5 عوارض صحية طبيعية يُصاب بها الطفل بعد الولادة
الولادة هي اللحظة التي يبدأ فيها الطفل مرحلة جديدة من حياته، خارج رحم الأم. في هذه المرحلة، يواجه الطفل العديد من التغيرات البيولوجية والفسيولوجية التي قد تسبب له بعض العوارض الصحية التي تُعتبر طبيعية تمامًا. على الرغم من أن هذه العوارض قد تُثير قلق الأمهات الجدد، فإنها غالبًا ما تكون مؤقتة ولا تدل على وجود مشاكل صحية خطيرة. في هذا المقال، سنتناول خمسة من أبرز العوارض الصحية الطبيعية التي قد يصاب بها الطفل بعد الولادة، مع شرح مفصل لكل منها وكيفية التعامل معها.
1. اليرقان (التهاب الكبد الصفراوي)
يُعد اليرقان من أكثر العوارض الصحية شيوعًا عند الأطفال حديثي الولادة، حيث يظهر في صورة اصفرار الجلد وبياض العينين. يحدث اليرقان بسبب زيادة مستوى البيليروبين، وهو مادة صفراء تنتج عندما يتم تكسير خلايا الدم الحمراء في الجسم. بعد الولادة، يبدأ الكبد في العمل بشكل كامل، لكن في بعض الأحيان يكون غير قادر على معالجة البيليروبين بسرعة كافية.
عادةً ما يظهر اليرقان بين اليوم الثاني والرابع بعد الولادة، وهو أمر شائع عند الأطفال الذين يولدون في وقت مبكر (أي قبل الأسبوع 37 من الحمل). في معظم الحالات، يُعتبر اليرقان عند الأطفال حديثي الولادة حالة طبيعية لا تتطلب علاجًا خاصًا، ويختفي تلقائيًا خلال أيام أو أسابيع.
ومع ذلك، في بعض الحالات التي يكون فيها اليرقان شديدًا أو مستمرًا، قد يوصي الأطباء باستخدام العلاج بالضوء (العلاج الضوئي)، الذي يساعد على تسريع التخلص من البيليروبين في الجسم.
2. الشحوب أو التورم البسيط
من العوارض الطبيعية الأخرى التي قد يصاب بها الطفل بعد الولادة هو التورم أو الشحوب في بعض مناطق الجسم، مثل الرأس أو اليدين أو القدمين. يحدث التورم في أغلب الأحيان نتيجة لتعرض الطفل للضغط أثناء الولادة، سواء كان ذلك من خلال قناة الولادة أو بسبب استخدام أدوات مساعدة مثل ملقط الولادة أو الشفاط.
في بعض الحالات، يمكن أن يظهر تورم في الرأس نتيجة للمشاركة في الولادة المجهدة أو بسبب تورم طبيعي في الأنسجة. يُعرف هذا التورم في الرأس بـ”القبة الرأسية” أو “المول”، وهو عادة ما يختفي من تلقاء نفسه خلال الأيام القليلة بعد الولادة.
أما الشحوب الذي يظهر في بعض الأحيان في الجلد فيُعد أيضًا أمرًا مؤقتًا يحدث نتيجة لانتقال الطفل من بيئة دافئة ومريحة في رحم الأم إلى بيئة أقل حرارة. في العادة، يعود لون البشرة إلى طبيعته في غضون ساعات قليلة.
3. التنفس السريع والمعدل المرتفع
من الأمور الطبيعية التي قد يلاحظها الأطباء والأمهات على حد سواء هي أن معدل التنفس عند الطفل حديث الولادة قد يكون سريعًا مقارنة بالأطفال الأكبر سنًا أو البالغين. هذا الأمر يحدث لأن رئتي الطفل بحاجة إلى بعض الوقت لتتكيف مع الهواء الخارجي بعد أن كانت تعمل فقط ضمن بيئة مملوءة بالسوائل في رحم الأم.
قد يُلاحظ أن الطفل يلهث أو يتنفس بسرعة في الساعات الأولى بعد الولادة، وهو ما يُسمى بـ”التنفس السطحي” أو “التنفس السريع”، ويُعد أمرًا طبيعيًا في معظم الحالات. لكن إذا استمر التنفس السريع لفترات طويلة أو كان مصحوبًا بصوت عالي أو صعوبة في التنفس، ينبغي استشارة الطبيب لتجنب أي مشاكل تنفسية قد تكون ناتجة عن حالة مثل ضيق التنفس.
4. الغازات والمغص المعوي
قد يعاني العديد من الأطفال حديثي الولادة من مغص معوي أو تجمع للغازات في البطن، وهي حالة تُعد طبيعية في المراحل الأولى من الحياة. بعد الولادة، يبدأ جهاز الهضم لدى الطفل في التكيف مع الأغذية الجديدة مثل حليب الأم أو الحليب الصناعي، وهو ما قد يؤدي إلى تراكم الغازات والشعور بالانتفاخ.
تظهر علامات المغص عادة بين الأسبوع الأول والأسبوع الثالث من عمر الطفل، وتستمر لفترة تتراوح بين 3 إلى 4 أشهر. تتجلى أعراض المغص في بكاء مستمر أو غريب طوال الليل، حيث يعاني الطفل من آلام في البطن بسبب الغازات. يُنصح باستخدام بعض الأساليب الطبيعية مثل تدليك بطن الطفل أو وضعه على بطنه للحد من هذه الأعراض.
إذا كان المغص معويًا شديدًا أو مستمرًا، قد ينصح الطبيب باستخدام بعض الأدوية المناسبة لتقليل الغاز في البطن.
5. الطفح الجلدي وتهيج الجلد
من الأمور التي قد تثير قلق الوالدين عند الولادة هي ظهور بعض الطفح الجلدي على جلد الطفل، سواء كان ذلك في صورة حب شباب، أو طفح جلدي بسيط، أو بقع حمراء. قد تظهر هذه الطفح نتيجة لتعرض الطفل لعدد من العوامل البيئية المختلفة بعد الولادة، مثل المواد الكيميائية أو المنظفات التي تلامس الجلد، أو من الاحتكاك مع الملابس.
أحد أنواع الطفح الشائعة هو “حب الشباب الوليدي” الذي يظهر على وجه الطفل بسبب التغيرات الهرمونية في الجسم بعد الولادة. وهذا الطفح يختفي عادة من تلقاء نفسه خلال أسابيع قليلة، ولا يتطلب علاجًا خاصًا.
كما قد يظهر أيضًا الطفح الجلدي الناتج عن التعرق الزائد أو تهيج الجلد بسبب الحفاضات أو بعض المواد المستعملة على الجلد. يُنصح باستخدام منتجات لطيفة وذات محتوى عضوي لعلاج هذه الطفح، والتأكد من بقاء جلد الطفل جافًا ونظيفًا في جميع الأوقات.
خاتمة
من المهم أن تعرف الأمهات أن معظم العوارض الصحية التي قد يعاني منها الأطفال حديثي الولادة هي حالات طبيعية تزول مع مرور الوقت. مع ذلك، يظل من الضروري متابعة الطفل عن كثب وملاحظة أي علامات غير معتادة أو تغييرات في حالته الصحية. في حالة وجود أي قلق أو استفسار، ينبغي دائمًا استشارة الطبيب للحصول على التوجيه والعلاج المناسبين.
