجوء إلى الطعام كوسيلة للتعامل مع مشاعر القلق أو التوتر.
الخاتمة
تعتبر بيئة العمل من العوامل المؤثرة في أسلوب حياتنا وتؤثر بشكل كبير على عاداتنا الغذائية وحركة أجسامنا. من خلال الانتباه إلى السلوكيات التي تميل إلى زيادة الوزن، يمكننا اتخاذ خطوات لتحسين صحتنا الجسدية والنفسية في العمل. يتيح التوازن بين الجهد العقلي والجسدي وإدراك العادات الغذائية السليمة فرصة لتقليل تأثير بيئة العمل على صحتنا وزيادة رفاهيتنا بشكل عام.
