مشاهير الكيميائيين العرب المعاصرين
تعتبر الكيمياء من العلوم الأساسية التي تسهم بشكل كبير في تطوير المجتمعات، سواء من خلال اكتشافات جديدة أو تطوير التقنيات التي تخدم الإنسان في مختلف المجالات. في العالم العربي، يُعتبر العديد من الكيميائيين المعاصرين من رواد هذا المجال، الذين استطاعوا أن يحققوا إنجازات هامة على المستويين العلمي والدولي. من خلال هذا المقال، سنلقي الضوء على بعض من أبرز هذه الشخصيات في مجال الكيمياء، مسلطين الضوء على إنجازاتهم وأثرهم في هذا العلم.
1. د. أحمد زويل
يُعد الدكتور أحمد زويل، الذي وُلد في مصر في 26 فبراير 1946، من أبرز العلماء العرب في مجال الكيمياء، وقد حصل على جائزة نوبل في الكيمياء لعام 1999. يعد زويل رائدًا في مجال الكيمياء الفيمتوثانية، حيث استطاع من خلال تقنياته المتقدمة أن يقيس التفاعلات الكيميائية في زمن قدره أقل من مليون مليار جزء من الثانية. أُطلق عليه لقب “أب الكيمياء الفيمتوثانية” بعد أن قدم اختراعه في قياس حركة الجزيئات باستخدام الليزر. على الرغم من أنه قضى معظم حياته المهنية في الولايات المتحدة، إلا أن زويل كان يولي اهتمامًا خاصًا بالتعليم في مصر، حيث أسس “مركز أحمد زويل للعلوم والتكنولوجيا” في مدينة 6 أكتوبر.
إنجازات زويل العلمية لا تقتصر فقط على اختراعاته في مجال الكيمياء، بل أيضًا في تحفيز الشباب العربي على الإبداع والابتكار في مجالات العلوم والتكنولوجيا. يعتبر زويل بمثابة نموذج يُحتذى به في السعي وراء تحقيق التميز الأكاديمي والتفوق العلمي.
2. د. فاروق الباز
على الرغم من أن الدكتور فاروق الباز يُعرف بإنجازاته في مجال الفضاء والجيولوجيا، إلا أنه قد قدم إسهامات كبيرة في مجال الكيمياء، خاصة في تطبيقات علوم الكيمياء الأرضية. وُلد الباز في مصر في 2 يناير 1938، وكان له دور محوري في برنامج الفضاء الأمريكي، حيث عمل مع وكالة ناسا، وشارك في العديد من المشاريع العلمية المهمة. في مجال الكيمياء، قام الباز بتطوير تقنيات لتحليل عينات التربة والمركبات الكيميائية من الفضاء، بالإضافة إلى تطوير تقنيات للتعرف على المعادن والمركبات الكيميائية التي تتواجد على سطح القمر.
إسهاماته في مجال الكيمياء الدقيقة أدت إلى تطور كبير في فهم المواد الكيميائية التي يمكن أن تدعم الحياة على كواكب أخرى، وهو ما يُعد حجر الزاوية للبحث في علوم الفضاء والكيمياء في المستقبل.
3. د. ممدوح مراد
أستاذ الكيمياء في جامعة القاهرة، الدكتور ممدوح مراد هو واحد من الأسماء البارزة في مجال الكيمياء التحليلية في العالم العربي. وُلد في مصر، وقد تخصص في دراسة الكيمياء العضوية، وكان له إسهام بارز في تطوير العديد من التقنيات التحليلية الحديثة التي تُستخدم في تشخيص الأمراض. عمل مراد أيضًا على العديد من المشاريع التي تستهدف حماية البيئة، وتحديد المواد الكيميائية الملوثة في المياه والتربة. كما أن له العديد من الأبحاث التي تناولت طرقًا مبتكرة لتقليل التلوث الكيميائي في مختلف الصناعات.
4. د. نجوى كمال
تُعد الدكتورة نجوى كمال من أبرز الكيميائيين في مجال الكيمياء البيئية في مصر. تعمل كأستاذة في قسم الكيمياء بجامعة القاهرة، وقد أثرت بشكل كبير في تطوير الكيمياء البيئية في العالم العربي. اشتُهرت ببحثها في معالجة مياه الصرف الصحي واستخدام المواد الكيميائية الطبيعية في تنقية المياه. تهدف أبحاثها إلى استخدام حلول كيميائية فعّالة ومستدامة لتحسين البيئة وتوفير مياه نظيفة في المناطق التي تعاني من نقص المياه العذبة.
