6 حركات جسد احرص على تأديتها خلال مقابلة العمل
تُعد مقابلة العمل واحدة من أهم الفترات في حياة أي شخص يسعى لتحقيق تقدم في مسيرته المهنية. سواء كنت مرشحًا لمنصب جديد أو تسعى للانضمام إلى شركة مرموقة، فإن الانطباع الأول يلعب دورًا حاسمًا في تقييمك. لا تقتصر أهمية المقابلة على الأجوبة التي تقدمها، بل تمتد لتشمل لغة الجسد التي تساهم بشكل كبير في تكوين رأي أولي حول شخصيتك وطريقة تعاملك مع الآخرين. من خلال هذه المقالة، سوف نستعرض أبرز 6 حركات جسد يجب أن تحرص على تأديتها خلال مقابلة العمل لتعزيز فرص نجاحك في الحصول على الوظيفة.
1. الجلوس بثقة واعتدال
من أولى الحركات التي تلفت انتباه المحاور هي طريقة جلوسك أثناء المقابلة. يُعتبر الجلوس بشكل غير صحيح أو منحني مؤشرًا على عدم الراحة أو قلة الثقة بالنفس. ولذلك، يجب أن تحرص على الجلوس بشكل مستقيم مع الحفاظ على وضعية جسم معتدلة. اجعل ظهرك مستقيماً وكتفيك إلى الوراء، ولا تفرط في التراخي أو إظهار الكسل. هذا لا يعني أن تكون متصلبًا بشكل مبالغ فيه، ولكن تأكد من أن حركاتك الجسدية تشير إلى أنك واثق في نفسك ومرتاح في البيئة التي تجري فيها المقابلة.
2. الاتصال بالعين
يُعد الاتصال بالعين أحد أقوى أدوات التواصل غير اللفظي. من خلاله، يمكن للمحاور أن يتعرف على مدى صدقك وثقتك. عدم الحفاظ على الاتصال بالعين قد يعطي انطباعًا عنك بأنك شخص غير صريح أو تفتقر إلى الثقة بالنفس، بينما الحفاظ على الاتصال البصري المباشر يعكس انفتاحك واهتمامك بما يقوله الآخرون. ومع ذلك، يجب أن تحرص على ألا يكون اتصال العين بشكل مفرط، لأن ذلك قد يُعتبر تحديًا أو تجاوزًا لحدود الراحة الشخصية. حافظ على التوازن، بحيث تكون نظراتك دافئة ومباشرة ولكن دون مبالغة.
3. الإيماءات اليدوية المعتدلة
استخدام اليدين أثناء الحديث يمكن أن يعزز من قوتك في التعبير عن أفكارك. فعندما تستخدم يديك بطريقة معتدلة ومدروسة، فإن ذلك يضفي حيوية على حديثك ويُظهر أنك متحمس لما تقوله. لكن يجب أن تكون حريصًا على أن لا تكون حركات يديك مبالغًا فيها أو غير متناسقة مع الحديث. الإيماءات يجب أن تقتصر على التأكيد على ما تقول، ولكن تجنب الأفعال التي قد تبدو مزعجة أو مشتتة، مثل فرك يديك أو إظهار حركات عصبية. اجعل يديك مريحة على الطاولة أو على جانبيك، وإذا قمت باستخدامهما، فلتكن الإيماءات منسجمة مع كلامك، مثل رفع اليد لتوضيح نقطة أو توجيه إصبعك بلطف لشرح فكرة.
4. الابتسامة الطبيعية
الابتسامة الطبيعية تعتبر من أهم العناصر التي تساهم في خلق انطباع إيجابي لدى المحاور. لا يقتصر الأمر على التعبير عن سعادة أو استرخاء فحسب، بل تُعد الابتسامة وسيلة فعّالة لتقليل حدة التوتر. قد تشعر بالقلق في بداية المقابلة، لكن من خلال ابتسامة صادقة يمكنك أن تجعل الجو أكثر ودية وتخفف من حدة التوتر. تأكد من أن الابتسامة تظهر بشكل طبيعي ولا تكون مصطنعة أو مبالغ فيها، بل تقتصر على إبراز أسنانك بشكل بسيط دون إظهار توتر في وجهك.
5. التفاعل الجسدي مع الحديث
يجب أن تكون حركاتك الجسدية متوافقة مع المحادثة التي تجريها. هذا يعني أن عليك أن تُظهر أنك مهتم بما يقوله المحاور من خلال هز رأسك بشكل معتدل أو الاقتراب قليلاً عند النقاط التي تجدها مثيرة للاهتمام. تجنب أن تكون ثابتًا تمامًا أثناء المقابلة؛ الحركة الجسدية الصغيرة مثل تحريك رأسك أو تعديل وضعيك تشير إلى أنك متفاعل مع النقاش ومهتم بالموضوعات المطروحة. لكن احذر من المبالغة في هذه الحركات حتى لا تُظهر تشتيتًا أو قلة صبر.
6. التنفس بعمق والتحكم في التوتر
أثناء المقابلة، لا تقتصر أهمية لغة الجسد على الحركات الظاهرة فحسب، بل تشمل أيضًا كيفية التحكم في مشاعرك الداخلية. من الطبيعي أن تشعر بالتوتر، ولكن كيف تتعامل مع هذا التوتر يُظهر الكثير عن شخصيتك. حاول أخذ أنفاس عميقة وهادئة قبل بدء المقابلة وأثناءها إذا شعرت بالتوتر. تنفس ببطء وبشكل منتظم لتجنب ظهور علامات القلق مثل التنفس السريع أو اليدين الباردة التي قد تشير إلى شعورك بعدم الراحة. التنفس العميق يساعدك على الحفاظ على هدوئك والظهور بمظهر أكثر توازنًا وثقة.
الخاتمة
إلى جانب تحضيرك لأجوبة مقنعة خلال مقابلة العمل، تلعب حركات جسدك دورًا كبيرًا في التأثير على الانطباع الذي تتركه في ذهن المحاور. من خلال الجلوس بثقة، الحفاظ على الاتصال بالعين، استخدام الإيماءات اليدوية المعتدلة، الابتسامة الطبيعية، التفاعل الجسدي مع الحديث، والتحكم في التنفس، يمكن أن تعزز فرص نجاحك بشكل كبير. في النهاية، يتعين عليك أن تكون صريحًا وطبيعيًا في تعبيراتك الجسدية، حيث أن التوازن بين الثقة والراحة هو ما سيجعل المقابلة تسير بسلاسة واحترافية.
