6 خطوات لكتابة غايات التعلم
تُعد غايات التعلم أحد الأعمدة الأساسية في عملية التعليم والتعلم الفعّال. هذه الغايات توفر للطلاب وللمعلمين إطاراً واضحاً يحدد ما يجب تحقيقه في نهاية تجربة التعلم. إن وضوح الأهداف يساهم في توجيه الطلاب نحو نتائج تعليمية محددة، ويمنحهم الشعور بالاتجاه والتركيز. ومن جهة أخرى، يساعد المعلم في تحديد الأساليب والاستراتيجيات التعليمية المناسبة لضمان تحقيق هذه الأهداف. في هذا المقال، سنستعرض ست خطوات أساسية لكتابة غايات التعلم بشكل فعّال، مع التركيز على كل خطوة من أجل ضمان أن الغايات تكون شاملة، قابلة للقياس، وواضحة.
1. تحديد النتيجة النهائية المتوقعة
الخطوة الأولى في كتابة غايات التعلم هي تحديد النتيجة النهائية التي يرغب المعلم في أن يحققها الطلاب بعد إتمام التعلم. في هذه المرحلة، يجب أن تكون النتيجة واضحة ومحددة، بحيث يمكن للطلاب أن يفهموا تماماً ما المتوقع منهم. من المهم أن تكون النتيجة قابلة للقياس، بحيث يمكن تحديد ما إذا تم الوصول إليها أم لا.
تتضمن النتيجة النهائية تحديد المهارات أو المفاهيم التي يجب على الطلاب اكتسابها. على سبيل المثال، بدلاً من قول “سيكون الطلاب قادرين على فهم التاريخ”، يمكن أن تُكتب الغاية بشكل أكثر تحديداً: “سيكون الطلاب قادرين على تحليل تأثير الثورة الفرنسية على تطور الأنظمة السياسية في أوروبا”.
يجب أن تكون هذه النتائج قابلة للتحقيق ضمن الإطار الزمني للدرس أو الوحدة التعليمية، ويجب أن تراعي احتياجات الطلاب المختلفة وتراعي مستوى المعرفة الذي يمتلكه الطلاب قبل بداية الدرس.
2. استخدام أفعال قابلة للقياس
في كتابة غايات التعلم، من المهم استخدام أفعال دقيقة وقابلة للقياس. الأفعال يجب أن تكون واضحة، بحيث يستطيع المعلم والطلاب قياس التقدم الذي تم إحرازه نحو تحقيق الغاية. على سبيل المثال، يمكن استخدام أفعال مثل “تحليل”، “مقارنة”، “وصف”، “ترتيب”، “تطبيق”، “حل” وغيرها من الأفعال التي تحدد السلوكيات التي يجب على الطلاب أن يظهرواها.
على سبيل المثال، إذا كانت الغاية هي “تعلم القواعد النحوية للغة الإنجليزية”، فإن الفعل يجب أن يكون قابلاً للقياس مثل: “سيكون الطلاب قادرين على استخدام قواعد اللغة الإنجليزية لتكوين جمل صحيحة”.
3. التأكد من أن الغايات واضحة ومفهومة
عند كتابة غايات التعلم، يجب أن تكون الغاية بسيطة وواضحة للطلاب والمعلمين على حد سواء. يجب أن تكون الغايات مكتوبة بلغة مألوفة وسهلة الفهم، دون تعقيد أو غموض. إذا كانت الغاية غير واضحة، فمن الصعب على الطلاب معرفة ما يُتوقع منهم تحقيقه، وهذا قد يؤثر سلباً على حافزهم ويزيد من صعوبة عملية التعلم.
على سبيل المثال، بدلاً من استخدام تعبير غامض مثل “تحسين مهارات الكتابة”، يمكن تحديد الغاية بشكل أكثر دقة: “سيكون الطلاب قادرين على كتابة مقالة تحتوي على مقدمة، جسم، وخاتمة واضحة مع اتباع القواعد اللغوية الصحيحة”.
4. مراعاة تنوع أساليب التعلم
من المهم أن تكون غايات التعلم مرنة بما يكفي لاستيعاب أساليب التعلم المختلفة التي يفضلها الطلاب. يختلف كل طالب في الطريقة التي يتعلم بها، ولذلك يجب أن تشمل الغايات مجموعة متنوعة من الأفعال والأنشطة التي تتيح لكل طالب فرصاً للتعلم وفقاً لأسلوبه الشخصي.
على سبيل المثال، في حالة تدريس مادة علمية، قد تكون الغايات متنوعة، مثل “إجراء التجارب العلمية” أو “مناقشة الفرضيات”. هذا يتيح للطلاب الذين يتعلمون بشكل عملي إجراء التجارب بأنفسهم، بينما الطلاب الذين يفضلون التفاعل النظري يمكنهم الانخراط في مناقشات حول الفرضيات والنظريات.
5. مواكبة مستوى الطلاب
يجب أن تكون غايات التعلم متوافقة مع مستوى معرفة الطلاب وقدراتهم الحالية. فإذا كانت الغايات تفوق قدرة الطلاب على الفهم أو التطبيق، فقد يكون ذلك محبطاً لهم، مما يؤدي إلى نتائج سلبية في تعلمهم. من جهة أخرى، إذا كانت الغايات أقل من مستوى الطلاب، فقد يؤدي ذلك إلى قلة التحدي وفقدان الحافز.
عند كتابة غايات التعلم، يجب تحديد المهارات والمعارف التي يجب أن يمتلكها الطلاب في نهاية الدرس أو الوحدة. ينبغي أن تكون الغايات متوازنة بحيث تكون تحدياً حقيقياً للطلاب، وفي الوقت ذاته قابلة للتحقيق.
على سبيل المثال، في درس رياضيات لطلاب في المرحلة الابتدائية، قد تكون الغاية “القدرة على جمع الأعداد حتى 100″، بينما في مرحلة تعليمية متقدمة، قد تكون الغاية “القدرة على حل المعادلات الجبرية ذات المتغيرات المتعددة”.
6. إضافة معايير تقييم واضحة
أخيراً، يجب أن تحتوي غايات التعلم على معايير تقييم واضحة، لكي يعرف الطلاب ما يتعين عليهم القيام به للحصول على تقييم إيجابي. تحديد معايير التقييم يساهم في تحسين الشفافية بين المعلم والطلاب، مما يساعد الطلاب على فهم كيف سيتم قياس تقدمهم وأدائهم.
يمكن تضمين معايير التقييم في الغاية من خلال تضمين معايير الجودة أو المعايير التي يجب أن يحققها الطلاب في إنجازاتهم. على سبيل المثال، إذا كانت غاية التعلم هي “كتابة تقرير علمي”، يمكن أن تشمل المعايير: “محتوى التقرير يحتوي على معلومات دقيقة، وموثوقة، ويجب أن يكون التقرير مكتوباً بلغة علمية سليمة”.
الخلاصة
كتابة غايات التعلم بطريقة منهجية وواضحة هي عملية أساسية لنجاح عملية التعلم. إن غايات التعلم تشكل الإطار الذي يحدد اتجاهات الطلاب وتوجهاتهم نحو تحقيق الأهداف الأكاديمية. باتباع الخطوات الست التي تم استعراضها، يستطيع المعلمون تطوير غايات تعلم دقيقة، قابلة للقياس، وواضحة للطلاب، مما يسهل عملية التقييم والمتابعة، ويحقق أفضل النتائج التعليمية.