إن ما تميز به عمل الدكتورة كمال هو تركيزها على الأبحاث التطبيقية التي تسهم في حل المشكلات البيئية الملحة التي يعاني منها الكثير من البلدان العربية. لها العديد من المؤلفات العلمية في هذا المجال، إضافة إلى مشاركتها في العديد من المؤتمرات الدولية في الكيمياء البيئية.
5. د. حنان صابر
تُعد الدكتورة حنان صابر، أستاذة الكيمياء بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (KAUST) في المملكة العربية السعودية، من أبرز العلماء في مجال الكيمياء العضوية. حازت على عدة جوائز تقديرية بفضل أبحاثها في مجال تطوير المواد الكيميائية والبوليمرات القابلة للتحلل البيولوجي. كما كانت أحد الباحثين الرئيسيين في مشروع طموح لتطوير مواد جديدة يمكن استخدامها في الطاقة المتجددة مثل البطاريات القابلة لإعادة الشحن. استطاعت أن تفتح آفاقًا جديدة في فهم كيفية تأثير المواد الكيميائية على البيئات الطبيعية وكيفية إيجاد بدائل أكثر أمانًا وفعالية للمواد الكيميائية المستخدمة في الصناعة.
6. د. سعيد بن عبد الله
يُعتبر الدكتور سعيد بن عبد الله من الخبراء البارزين في مجال الكيمياء الصناعية. وُلد في المملكة العربية السعودية، واهتم بشكل خاص بتطوير عمليات التصنيع الكيميائي التي تقلل من استهلاك الموارد الطبيعية وتحسن كفاءة الإنتاج. عمل الدكتور سعيد على عدة مشاريع تتعلق بالكيمياء الخضراء، وهي مجموعة من المبادئ التي تهدف إلى تطوير عمليات تصنيع تكون صديقة للبيئة وتستخدم مواد أولية أقل ضررًا. كما له إسهامات كبيرة في مجال تحسين إنتاج البتروكيماويات، التي تُعد من أكثر الصناعات أهمية في العالم العربي.
7. د. عصام بهاء
يُعتبر الدكتور عصام بهاء، من الكيميائيين البارزين في مجال الكيمياء الطبية والدوائية. وُلد في لبنان، وهو متخصص في دراسة تأثيرات المركبات الكيميائية على الصحة البشرية. عمل على تطوير أدوية جديدة لعلاج الأمراض المستعصية مثل السرطان والأمراض التنكسية العصبية. إضافة إلى أبحاثه في تطوير الأدوية، يساهم بهاء أيضًا في تحسين تقنيات التحليل الكيميائي للأدوية والعقاقير، بما يسهم في ضمان جودتها وفعاليتها في علاج الأمراض.
8. د. ميسون يحيى
الدكتورة ميسون يحيى، الكيميائية الأردنية المتخصصة في علوم المواد، قد أثبتت مكانتها البارزة في مجال البحث العلمي. شغلت منصب أستاذة في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، وركزت أبحاثها على تكنولوجيا النانو وتطبيقاتها في المواد الكيميائية والبيئية. استطاعت أن تُحقق اختراقات في تطوير مواد نانوية يمكن استخدامها في تطبيقات طبية وبيئية، مما جعلها واحدة من العلماء الأكثر تأثيرًا في هذا المجال.
9. د. عبد الله الجبري
يُعد الدكتور عبد الله الجبري أحد العلماء البارزين في مجال الكيمياء الفيزيائية، وهو متخصص في دراسة خواص المواد عند درجات الحرارة العالية. عمل في العديد من الجامعات العربية والدولية، وساهم في تطوير العديد من المواد الجديدة التي يمكن استخدامها في التطبيقات الهندسية والصناعية. تُعتبر أبحاثه في تطوير مواد تستخدم في تقنيات الطاقة النظيفة من أبرز أعماله العلمية.
خلاصة
إن الكيمياء ليست فقط علمًا مدرسيًا يُدرس في الجامعات، بل هي علم حيوي يؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية للمجتمعات. العلماء العرب في مجال الكيمياء ليسوا فقط أكاديميين يتقاسمون المعرفة، بل هم أيضًا رواد في إيجاد حلول عملية لمشاكل العالم المعاصر، سواء من خلال البحث في الطاقة المتجددة أو علاج الأمراض أو تطوير التقنيات البيئية المستدامة.
