5 تصرفات خاطئة تقوم بها المرأة خلال فترة الدورة الشهرية
تعد فترة الدورة الشهرية من الفترات الحيوية في حياة المرأة، فهي تتضمن تغيرات فسيولوجية وعاطفية تؤثر بشكل مباشر على صحتها الجسدية والنفسية. ومن الطبيعي أن تشعر المرأة بتغيرات في المزاج، الطاقة، والاحتياجات الغذائية أثناء هذه الفترة. ومع ذلك، يمكن أن تؤدي بعض التصرفات الخاطئة إلى تفاقم الأعراض أو التأثير سلبًا على صحة المرأة العامة.
في هذا المقال، سنستعرض خمسة تصرفات شائعة تقوم بها العديد من النساء خلال فترة الدورة الشهرية، ونشرح كيفية تجنبها لضمان العناية بالجسم والراحة النفسية.
1. إهمال التمرين البدني والراحة
خلال الدورة الشهرية، قد تشعر المرأة بتقلبات في مستويات الطاقة، ومن الطبيعي أن تكون لديها رغبة في تجنب النشاط البدني. إلا أن إهمال ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن يؤدي إلى تفاقم بعض الأعراض، مثل التقلصات العضلية والانتفاخات.
على الرغم من أن الرياضة قد تبدو صعبة في هذه الفترة، إلا أن ممارسة تمارين معتدلة مثل المشي أو السباحة يمكن أن تساعد في تقليل التوتر وتحسين الدورة الدموية، مما يسهم في تخفيف الألم الناتج عن التقلصات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للرياضة أن تحفز إفراز الإندورفين، الذي يعد مسكنًا طبيعيًا للألم، وبالتالي يقلل من الشعور بالتعب والاكتئاب الذي قد يصاحب الدورة الشهرية.
من جهة أخرى، فإن الراحة التامة والتخلي عن أي نشاط بدني يمكن أن يؤدي إلى تفاقم التورم الناتج عن احتباس السوائل وزيادة الشعور بالتعب. يجب أن تحرص المرأة على موازنة الراحة والتمرين لضمان عدم إضعاف جسدها أثناء هذه الفترة.
2. الإفراط في تناول الطعام غير الصحي
من السلوكيات الشائعة خلال الدورة الشهرية هو الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون، خاصةً عند الشعور بتقلبات المزاج أو الرغبة في الراحة العاطفية. يؤدي تناول الأطعمة السريعة والمصنعة إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، مما قد يسبب شعورًا مؤقتًا بالراحة، ولكن سرعان ما يعود المزاج إلى السوء عند هبوط مستويات السكر.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يزيد الإفراط في تناول هذه الأطعمة من مستويات الالتهاب في الجسم، مما يؤدي إلى تفاقم أعراض الدورة الشهرية مثل التقلصات والانتفاخات. إن تناول الأطعمة الصحية مثل الخضروات الورقية، الفواكه، الحبوب الكاملة، والبروتينات الخفيفة يمكن أن يساهم في تحسين مستويات الطاقة والحد من الالتهابات. كما أن الأطعمة الغنية بالحديد مثل اللحوم الخالية من الدهون أو البقوليات يمكن أن تساعد في تعويض الحديد المفقود خلال فترة الحيض، مما يقلل من الشعور بالتعب.
3. الإفراط في استخدام الأدوية المسكنة
تلجأ بعض النساء إلى تناول الأدوية المسكنة بشكل مفرط لتخفيف الألم المرتبط بالدورة الشهرية مثل التقلصات. ومع أن الأدوية مثل الإيبوبروفين أو الأسبرين قد تساعد في تقليل الألم بشكل فعال، فإن الإفراط في استخدامها قد يؤدي إلى آثار جانبية ضارة على المدى الطويل.
الاستخدام المتكرر للأدوية المسكنة قد يضر بالجهاز الهضمي، ويسبب تهيجًا في المعدة أو حتى قرحًا في الحالات المزمنة. كما أن الاعتماد على الأدوية لتخفيف الألم قد يحجب إشارات الجسم التي تشير إلى وجود مشكلة صحية أكبر مثل تكيس المبايض أو التهاب بطانة الرحم. من الأفضل أن تلجأ المرأة إلى الأدوية المسكنة فقط عند الضرورة القصوى، مع البحث عن وسائل طبيعية لتخفيف الألم مثل استخدام الكمادات الدافئة أو ممارسة تقنيات الاسترخاء.
4. عدم الانتباه إلى الترطيب الكافي
التقلبات الهرمونية خلال الدورة الشهرية تؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم، مما يتسبب في الشعور بالتورم والانتفاخ. في بعض الأحيان، قد تتجنب المرأة شرب الماء بكميات كافية ظنًا منها أن ذلك سيساعد في تقليل الانتفاخ. لكن هذا التصرف غير صحيح تمامًا، حيث إن شرب كميات كافية من الماء يساعد على تحسين وظيفة الكلى ويساهم في التخلص من السوائل الزائدة في الجسم.
عدم شرب الماء بشكل كافٍ قد يزيد من مشاكل احتباس السوائل ويؤدي إلى الجفاف، مما قد يزيد من شعور التعب والدوار. لذلك، من المهم أن تحرص المرأة على شرب كميات وفيرة من الماء خلال الدورة الشهرية، ويمكن أن يساعد شرب السوائل الدافئة مثل الأعشاب أو الشاي الخالي من الكافيين في تخفيف التقلصات وتحسين الهضم.
5. التجاهل الكامل للصحة النفسية
تؤثر الدورة الشهرية على الحالة المزاجية للمرأة بشكل ملحوظ، وقد تشعر بالقلق أو الاكتئاب أو التوتر بسبب التغيرات الهرمونية. ولكن، أحد التصرفات الخاطئة التي يمكن أن تؤثر سلبًا هو تجاهل الصحة النفسية والتركيز فقط على الأعراض الجسدية.
يجب أن تدرك المرأة أن العناية بالنفس تشمل الجانب النفسي أيضًا، وأن الفترات العاطفية التي تمر بها خلال الدورة الشهرية هي جزء طبيعي من دورة الحياة. يمكن أن تساعد تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، واليوغا، والتمارين التنفسية في تقليل مشاعر التوتر والقلق. علاوة على ذلك، يمكن أن تساعد الممارسات التي تعزز من الاستقرار العاطفي مثل التواصل مع الأصدقاء أو العائلة، أو الانغماس في أنشطة مريحة، على تحسين المزاج وزيادة الشعور بالراحة النفسية خلال الدورة الشهرية.
خاتمة
إن فترة الدورة الشهرية ليست مجرد فترة طبية فسيولوجية بل هي أيضًا فترة تتطلب الوعي الكامل بكيفية التعامل مع التغيرات التي تحدث في الجسم والعقل. من خلال تجنب التصرفات الخاطئة مثل الإهمال في ممارسة الرياضة، الإفراط في تناول الطعام غير الصحي، الاعتماد الزائد على الأدوية المسكنة، تجاهل الترطيب، وتجاهل الصحة النفسية، يمكن للمرأة أن تحافظ على توازن جسمها وعقلها وتخفف من الأعراض المرتبطة بتلك الفترة. إن الاهتمام بالصحة العامة والجسدية والنفسية يعزز من رفاهية المرأة، ويسهم في تقليل الآلام والأعراض المصاحبة لها.
