5 أشياء لن تتمكن من فعلها على متن الطائرة بعد الآن
شهدت صناعة الطيران تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، سواء من حيث التكنولوجيا، أو الإجراءات الأمنية، أو حتى سياسة شركات الطيران. مع التقدم المستمر في هذا المجال، أصبحت هناك بعض الأنشطة التي كانت شائعة في الماضي، ولكنها أصبحت محظورة أو غير ممكنة على متن الطائرات في الوقت الحالي. السبب وراء هذه التغييرات يعود إلى عدة عوامل، منها تحسين السلامة الجوية، وزيادة الوعي الصحي، فضلاً عن تحسين الراحة العامة للمسافرين.
في هذا المقال، سنستعرض خمس أشياء لن تتمكن من فعلها على متن الطائرة بعد الآن، وهو ما يعكس التغييرات التي شهدها قطاع الطيران وكيفية تأثيرها على تجربة السفر.
1. التدخين على متن الطائرة
كان التدخين مسموحًا به على متن الطائرات في الماضي، حيث كان بإمكان الركاب إشعال سجائرهم خلال الرحلات الطويلة، خاصة في الطائرات القديمة التي كانت مزودة بمناطق مخصصة للتدخين. ومع مرور الوقت، بدأت شركات الطيران في إدخال قيود على التدخين، أولاً بمنع التدخين في بعض الأماكن، ثم حظر التدخين تمامًا في جميع أنحاء الطائرة.
يعود هذا التغيير إلى المخاوف الصحية المتعلقة بتعرض الركاب للتدخين السلبي، بالإضافة إلى التحسينات في أنظمة التهوية التي تجعل الهواء داخل الطائرة أكثر نقاءً وصحة. كما أن التدخين داخل الطائرات يعرضها لمخاطر حريق كبيرة، مما يستدعي ضرورة تطبيق هذا الحظر من أجل السلامة العامة.
اليوم، يُعتبر التدخين على متن الطائرة خرقًا للقوانين الدولية المتعلقة بسلامة الطيران، وأي محاولة للتدخين قد تعرض الركاب للغرامات أو حتى عقوبات قانونية.
2. استخدام الأجهزة الإلكترونية غير المصرح بها
في السابق، كان بإمكان الركاب استخدام الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية الأخرى بحرية على متن الطائرة، لكن هذا الأمر تغير بشكل جذري مع تطور تقنيات الطيران ووعي شركات الطيران بالمخاطر التي قد تترتب على استخدام بعض الأجهزة الإلكترونية أثناء الرحلة.
تُعتبر أجهزة مثل الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية، في حال كانت غير موضوعة في وضع الطيران، من العوامل التي قد تتداخل مع أنظمة الطائرة، مثل أنظمة الاتصال والملاحة. على الرغم من أن الكثير من الطائرات الحديثة تسمح باستخدام الأجهزة الإلكترونية بعد الإقلاع، فإن استخدام الهواتف المحمولة أثناء الرحلة لا يزال محظورًا في معظم الطائرات. هناك أيضًا بعض القوانين التي تحظر استخدام أجهزة معينة، مثل أجهزة الإرسال أو البث، بسبب التأثيرات المحتملة على ترددات الطيران.
في الآونة الأخيرة، بدأت بعض الشركات في تقديم خدمة الإنترنت اللاسلكي على متن الطائرات، مما يسمح للركاب بالبقاء على اتصال مع العالم الخارجي أثناء الرحلة، لكن تظل هناك قيود تتعلق بالاستخدام الآمن للأجهزة الإلكترونية.
3. حمل السوائل بأحجام كبيرة
منذ إدخال الإجراءات الأمنية المشددة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، أصبحت قوانين حمل السوائل على متن الطائرات أكثر صرامة. في الماضي، كان بإمكان الركاب حمل سوائل بأحجام كبيرة، مثل زجاجات المياه أو العطور أو حتى المشروبات الكحولية، دون أي قيود. لكن مع التشديدات الأمنية، فرضت العديد من الدول قيودًا صارمة على حجم السوائل التي يمكن حملها في حقيبة اليد.
اليوم، يُسمح للركاب بحمل السوائل في عبوات لا تتجاوز 100 مل لكل عبوة، وأن تكون هذه العبوات في حقيبة شفافة قابلة للإغلاق. تتسبب هذه القوانين في الكثير من الإزعاج للركاب الذين يضطرون إلى التخلص من بعض المنتجات المعبأة في عبوات كبيرة قبل الصعود على متن الطائرة، بالإضافة إلى اضطرارهم لشراء المياه والمشروبات الأخرى داخل المطار بأسعار مرتفعة.
تتمثل فكرة هذه القوانين في الحد من إمكانية تهريب مواد خطرة عبر السوائل، مثل المتفجرات أو المواد السامة. ورغم أنها قد تكون مزعجة للركاب، إلا أنها تساهم في تعزيز الأمن في صناعة الطيران.
4. التحرك بحرية في الطائرة أثناء الرحلة
من الأشياء التي كانت شائعة في الماضي على متن الطائرات هي القدرة على التحرك بحرية في مختلف أنحاء الطائرة أثناء الرحلة. كان بإمكان الركاب التجول بين المقاعد، زيارة الحمام عدة مرات، أو حتى الانتقال من القسم الأمامي إلى القسم الخلفي دون قيود كبيرة. لكن هذا الأمر قد تغير مع تطور أساليب الطيران، وفرض قيود أكثر صرامة على الحركة داخل الطائرة.
السبب في هذه القيود يعود إلى الاحتياطات الأمنية، خاصة في حالات الطوارئ. من خلال تقليل حركة الركاب، يمكن للمضيفين والمضيفات ضمان أن الركاب في أماكنهم المخصصة بشكل أسرع وأيسر في حال حدوث أي مشكلة. بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر حركة الركاب المستمرة أثناء الرحلة مصدرًا لتقليل الراحة، فقد يؤدي التحرك المستمر إلى تشويش الركاب الآخرين أو إلى مشكلات تتعلق بالراحة الجسدية.
اليوم، يُطلب من الركاب العودة إلى مقاعدهم وارتداء أحزمتهم خلال مراحل الإقلاع والهبوط، وأيضًا في حالة حدوث اضطرابات جوية. في بعض الأحيان، قد يُسمح لهم بالتحرك بعد أن يعلن الطاقم أن ذلك آمن.
5. إحضار الحيوانات الأليفة إلى المقصورة
كانت الحيوانات الأليفة، مثل القطط والكلاب، تُسمح في بعض الأحيان بأن تكون على متن الطائرات داخل المقصورة مع أصحابها. كانت بعض شركات الطيران توفر مساحة مخصصة في المقصورة للحيوانات، مما يسمح للركاب بالترفيه عن حيواناتهم الأليفة أثناء الرحلة. لكن مع زيادة الوعي حول صحة الركاب والراحة أثناء الرحلة، بالإضافة إلى فرض قوانين صحية أكثر صرامة، أصبحت معظم شركات الطيران تفرض قيودًا كبيرة على هذه الممارسة.
اليوم، يُسمح فقط بالحيوانات الأليفة في المقصورة في حالات محدودة جدًا، مثل الكلاب المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة. أما باقي الحيوانات فيجب أن تُنقل في الأماكن المخصصة للشحن الجوي، مما يعني أن الركاب لم يعودوا قادرين على اصطحاب حيواناتهم الأليفة في الطائرة بشكل عادي.
يتطلب حمل الحيوانات الأليفة أيضًا اتخاذ تدابير صحية إضافية، مثل تقديم شهادات صحية أو متطلبات خاصة بالأماكن التي يتم السفر إليها، خاصة مع القوانين البيطرية التي تحظر دخول الحيوانات إلى بعض الدول.
الخلاصة
مع التغيرات المستمرة في تقنيات الطيران، والإجراءات الأمنية، والاهتمام المتزايد بالراحة والصحة العامة للركاب، أصبح هناك عدد من الأنشطة التي كانت شائعة على متن الطائرات في الماضي ولكنها أصبحت غير ممكنة أو محظورة اليوم. من التدخين داخل الطائرة إلى القيود على الأجهزة الإلكترونية وحمل السوائل، هذه التغييرات تهدف إلى تحسين السلامة وتجربة السفر للركاب. في الوقت نفسه، فإن هذه القيود تذكرنا بالتحديات التي تواجهها صناعة الطيران في سعيها المستمر لتحقيق توازن بين الراحة، والأمن، والابتكار.
